بسم الله الرحمن الرحيم 

▫️المقدمة: جهاد النفس هو الجهاد الأكبر

روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه حين رجعت سرية من الغزو، قال: "مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر"، فسُئل: "وما الجهاد الأكبر؟" فقال: "جهاد النفس".  

🔸أهمية تهذيب النفس في ضوء روايات أهل البيت (عليهم السلام)  

يوصي سماحة السيد السيستاني (دام ظله) طلبة العلم بالرجوع إلى "باب جهاد النفس" في الجزء الحادي عشر من كتاب "وسائل الشيعة"، لتحقيق الاستقامة الأخلاقية والسلوكية، مستندين إلى نصوص أهل البيت (عليهم السلام). ويؤكد ذلك قوله تعالى:  
{وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَاهَا (8) قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)}
(سورة الشمس ٧ - ١٠ )

---

🔸مستويات جهاد النفس وتأثيرها  
ينقسم جهاد النفس في الإنسان إلى مستويين متكاملين:

1️⃣ مستوى الجوارح (السلوك الظاهر): وهو التأثير المباشر للأفعال على الباطن.  
2️⃣ مستوى الباطن (قوى النفس الإنسانية): وهو أساس الإيمان، وينعكس على السلوك الخارجي.  

---

🔸الفروض الإيمانية على الجوارح والقلب  
في رواية من الكافي، ورد:  

"إن الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح بني آدم وقسمه عليها... فليس من جوارحهم جارحة إلا وهي موكلة من الإيمان بغير ما وكلت به أختها."

أولاً: وظيفة القلب (رأس الإيمان)  
ما فُرض على القلب من الإيمان يشمل:  
- الإقرار بالتوحيد والنبوة.  
- المعرفة (فأول الدين معرفته).  
- التصديق والتسليم الكامل لله تعالى.  
- العقد والرضا بالعقيدة، مما يجعلها ثابتة لا تتزعزع.  

ويؤكد القرآن على أهمية طمأنينة القلب:  
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28).  
﴿الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ﴾ (المائدة: 41).  

ثانياً: العلاقة بين القلب والجوارح  
- القلب هو الميزان الحقيقي للإيمان، فمهما أظهر الإنسان الإيمان بجوارحه، فإنه لا ينفعه دون يقين القلب.  
- الجوارح تُحاسب على ما تقوم به، لكن المحاسبة الكبرى على ما في القلب:  
﴿وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ﴾ (البقرة: 284).  

---

📌الخاتمة: 
القلب أساس الاستقامة، الإيمان الحقيقي يبدأ من تزكية الباطن، لأن القلب هو الأساس الذي تُبنى عليه أعمال الجوارح. فمن أصلح سريرته، صلحت علانيته، وتحقق فلاح الدنيا والآخرة.

والحمد لله رب العالمين 

١٥ - ذو القعدة - ١٤٤٦
الثلاثاء - النجف الاشرف
المصدر :  قناة حياة القلوب على التلغرام 
https://t.me/SHQ0xatpncEOt5VW