• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما وراء الزيارة: قراءة في جولة ترامب الخليجية ولقائه بالجولاني .
                          • الكاتب : قاسم الشمري .

ما وراء الزيارة: قراءة في جولة ترامب الخليجية ولقائه بالجولاني

 المقدمة:

في تطور غير مسبوق على الساحة الإقليمية، قام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بزيارة رسمية شملت كلاً من السعودية وقطر والإمارات. وقد أثارت هذه الجولة اهتماماً واسعاً، خاصة بعد أن تم تسريب معلومات تؤكد لقائه بأبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام، في العاصمة السعودية الرياض، وبحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. زادت وتيرة الجدل بعد إعلان مفاجئ عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، ما دفع المراقبين لطرح تساؤلات عميقة حول أهداف هذه الزيارة وتداعياتها الإقليمية والدولية.

 

الخلفية والسياق:

تأتي زيارة ترامب في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وتبدّل واضح في أولويات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. وبينما لا يحمل ترامب صفة رسمية اليوم، فإن تحركاته تلقى صدى سياسياً عميقاً، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها. أما السعودية، فهي اليوم لاعب إقليمي محوري يسعى إلى إعادة تشكيل خارطة النفوذ في المنطقة، بعيداً عن الأطر التقليدية.

 

اللقاء مع الجولاني: تحوّل في المعايير؟

لقاء ترامب مع الجولاني، الذي لطالما اعتُبر شخصية إرهابية مصنّفة على القوائم الأميركية، يشكّل صدمة سياسية. غير أن حدوث اللقاء في الرياض وبرعاية مباشرة من محمد بن سلمان، يشير إلى تغيير في قواعد اللعبة. ربما لم يعد يُنظر إلى الجولاني باعتباره مجرد "خصم إرهابي"، بل كأداة سياسية يمكن توظيفها في موازين القوى السورية الجديدة.

 

رفع العقوبات عن سوريا: صفقة أم استراتيجية؟

الإعلان عن رفع العقوبات عن سوريا بعد زيارة ترامب، لا يمكن فصله عن هذا اللقاء. قد تكون هناك صفقة أوسع تُعيد ترتيب العلاقات بين واشنطن (أو جزء من نخبتها السياسية) وبين دمشق، عبر وسطاء خليجيين. كما أن السعودية قد تكون دفعت باتجاه إعادة سوريا إلى الحضن العربي مقابل التزامات أمنية أو اقتصادية.

 

المصالح المشتركة: تقاطع تكتيكي؟

إذا ما قرأنا الأحداث ضمن إطار المصالح، فإن أطراف اللقاء الثلاثة – ترامب، بن سلمان، والجولاني – يجمعهم هدف واحد: تقليص النفوذ الإيراني، وإعادة تشكيل النظام الإقليمي بآليات جديدة. السعودية تسعى لقيادة النظام العربي، ترامب يريد ورقة قوة في حال عودته للبيت الأبيض، والجولاني يسعى لشرعنة نفسه سياسياً كلاعب محلي قابل للتفاوض.

 

خاتمة:

زيارة ترامب إلى الخليج ولقاؤه بالجولاني لم تكن تحركات عشوائية، بل خطوة مدروسة ضمن سياق تغيّر المشهد الإقليمي والدولي. رفع العقوبات عن سوريا قد يكون أولى إشارات إعادة التموضع الأميركي – ولو عبر شخصيات غير رسمية – في الملف السوري. والسؤال المطروح الآن: هل نشهد بداية تحالفات جديدة غير مألوفة، يعاد فيها تعريف العدو والحليف وفقًا للمصلحة، لا الأيديولوجيا؟

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203138
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 05 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 18