• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثقافة اليوم لا تتحمل ثقافة الكرامات والاحلام .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

ثقافة اليوم لا تتحمل ثقافة الكرامات والاحلام

 وضع الفقهاء قواعد واصول لمعرفة الحديث الصحيح عن الضعيف ، وسبب الضعيف هو عدم موثوقية رجال السند او دسائس وعاظ السلاطين ، واحد غايات رجال السوء عندما يدسون احاديث بعضها تؤثر على استنباط الحكم والبعض الاخر تؤثر على ثقافة العقول بقبول الخرافات والخرافات نصفها احلام والنصف الاخر يقال عنها كرامات .
ولان القواعد التي تعتمد لمعرفة هذه الاحاديث الخرافية غير متفق عليها فمن الصعوبة اقناع العقول بالدخيل فيها ، وواقعا هذه الروايات ادت الى تاخر النهوض العلمي بل التراجع العلمي ، وهنالك من اصبح شغله الشاغل وضع هكذا روايات لاجل احدى الغايتين اما للتاثير على السنة النبوية او للحصول على منصب شهرة ومال ، وقد اجاد جورج طرابيشي في كتابه سبات العقل في الاسلام وقد ذكر احصاءات بالروايات الخاصة بالكرامات والاحلام عند المسلمين قاطبة ، ولا انسى عند المسيح واليهود ايضا هكذا ثقافة أي ثقافة الكرامات والغيبيات .
لنحصر حديثنا عن روايات الكرامات والاحلام ، العجيب ان هنالك عقول تستمع لها وتعمل عليها وتحاول ان تكون من ابطالها ، ولانها تؤثر على الثقافة السليمة فان اعلامنا من المجتهدين ينبهون على هذه الروايات وينصحون بعدم التطرق لها ، وقد اشار لها السيد السيستاني في نصائحه لخطباء المنبر بهذا النص " ان يترفع المنبر عن الاستعانة بالاحلام وبالقصص الخيالية التي تسيء الى سمعة المنبر الحسيني وتظهره انه وسيلة اعلامية هزيلة لا تنسجم ولا تتناسب مع المستوى الذهني والثقافي للمستمعين " ، ان يترفع المنبر هو المقصود كما يقال اياك اعني واسمعي يا جارة فالتعميم لكل متحدث ووسيلة اعلامية ، لاحتواء هذه الثقافة .
من خلال متابعتي لهكذا روايات خصوصا في عصرنا هذا وجدت اغلبها تصدر عن رواة من ايران مع فائق احترامي لعباقرة ايران من الفقهاء والعلماء الذين اغنوا الساحة الاسلامية بعلومهم ، وحقيقة ان من يتطرق لهكذا احلام وكرامات تكون محل شك ، لان الاثبات صعب ولكن لنسلم جدلا بانها صحيحة ، فالذي يتحدث عن رؤيا له بانه التقى بمعصوم او قال له المعصوم كذا وكذا ، فماهي غايته ؟ غايته ان يرفع من مقامه هو ويكسب عقول الناس والا مسالة الحديث عن ثقافة المعصوم فالكتب الحديثية كثيرة وفيها ما يغني المقام ، هنالك جوامع ومقامات تم بناء بدليل طيف او حلم واصبحت مشهورة .
لو عدنا مع بداية البعثة وما كان رسول الله صلى الله عليه واله يتحدث به للمسلمين ومن بعده عترته الطاهرين وحتى بعض الصحابة ، فان الرسالة جاءت بشقين شق الايمان بالله عز وجل ( اقامة العبادات بك اصنافها )  وشق تنقية المعاملات بين المسلمين وجميعها جاءت من القران الكريم ولم تات من قصص خرافية او احلام ، وحتى كرامات النبي والاولياء تاتي لحادثة انية وليست لدليل شرعي اطلاقا ، يعني ان يتم استنباط حكم من رؤيا هذا محال .
نعم هنالك من يؤمن بمنزلة عالم ما وهذا الايمان لا يأت بسبب احلامه بل بسبب علمه والذي يكون صادقا في طلبه للعلم قد تتحقق له رؤيا لبعض محطات حياته له شخصيا وليس تشريع لمجتمع ، ومن يروج لاحلامه فماهي غايته غير طلب الشهرة .
بالرغم من ان التطور العلمي الهائل الذي حدث الان مع الثقافات والافكار المستحدثة اصبحت مسالة الحديث عن هذه المعاجز محل سخرية حتى وان كانت صادقة فالمفروض ان نتجنبها، ففي الخطاب الاسلامي ما يغنينا عن الكرامات والاحلام .
كتاب ومطبوع ومقروء يتحدث رجل دين على درجة عالية من العلم والاجتهاد ان هنالك بقرة رفضت ان ترضع عجلها الصغير فقال العالم الفلاني لصاحب البقرة قل لها ان العالم الفلاني يامرك بان تسمحي لعجلك بالرضاعة فنقل لها الامر فهزت براسها موافقة وسمحت لرضيعها بالرضاعة .... ما الغاية من هكذا قصة ؟
الخلاصة ان حكايات الكرامات والاحلام ثقافة لا تتفق وثقافة اليوم ومن يؤمن بها ليحتفظ بها ولا اقول انها غير صحيحة ولكن كثر فيها الدخيل فاثر على الاصيل وحتى الاصيل حجة عند لحظة حدوثه على من راى ذلك بعينه، ولم ينقل معصوم واحد معاجزه او معاجز ابائه لغيره بل ينقل علومه وعلوم رسول الله التي تغنينا عن كل ما يشكل علينا الى يوم الساعة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203134
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 05 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 18