• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قمة في منخفض سياسي   .
                          • الكاتب : ظاهر صالح الخرسان .

قمة في منخفض سياسي  

 في ظل المُتغيرات في المنطقة ، والتغيرات الجيوسياسية في الشرق الاوسط والتوتر الدولي ، تأتي القمة العربية المنعقدة في بغداد ، وهي الرابعة في تأريخ  العراق ، فيما يتجه  المحيط الاقليمي  الى تأسيس واقع جديد ، وإعادة تموضع المنطقة الخليجية لتكون ضمن الخط الامامي في الازمات الاقليمية  بدءا من غزة مرورا بلبنان وسوريا الى طهران ، ولذا فإن سياسة الجمع بين القوة الامنية والاقتصاد ابرزَت الخليج كمشارك ايجابي  للقوة الامريكية  وكذلك والدور السعودي الاساسي في صياغة ملامح النظام الاقليمي وترتيب العلاقات الدولية ، واعادة صياغة التحالفات بعيدا عن الآلة  العسكرية ، فقمم رئاسية تعمل على اعادة الخرائط السياسية وفق اعتبار امريكي _اسرائيلي ، إزاء قمة عربية  تتصدر فيها الاوضاع في غزة  والصراع العربي –الاسرائيلي ومكافحة الارهاب والمخدرات والجريمة الوطنية وصندوق لإعادة الاعمار  ! ، هذه المحاور والملفات المعادة سنويا على منصات القمم  وتتحول الى خطابات سياسية في القاعات الرئاسية ، لا تلامس روح الاحداث ولا تحظى بإهتمام دولي او اقليمي ، فالعقل العربي كما يعبر "غليون"  انه تعرض لترويض ممنهج ، ويستشعر بخطر الاستقلال وان طوق النجاة  في التبعية ، ولذا فإن القرارات والنتائج التي تتمخّض عن هذه القمم  قرارات منفصلة تماما عن الواقع ولا تنتِج أي ملامح مستقبلية للمنطقة بسبب تحديات واستراتيجيات كبرى يرسمها الفاعل الدولي والضاغط الاقليمي ، ومن اهم الملفات التي ستكون حاضرة في القمة هو الملف الفلسطيني ، واستمرار الاعتداءات على غزة والوضع اللبناني مرورا بأوضاع سوريا التي ستكون حاضرة بحكومتها الجديد  بالاضافة الى الخلافات التي عصفت موخرا بين السودان والامارات  باعتبار الاخيرة  دولة عدوان لتقديمها الدعم العسكري لقوات الرد السريع ، وكذلك الامارات والجزائر ، وكذلك ضبابية الموقف الاماراتي من الحكومة السورية الجديدة ورغبتها بالحصول على ضمانات امنية مقابل الدعم اللامحدود من الجانب السعودي القطري لسوريا .

 اما حكومة بغداد عملت على صياغة محورية رؤية عربية لايجاد طريق للتفاهم والحوار لمواجهة التحديات القائمة دون الخوض بالمشاكل الدولية ،اذا لا تغيب عن القمة ملفات الانقسامات والتقاطعات الواضحة بين الدول العربية فغياب الشرع عن الحكومة وسط انقسامات داخلية في الموقف العراقي رغم جدية السوداني ورغبة حكومته في مشاركته ، لاثبات استقلاله وعدم التأثير عليه خارجيا وداخليا وتأمين مسار اقليمي ودولي لدعمه في طموحه للحصول على ولاية ثانية .

وتبقى الملفات الاقليمية عالقة بسبب الفاعل المباشر والتدخل الخارجي دون الاقتراب منها بقرار عربي ، كحماية المياه الاقليمية ،والمشروع التركي في المنطقة الذي اكتسب زخما وتاثيرا مباشرا وارهاصات تراجع الدور الايراني على طول الخط الغزاوي اللبناني مرورا بسوريا والعراق ختاما القمة العربية عبارة عن حوارات ثانوية وقرارات حبرية ودعوات وقتية لتجنب الاصطدام المباشر تحت ظل اي ازمة في المنطقة 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203133
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 05 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 18