• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفهوم القسم في ثقافة القرآن الكريم .
                          • الكاتب : نرجس مهدي .

مفهوم القسم في ثقافة القرآن الكريم

يوجد في القرآن الكريم مفهومان واسعان الذكر ..
أحدهما : مفهوم المثل ،
كقوله تعالى :(الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح )...(النور : ٣٥)

والآخر : مفهوم القسم ، فربُ العباد أقسمَ بذاته المقدَّسة ، وأقسم بالكائنات والمخلوقات ،وأصناف الملائكة ، بل وأقسم بعمر رسول الله (صل الله عليه وآله الطاهرين)..

وقال : ((لَعَمرُكَ إنهُم لفي سكرتهم يعمهون ))...(الحجر : ٧٢)
والقسم ورد تارة بشكل مفرد ، كقوله :
(( والليلِ إذا يَغشاها ))..(الشمس :٤)
وورد تارةً بشكل متكرَّر ، والذي يعبر عنه بالقسم المركب ، كقوله تعالى :
(( والشمس وضحاها ))..(الشمس : ١)
وهناك تفنُّن قرآني في مسألة القسم ، فعلى سبيل المثال هناك علاقة وطيدة بين القسم وجواب القسم ، كأن يكون القسم وجوابه من جنس واحد ، ففي سورة العصر المباركة مثلاً ..
نجد أن القرآن الكريم أقسم بوقت العصر ، وجواب القسم كان عن عمر الإنسان الذي هو في حالة تناقص مستمر وخسران ،
قال تعالى : ((والعصرِ إن الإنسان لفي خُسرٍ))....(العصر ١..٢)) 
فصار عنصر الزمن هو القاسم المشترك بين القسم وجوابه .

قد يتسائل بعضنا عن سبب أهمية وضرورة وجود القسم في ثقافة القرآن الكريم ..
وذلك لأن القرآن الكريم يتلقاه إثنان لا ثالث لهما ..
المسلم والكافر ..
المسلم هو المعتقد بأن القرآن (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)...(فصلت :٤٢)
وأما الكافر الذي لا يؤمن بكتاب الله  ، فهو غير محتاج للقسم أصلاً .

إذن مالغاية من القسم الذي ورد في الكريم ؟

الغاية في ذلك أن الله تعالى يُقسم على الأمور المهمة ، وكلما تعددت الأقسام على أمر معين ، تلك إشارة لأهمية وثقل الأمر المقسم له.
ومن جهة أخرى ..
فإن الله تعالى يُبين عظمة المقسم به من خلال المقسم له ، فالفائدة تكون من جهتين ..
وقد تباينت أعداد الاقسام مابين قلتها وكثرتها في سور القرآن الكريم 
فبعض منها ورد القسم بأمرين ..
وبعضها ثلاثة وخمسة ..
والسورة التي اشتملت على أكبر عدد من الأقسام هي سورة الشمس، لإحتوائها على أحد عشر قسماً بالغ العظمة..
بدأت بالشمس وضحاها .ووصلت الى الآية السابعة (ونفس و ما سواها )..
بإعتبار أن الآية الأولى والخامسة والسادسة والسابعة اشتملت على قسمين بصيغة المركب صدرت لأمر خطير ..
وهو تزكية النفس: (ونفس و ما سواها ...)
والتزكية هنا بمعنى التطهير و التنقية 
ومن حيث التأويل فإن أئمتنا (عليهم السلام) قالوا بأن الشمس رسول الله (ص)
والقمر أمير المؤمنين(ع)
والنهار هو القائم من آل محمد (ص)
والليل هو دولة الظلم والجور ..(١)

فالأقسام التي وردت في سورة الشمس، صدرت لبيان ٱن الفلاح يكون في تزكية النفس ،وهذا ما عضدته الروايات ..
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: 
(زِنوا أنفسكم من قبل أن تُوزنوا ، وحاسبوها  من قبل أن تُحاسبوا )..(٢)
(١)راجع تفسير فرات الكوفي (ص ٥٦١ / تفسير سورة الشمس)

(٢)نهج البلاغة (ص ١٢٣/ الخطبة ٩٠)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203109
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 22