المدخل الأساسي لفهم عمل الدعاة الى الله هو ان يتقبل الرؤى الأنسانية الاجتماعية وأحياء أمور الدين ، تلك حقيقة يقرها كل داعية يعمل ليرتقي بانتمائه الإسلامي ،ونكران قداسة الحزن العاشورائي يخالف فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقوله ، وبكائه وحزنه على الحسين عليه السلام ، مرارا وتكرارا في موارد مختلفة وأزمنة متعددة منها يوم عاشوراء ، ومثل هذا العنوان الذي صرح به بعض وعاظ السلطة ، ومنهم داعية يعمل على خلق نظرية مختلفة عن الدين والسيرة ، وتجزأ روح التواصل الإسلامي ، كونه لا يمتلك التأثير الذي يقدر ان يوحد الامة ، ويخالف مسار المفهوم الحقيقي لمنزلة الحسين عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الحجة العلامة الاميني قدس سره ، رزية أبكت نبينا طيلة حياته وأبكت أمهات المؤمنين ، ولا نعرف على أي نظرية اعتمد القرضاوي مثلا ليصدر هذا النفي القاطع الذي لا يرتبط باي أساس سوى سياسة آل أمية ، والمزاجية وجعل الدين مزادات سوق مربحة بمؤازرة السلطة ، فهل الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وسننته باتخاذ شهر عاشوراء ومحرم الحرام شهر احزان وبكاء يصبح اليوم امرا غير مقبول ، عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السماوات والأرض ،، وهناك اخبار الوحي بمقتل الحسين عليه السلام ومجيء الأمين جبرائيل وغيره من الملائكة مرارا وجلب قبضة من تراب كربلاء ، عندما يكون دعاة الدين لايمتلكون روح الحقيقة ولا يهمهم مصداقية الرؤية بل عندهم للحقيقة عدة اوجه تخضع للدعم تاريخ العروش ، المعرفة لاتتجزأ ليكون لكل حزب تأويله الخاص والا قداسة كربلاء وتربة كربلاء ويوم كربلاء لا يمكن ان يصل الإنسان الى السر المودع في هذه التربة الطاهرة ليحملها الأمين جبرئيل عليه السلام ، ويخبر رسول الله بإن الحسين عليه السلام سيقتل في كربلاء ، القضية لا تتبع منهجية القراءة الكيفية وكل قوم سيستخلصون النتائج حسب موازينهم السياسية وخداع المدارك المعرفية وتحويلها الى احكام نسبية تختلف من شخص لآخر ، حتى تعاقبها الزمني لا يرتبط بروابط منطقية سوى عاطفة الانتماء الى القبلية المقيتة ، وهذا الذي يفرق قضية الحسين عن باقي القضايا كونها ليست قضية عاطفية من قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،إنما القضية وحي وايحاء واهتمام السماء والأمين جبرئيل عليه السلام ، فليس من حق أي محلل ان يدعي عدم الخصوصية لهذه التربة أو البكاء أو الحزن على الحسين عليه السلام ، عدم ذكر الوحي لتربة جعفر الطيار أو لسيد الشهداء حمزة عليه السلام لا يعني ان لا خصوصية لها ، بل لتربة الحسين عليه السلام النصيب الأكبر من الاهتمام والعناية ، ،أما من يذهب الى التفاضل ، فعماد بقاء الدين أختص الحسين عليه السلام بآية ربانية خاصة لاتتصادم مع افضلية جده خاتم النبيين ووالده سيد الوصيين ، نقف بوجه من يفاضل من اجل ان ينفي الخصوصية لمنزلة الحسين عليه السلام ،أو غيره لتقول كيف تقرأون حديث رسول الله ( حسين مني وأنا من حسين ) هل هذا الحديث صحيح أو يجدونه موضوعا من الشيعة ، والحديث مستحسنا في سنن الترمذي وصحيح ابن حيان ، وسلسلة الاحاديث الصحيحة للألباني ، ومصادر كثيرة ذكرته ، خلاصة الأمر ان هناك اهتمام من قبل المؤمنين بمصائب اهل البيت عليسهم السلام ، وعلى رأسهم النبي المصطفى عليه واله سلام الله وهناك امتياز خاص لمصيبة الحسين عليه السلام ،قال العلامة التفتزاني هو الإمام سعد مسعود بن عمر لم يكن له نظير في المعرفة يقول لعنة الله على من باشر في قتل الحسين عليه السلام أو رضى عن القتلة كان له عذاب الآخرة اشد وأبقى ، والجميع تحدث عن بشاعة القتلة التي قتل فيها الحسين عليه السلام مع جماعة من أهل بيته فصلت الرؤوس عن الابدان ، ومجموعة كبيرة من المؤرخين يقولون انه سحق الجسد بسنابك الخيول ورفع الراس على الرمح وهو أول رأس يرفع في الاسلام ، وهناك تركيز من آل الرسول صلى الله عليه واله وسلم على مصيبة الحسين سلام الله عليه والحزن والبكاء وهم الحجة بعد كتاب الله ، ومصيبة عاشوراء ، احياء الروح الثورية والثورة على الظلم والفساد ، كلمة يا حسين تهز العروش الطغاة ، الحزن على الحسين واحياء الروح الثورية وتفعيل السلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ، عبد الملك بن مروان وهو المعروف بحقده لآل البيت عليهم السلام سأل الزهري عن علامة يوم قتل الحسين عليه السلام ، فاجابه لم ترفع حصاة في بيت المقدس الا وجد تحتها دم الحسين عليه السلام فقال عبد الملك أني واياك في هذا الحديث لشريكان ، لم تبك السماء الا على يحي والحسين سلام الله عليهما وان الغضب الالهي كما جاء في الحديث لمقتل
|