لست اول من يكتب عن الانتخابات ولا اول مرة اكتب عنها ، واختلاف وجهات النظر امر طبيعي ولا يوجد شيء بمجمله قبيح او مريح ، وكل ينظر وفق ما يؤمن به وبعضهم وفق مصالحه بعيدا عن الحق والباطل ، لكن لايمكن ان يختلف اثنان على اثر ظاهر تحمل نتائجه الشعب العراقي ، وما يعيشه العراق هو بسببين ، الاول النظام الانتخابي والثاني الثغرات الدستورية ، وامل كل العراقيين المحكمة الاتحادية وهذه المحكمة تتعرض لهجمات وتخوين ليس من قبل الاحزاب فقط بل حتى من قبل الشعب او الاجندة المدسوسة ضمن وسائل الاعلام للنيل من المحكمة وهذه المحكمة هي الحبل المتين الذي يتمسك به العراقيون .
بالعموم كل عراقي مستقل لا يؤمن بالاحزاب ويرى ان محن واحن العراق سببه الاحزاب ، وبسبب التراكمات الانتخابات الحزبية عبر عشرين سنة تجذرت مخالب الاحزاب بمؤسسات الدولة كل حسب حصته ولا يمكن تغييرها ، وهذا التجذر هو بسبب الدستور الذي لا يمكن التعديل لبعض فقراته التي تدر على الاحزاب بالفوائد .
ومن هذه التعديلات الضرورية هي طريقة الانتخاب والتي اخذت اكثر من وجه والحالة واحدة ( سانت ليغوـ قوائم مغلقة ـ قوائم مفتوحة ـ ائتلاف كتلتين ـ وغيرها ) والنتيجة النهائية تبقى كعكة الحكومة ضمن المحاصصة بينهم ، هذا لا يعني انه لا يوجد من بينهم من هو مسؤول نزيه ، لكن مناصب القوة لا يمكن ان تكون بيد مستقل ومن غير مضايقات .
لماذا لا تكون الانتخابات رئاسية ؟ لا يمكن لان الدستور لا ينص عليها ، لماذا لايكون اعضاء البرلمان هم انفسهم اعضاء مجالس المحافظات بحيث يخصص لكل محافظة عدد من الكراسي حسب التعداد السكاني ومن يفوز بها هو يمثل المحافظة في البرلمان ومن يحصل على اعلى الاصوات هو المحافظ ، هذا الامر مخالف الدستور ، ومن هنا يبقى الدستور حجر عثرة امام التغيير .
نتحدث عن المستقلين وتعلمون هنالك بعض المستقلين تغيرت توجهاتهم حالما جلسوا على كرسي البرلمان ، والامر الاخر لا يمكن للمستقل ان يغير ومقاليد السلطة والمناصب المهمة بيد الاحزاب .
لماذا لا يلغى منصب رئيس الوزراء ويكون منصب رئيس الجمهورية من يقوم بمهام رئاسة الوزراء وتكون الانتخابات رئاسية ، لا يمكن هذا الامر لان الاغلبية شيعية وتنتخب شيعي وهنا مشكلتنا فلا تجد شيعي يفوز بمناطق سنية او سني بمناق شيعية او كردي في مناطق سنية او شيعية لذا تجد الدعايات الانتخابية منتشرة في المحافظات طائفيا وعرقيا .
من هو رئيس الوزراء الذي استلم منصبه فاز بالانتخابات منذ ان اجريت الانتخابات وحتى يومنا هذا ؟ الم يرفض الشعب العراقي انتخابات مجالس المحافظات ؟ سيكون الجدل بالدستور ، ولكن نرد عليهم طوال تجميدهم اي تجميد مجالس المحافظات هل تاثرت المحافظات في مشاريعها ؟ كلا والف كلا ، فهم حلقة فائضة في الدستور العراقي .
الحديث عن كافتريا مجلس البرلمان حديث مؤلم قد يكون مبالغ فيه او غير صحيح لكن الواقع الذي يتحدث عنه الاعلام بخلاف ما كنا نامل منه وباعتراف بعض اعضاء البرلمان .
ومسالة التشهير بين اعضاء البرلمان ومن اذا امسك بوثيقة تجد طريقها الى مواقع التواصل الاجتماعي وما يترتب عنها من اثار سلبية تبحث عن الاسباب ستجد المسؤول المسبب لها هو من جاء بالانتخابات .
النتيجة النهائية كما اشار السيد السيستاني حفظه الله لممثل الامم المتحدة في العراق بما معناه على ما يبدو امام العراقيين طريق طويل لتحقيق ما يتمناه .
عافاكم الله ـ الامراض الخبيثة لا يمكن تشخيصها قبل حصولها حتى يعالجوها ، وفي العراق السرطان المحاصصة ويختلف عن المرض، ان هذه المحاصصة تم تشخيصها قبل حدوثها الا وهي الانتخابات بصورتها هذه ومن يعمل بها يتلقى نفس النتائج ةلبنان شاهد اخر على سلبية هذه الانتخابات . نعم الانتخابات الرئاسية هي واجهة حضارية قد تحقق العدالة للشعب العراقي يعقبها تعديل بعض فقرات الدستور
|