من ضمن أمنيات حياتي الكثيرة ، أن أعلّم تلاميذي كل شيء حرمنا منه ، و  أن أطلعهم على جراح التأريخ  شهقة  شهقة .    في ذكرى تهديم قبور الغرقد ، وردتني فكرة أفرحتني كثيراً  ، اقترحت على التلاميذ متابعة موقع ( بقيع الغرقد ) الذي أنشأته العتبة العباسية المقدسة وهو  لشبكة الكفيل العالمية ، لاحظت استجابتهم الفورية ، وفرحتهم لهذا المقترح فقد أحبوه كثيراً  .
 كنت أتابع معهم برامج الموقع لأدرس اختياراتهم ، أفكر دائماً لماذا لا نستثمر هذه النعمة للتعليم وتوسيع مدارك أولادنا ، وهذه تعد من أحسن برامج التثقيف العام قراءات خارج  المنهج  لترصين الوعي ، ويعني أن يكون  المعلم مثقفاً واعياً حريصاً على نشر مظلومية أهل البيت عليهم السلام ، ويبدو أن بعض الزملاء المعلمين من المدارس الأخرى تأثروا بالفكرة فعملوا عليها.
إن قضية هدم قبور بقيع الغرقد قضية مؤلمة تدمي قلب كل من يحمل صفة الإنسانية ،  و حيرت العقول بإيجاد السبب المقنع  لهدم هذه القبور المباركة ولإخفاء معالمها .
يجيب الموقع على العديد من الأسئلة المهمة ومنها سؤال /ـ لماذا  هدموا مزارات و عتبات أئمة و صحابة مقبرة البقيع  الغرقد؟ موقعه في  المدينة  المنورة . تناول  الموقع تفاصيل  المزارات والقباب التي هدمت  في فاجعتي  التهديم  عام 1220 هـ وعام  1344 هجرية ، وبقيت مهدمة الى يومنا هذا ،  تركت لهم الموقع وتابعت اختياراتهم وما يأخذونه بأنفسهم ، يسجلون مقتطفات من المعلومات بعض الأسئلة ، بعض الطلاب بحثوا في العنوان ( بقيع الغرقد ) ثم كتبوا جواب  الموقع ملخصاً ، سألتهم ماذا عرفتم عن البقيع أجابني من انتقيت منهم ، البقيع هو المكان  ولا يكون بقيعاً  إلا وفيه شجر ، مقبرة  في المدينة المنورة  ويقال لها ( كفتة ) مشتق من قوله عز وجل ( الم تجعل الأرض كفاتا  احياء وأمواتا ) سميت  بذلك  لأنها  تكفت  الموتى  أن تحفظهم ، والبعض  الآخر من التلاميذ  أهتم بتاريخ البقيع ،  كان أهل المدينة المنورة يدفنون موتاهم  منذ زمان النبي صلى الله عليه وآله ، منذ زمان  النبي صلى الله عليه وبنيت القباب على قبور أئمة الهدى من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وجاء في بعض المصادر التاريخية  أنه كان  بستاناً وقيل أول من دفن فيه من الصحابة ( أسعد بن زرارة الانصاري ) وبعضهم يذهب الى أن أول من دفن في البقيع هو الصحابي الجليل ( عثمان بن مظعون ) ثم دفن إبراهيم بن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،إلى حين هدم الوهابيون قبور البقيع و أرادوا تهديم قبر النبي  لكن اجتماع  العالم جعلهم يبعدون الفكرة التي مازالت قائمة في رؤوسهم ، بعض الآخر من الطلاب  استهوته معرفة أسماء  الصحابة  المدفونين  في البقيع  وهو موجز ورد  في موقع  ( بقيع  الغرقد ) ، و وجدتهم جميعاً سجلوا أسماء الصحابة و حفظوها وخاصة أسماء أئمة البقيع ، مثل الصحابي  عثمان بن مظعون، وقبر محمد بن الإمام علي عليهما السلام ( محمد الحنفية ) و عمتا النبي صلى الله عليه واله ( صفية و عاتكة )  وقبر إبراهيم بن النبي وقبر فاطمة بنت أسد والدة الإمام علي عليهم السلام وقبر العباس  بن عبد المطلب وقبر عقيل بن أبي طالب والسيدة أم البنين عليهم السلام  وقبر محمد  بن زيد  حفيد الإمام زين العابدين  ، وعبد الله بن جعفر الطيار وقبر إسماعيل  بن الإمام الصادق عليه السلام  ، وقبر المقداد بن عمرو وجابر  بن عبد الله الأنصاري  ، وشهداء الحرة  ودفن بعض أحفاد  الأئمة عليهم السلام السجاد ، الباقر ، الصادق ، و الكاظم  ، عليهم السلام وقبر زيد بن الأرقم وحميدة ورقية زوجتا مسلم بن عقيل  وأخيه عبد الرحمن ، الحسن المثنى  وحسان بن ثابت  ،وجعفر بن  الحسن عليه السلام ، سهل  بن سعد  الساعدي  أسامة بن زيد ،، ومن أئمة البقيع  الإمام الحسن والإمام زين العابدين  والإمام محمد الباقر  والإمام جعفر الصادق  ، وكتب البعض الآخر من التلاميذ  عن وصف البقيع ، من المفرح أني وجدت حماس التلاميذ و شغفهم في البحث الجاد في شبكة الكفيل العالمية  نجحت الفكرة ولله الحمد.