العدالة هي الاستقامة على جادة الشريعة والابتعاد عن الكبائر وعدم الاصرار على الصغائر وهي بذلك مفهوم شرعي ينطبق على من تلبس بها ولم يأت بمنافياتها وقد دلت الكثير من النصوص الشريفة على هذا المعنى
وهي أيضا باعث فطري للانسان فهو بطبيعة حاله يرى أن ماتحوطه العدالة من مفاهيم وسلوك يتماشى مع العقل السليم والسلوك المنضبط الذي تعاهدته البشرية فيما بينها
وجاء الدين الحق وجعله شرطا للكثير من الأحكام الشرعية كإمامة الجماعة والقضاء والمرجعية وغيرها من المناصب المهمة في الدين ففي مقام معرفة المجتهد وتشخيصه لا يُكتفى بالصلاة والصيام و والأتيان بسائر العبادات بل ولا يُكتفى بالعلم أيضا اذا لم تُقرن جميع هذه الأمور بالعدالة !
وأما محاولات تصنعها وانتحالها والتحدث بها وبنفس الوقت الاتيان بمنافياتها كالكذب فهذا محق لها وعدم امتلاكها وهي محاولة للتضليل ليس الا
فالعادل لا يكذب ولا ينتحل ولا يسرق مقاما ليس من شأنه
و العدالة ميزان يستطيع المؤمن أن يشخص من خلاله الحقيقي الثبت من المزيف الغير مؤهل! عن طريق مطابقته لمفاهيمها على الواقع الخارجي سيتضح حينها من هو مصداق حقيقي لامتلاكها ومن يحاول التلبس بها زورا!
وهذا المفهوم من البديهيات التي يستطيع المؤمن معرفته دون بحث أو نظر من خلال رسوخه كمفهوم فطري
فالتثبت في شأن العدالة شرط معرفة من له أهلية التصدي لشؤون المؤمنين فلا يمكن تصور أن يتصدى شخص لمقام خطير كالمرجعية الدينية وهو لايمتلك أبسط مقوماتها وهو العدالة!
|