
المحقق الكبير السيد أحمد الإشكوري محطة معرفية وتربوية وتاريخية متميزة، إذا جلست تستمع إليه فعليك بقرطاس لتكتب ما يتحدث به من كلام، فكله حكمة وتاريخ وعِبر الزمان يحتاج إليها المستمع كثيرًا؛ ليوثقها للأجيال الآتية التي أظن أنها لا تحظى بأمثاله.
وإذا تحدثت معه تراه ينصت إليك بسمعه، وينظر إليك بعينه، ويلتفت إليك بجسده، مقبلًا عليكَ متأمِّلا لكلامك، فلا يقاطعك الكلام، ولا يرد بالقطع في الرأي إنْ كان مخالفًا، ومع كل ذلك فهو يتأمل فيك غير منشغل عنك بأي جارحة، فما أعظمه من درس!
أما لو أهديته كتابًا فحاله لا يوصف مدى العشق له، والاعتزاز بها، فهو يأخذها برفق من صاحبها، ويقرأ العنوان بكل تأمل، ثم يفتح صفحاته، ويقرأ لدقائق أمام صاحب الهدية، وفي ذلك كمال السرور الذي يُدخله على صاحبه بهذه الحالة الصادقة المخلصة في تكريم المؤلفين، برغم حاله ووضعه غير مكترث بما حوله من عواله، يأخذ الكتاب بين يديه وكأنه يأخذ بيَدَي المؤلف حنانًا وتشجيعًا لما عاناه لأجل أنْ يجعله غذاء لعقول الأمة، فما أعظمه من درس!!
وفي الصورة السيد الإشكوري في عامه التسعين يتأمل كتاب السيد عبد الله شبر المتوفى قبل أكثر من ٢٠٠ عامًا.
|