ذكر سماحة السيد حسين محمد هادي الصدر  في مقالة له بمناسبة الذكرى السنوي لاستشهاد السيد محمد الصدر أنَّ السيد الخوئي "قدس سره" -في مجلس كنت حاضرًا عنده أوائل السبعينيات- قال كنت أتحدث عن الوراثة والصحة مع السيد حيدر الصدر والد الشهيد السيد محمد باقر الصدر في مجلس قديم، وكان في هذه الجلسة حاضر السيد محمد صادق الصدر  والد الشهيد السيد محمد الصدر، فنقل السيد الخوئي عن السيد حيدر المقالة الآتية: (أنا لا أطرد بعوضة إنْ جاءت تريد أنْ تمتص دمي؛ مخافة أنْ تنتقل وتذهب لتمتص دم ولد من أولادي) وعندما سمعها السيد محمد صادق الصدر ذلك قال وأنا لا أفعل ذلك أيضًا .. 
فلما قرأت ذلك تأثرت كثيرًا لهذا الحب العظيم للأبناء .. فصرتُ:
👈🏻 أتأمل في عالم عِلوي آخر لا يشبه عالمنا أبدًا!! في عالم يغرق بالحب والحنان والمشاعر العظيمة!! في عالم هو اليوم من عوالم الخيال!! بل قد لا يمرُّ في الخيال كذلك!!
👈🏻 ولكن عند التأمل أكثر فأكثر تذكَّرتُ أنَّ هؤلاء الكرام هم من مدرسة سيد الكرام .. مدرسة أبيهم العلي بن أبي طالب الذي يخاطب ابنه الحسن فيقول له بكلمات من العالم العِلوي والعَلوي: ((ووجدتُكَ بعضي، بل وجدتك كُلِّي، حتى كأنَّ شيئًا لو أصابك أصابني، وكأنَّ الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي، فكتبت إليك مستظهرًا به إنْ أنا بقيت لك أو فنيت)) فأيُّ مدرسة عظيمة هذه التي ترى في أبنائها ما ترى!!
👈🏻 فكررتُ التأمل والحسرة أكثر وأسأل نفسي هل ورث الآباء من تلك المدرسة هذه المشاعر الأبوية تجاه أبنائهم!!
👈🏻 وهل يعرف الآباء عظمة تربية الأبناء والخوف عليهم من أي انحراف أو أذًى يصيبهم معنوي أو مادي، ولو كان قطرة دم في فم بعوضة!!
👈🏻 فكم نحتاج إلى كلام وكلام مع الآباء حتى يعوا رسالتهم ومسؤوليتهم تجاه أبنائهم؛ لينقذوهم من عالم مليء بالمخاطر والانحرافات التي تدمي القلوب والأبدان!!
وكم .. وكم ..!!
 أخيرًا.. 
👈🏻 كررتُ التأمل في تلك الكلمات غارق في عالم الخيال، بل الحقيقة، وأنا أردد بأسًى وحسرة، وحرقة قلب فأقول:
🎙️ ماذا كان حال السيد حيدر الصدر أو السيد محمد صادق الصدر لو كان يعلم الغيب فيرى كيف تمزِّق رصاصات الغدر جسد ولده الذي كان يخشى عليه من بعوضة مسكينة جائعة!! 
🎙️وماذا سيكون حاله لو رأى ابنه مقطَّع الأوصال غارقًا بدمائه الذي كان يخشى على قطرة دم منه تسكب من بعوضة تبحث عن غذائها، لا عن عصابة مجرمة سفَّاكة تبحث عن لذاتها!!
🎙️ ثم قالت نفسي لنفسي بعد تلك السياحة في عالم الخيال: إنه لو كان يعلم الغيب وما سيجري على ابنه، سيبقى يخاف عليه من بعوضة؛ لئلا يرى بعينيه كيف يُسفك دم ابنه أمامه!! 
 سلام واعتذار .. بدمعة وحسرة، فقلت لا أنام حتى أكتب هذه الآلام