تسمعون هنا وهناك .. عن أستاذ جامعي يطير عقله وينفعل إذا شاهد العباءة السوداء في الجامعة.. عباءة الجنوب التي عمرها 5000 سنة.. يوم كانت تسمى بالأكدية (قبايا).. والتي تمسكت بها الثقافة المجتمعية الشيعية في نفس الجنوب إلى الآن.. فكانت ثالث ثلاثة لا تفارق الجنوب.. الأهوار.. النخيل.. العباية.
يعجز هؤلاء الذين بيدهم مصير الطالبات.. عن إخفاء حقدهم على العباءة.. ربما لأنها ارتبطت مؤخراً بمفردة (الزينبية).. بينما "الأساتذة" يريدون شيئاً آخر.
السؤال الذي يبقى يدور في رأسك ويضرب جدرانه بقوة.. ليس (نعيم العبودي والعصائب وين؟) بل السؤال الأهم.. ما الذي يضايق هؤلاء العمداء والأساتذة في الجامعات من قطعة ملابس؟
أستطيع أن أذهب مباشرة إلى استخراج أسوأ ما في نفسي ونفسك من الظن بهؤلاء.. وأقول لك أنهم يريدون البنات صيداً سهلاً !!.
نعم هي حيرة بالفعل..!
أقول ما في نفسي؟ فأبدو كأني أحارب الجامعات؟
أسكت؟ وهؤلاء الكارهون للعباءة يفترسون بنات الناس؟
لا يحتاج أن أتهم أحداً بأن الحرب ضد العباءة هي من مقدمات تحول المسؤول إلى زير نساء.. ليصطاد بعض البنات الجميلات.. لأن مسلسل الفضائح الذي تابعناه على المواقع خلال السنوات الخمس الماضية.. يغنيني عن اتهام أحد!
ما تراه أمامك هو رأس جبل الجليد.. وما خفي أعظم!!
إليك نماذج بسيطة.. لو أن عشرة بالمئة منها حصل في المجتمع الديني لقامت قيامة المجتمع العلماني وطالب بألف قانون وقانون.. ولكن عشرات الحالات المؤسفة التي سببها نمط الحياة العلماني.. لم تجعل العلمانيين يعيدون النظر ولو مرة واحدة في الحلول التي يقدمها الدين (الستر / الفصل بين الجنسين/ التربية على الحلال والحرام ومراقبة الله):
1. فضيحة جامعة البصرة (2024):
اتُهم عميد كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في جامعة البصرة، بتسجيل مقاطع فيديو جنسية لطالبات داخل مكتبه لأغراض الابتزاز مقابل الدرجات التحصيلية. تم سحب يده من منصبه.
2. فضيحة جامعة الإمام جعفر الصادق (تقدس ذكره صلوات الله عليه) (2023):
فتحت الجامعة تحقيقًا ضد مدير قسم القانون، بعد اتهامه بابتزاز إحدى الطالبات جنسيًا عبر محادثات على فيسبوك. تم الكشف عن الرسائل التي تثبت تورطه .
3. فضيحة جامعة سومر (2022):
اعتُقل رئيس قسم علوم الحاسوب في جامعة سومر، بتهمة الابتزاز الجنسي للطالبات مقابل منحهن درجات النجاح. تم تحويله للتحقيق القانوني.
4. فضيحة جامعة بغداد (2022):
تعرضت طالبة لتحرش جنسي من قبل أستاذها داخل غرفته، حيث لمس صدرها قسرًا. تقدمت الطالبة بشكوى لرئاسة الجامعة، مما أدى إلى إيقاف الأستاذ عن التدريس لمدة عام!!
5. فضيحة قتل أستاذة في جامعة البصرة (2024):
قام أستاذ جامعي بقتل زميلته، وألقت الشرطة القبض على المتهم ليتبين أنه شقيق زوجة محافظ البصرة اسعد العيداني .
6. فضيحة أخرى في جامعة بغداد (2020):
اتصل أستاذ بإحدى الطالبات في وقت متأخر من الليل وطلب منها إرسال صور عارية له، متذرعًا بتأثير الأدوية على عقله. لم يتم الإبلاغ عن الحادثة رسميًا بسبب الخوف من العواقب .
7. فضيحة جامعة تكريت (2025):
تم الكشف عن قضية تحرش جنسي داخل جامعة تكريت تورط فيها أحد الأساتذة مع طالبات. تصاعدت الأحداث عندما حاول حارس أمني التدخل لحماية إحدى الطالبات، فتعرض للقتل على يد المتحرش.
هذا استعراض بسيط قام به الأخ (AI) علماً أني طلبت منه الاختصار.
إذاً الأمر ببساطة أن لدينا مجموعة غير قليلة من الجامعيين الذين تعلموا من دون تربية.. ودرسوا في اختصاصاتهم وأهملوا أخلاقهم.. وهذا امر طبيعي في زمن بيع الشهادات.. والألقاب العلمية.. والانفلات القانوني.. ودخول المجتمع الغيور في مرحلة الدواجن العائلية.
فلماذا علينا أن نتحمل تسلط هؤلاء.. على بناتنا وإجبارهن على خلع العباءة؟ ومن أعطاهم حق التسلط؟
هل تجعلهم العباءة يشعرون أن البنت صيد صعب؟
هل تذكرهم العباءة بأن هذه البنت (ملتزمة) فيزعجهم ذلك.. لأنهم يريدون اللعوب المستعرضة بجسمها وملابسها الضيقة؟ حتى يساوموها؟
هل تذكرهم العباءة بأمهاتهم وخالاتهم اللواتي كن يرتدينها.. فيزعجهم ضميرهم ويريدون إسكاته بالتخلص من العباءة.
هل من المعقول أن يدخل الأستاذ إلى الحرم الجامعي.. وهمه ملاحقة ملابس البنات بكل حقد.. بدل إظهار عطفه وحرصه على تعليمهن؟
* خلال سنوات من محاربة العباءة سمعنا أشكال وألوان التبريرات التي يقدمها هؤلاء العلمانيون في حربهم على الستر.. وعلى النقيض منها يقدمون مبررات للدفاع عن التبرج والخلاعة!!
عندما يرون العباءة يكون منطقهم كالتالي:
1. العباءة زي ديني واجتماعي والجامعات مؤسسات حكومية!!
2. هواي بنات يلبسن عباية كمظهر فقط وهي منافقة ولعوبة!!
3. لبس العباية يسوي تفرقة بين البنات ويعطي رسالة أنها أشرف من البقية!!
4. العباية تضايق المرأة اثناء عملها.
5. العباية ضد الزي الموحد.
العباية تسوي البنية باتمان واحنه نحب الجوكر.. العباية العباية العباية..
بينما تعال معي إلى الجانب الأخر من السدة.. لنرى تمزيق المجتمع وكيف يتم برعاية ودعم.. فترى الرائحة تزكم الأنوف.. والقذارة تملأ المشهد..
الفاشينستات تشتري جي كلاس "بخدمات" بسيطة تقدمها لأصحاب الأموال..
تجارة المخدرات برعاية مجموعة من العاهرات و (ضلوع بالدولة)!
حفلات التخرج مساحة متاحة لإظهار فن الهز .. حتى بالنسبة للعابرين بأسوأ المعدلات.
الماكيرات تمشي والرتب العسكرية والشوارب تمشي خلفها..
السجادات الحمراء تفرش للمتعريات.. ويدخلن بفساتين السهرة .. والواحدة منهن لا تحسن حتى حفظ النشيد الوطني.. فتقول ناعماً منعما.
ممثلات يفترض أنهن يقدمن رسالة فن .. ولا نرى سوى رسائل الابتزاز.. وإغراء المخرجين والمنتجين (جيب ملابسك وتعال للبيت)..
لقد دخلنا منذ سنوات في مرحلة الردح .. ومع ذلك تجد مبررات العلمانيين لحرب العباءة والجهاد دفاعاً عن البنطلون الجينز الحصر والبدي الحصر (هو أصلاً ماكو غير الحصر) كيف تجري:
1. معليكم بملابسها أهم شي قلبها.
2. من أنتم حتى تحاكموها وكلكم ذنوب.
3. يجوز هاي اللابسة حصر أقرب إلى الله منك!
4. هاي حريتها.
5. أنتم مرضى نفسيين وعينكم زايغة تنظرون لمفاتنها.
6. المرأة بالنسبة لكم مجرد جسد وماذا عن حقوقها؟
هذا هو الحال.. نظرات عمياء .. حوار أصم.. بين ثقافتين وعالمين لا يريد أحدهما الاعتراف بالآخر .. ولا يمكنك الوقوف على الحياد بينهما.
أنا أختار الدين..
أنا أختار الأخلاق..
أنا أختار الستر..
أنا مع العباءة .. من جدتي وأمي .. إلى أخواتي .. إلى بناتي إن شاء الله.
فأين بقية القوى الوطنية (الإسلامية) ؟ هل هي على الحياد؟ وهل تنتظر فتوى بالجهاد ضد البنطلون الجارلس؟ ألم تكف فتوى الحشد وما قدمناه من شباب دفاعاً عن العباءة والستر والمقدسات؟
أليس ما قدمناه من دماء وصعدوا إلى السلطة ببركتها.. يعتبر كافياً؟
إلى متى نتهرب من مواجهة شراسة العلمانيين بشراسة مثلها والحق كله معنا والواقع يشهد؟
إلى متى نستمر بالإنكار.. أن هناك أساتذة هم بالحقيقة (أصحاب عاهات نفسية) فعلى أي أساس تتركون البنت وحيدة أمامه تتوسل به لدخول قاعة الامتحان.. وهو يمزقها ويهين كرامتها؟
الخلاصة:
الحل بنظرنا لن يتخذ شكل نظام إسلامي كالفصل بين الجنسين وإجبار الطالبات على الحجاب.. لأننا نعرف أن ساسة اليوم أجبن من ذلك.. والمجتمع ما زال يعيش نشوة الانفتاح على العالم وما زال الوقت مبكراً ليكتشف أي مصيبة أخلاقية جرها على نفسه.. وأي بلاء أسود سمح له بالتغلغل بين العوائل المحافظة.
لكن تشريع قوانين للملابس المحتشمة في العملية التعليمية ككل.. ووضع تعريف دقيق لها.. ووضع عقوبات صارمة فعلاً .. هو الحل الوحيد.
أسفي على (النجاح) والدرجات الذي تتم مقايضته بالسقوط الأخلاقي.
هذا دليل أن الجانب المادي المرهون بالمستقبل الوظيفي.. صار أهم من الجانب الديني والأخلاقي.
أسفي على المفاهيم المغلوطة حول حرية الأطفال والسماح لهم بتقرير مصيرهم.. وسط مجتمع موبوء.. فلا نحن ساعدناهم.. ولا تركناهم في بيئة نظيفة.
هذا المجتمع يمر في جانبه الأخلاقي بمرحلة انتقالية صعبة.. وهو في طريقة نحو مزرعة الدواجن إذا بقيت الحرب على الغيرة بهذا الشكل.
قبل سنوات شاهد أحد الآباء لقطة واحدة من مسلسل (فايروس) كانت كافية ليمنع بنته من الذهاب الجامعة!
طبعاً لا أقول أن تصرفه صحيح.. لكن كانت هناك غيرة حقيقية .. أما الأن فيشاهدون حفلات التخرج الساقطة فلا يتحركون ..
يشاهدون التنازل التدريجي في ملابس بناتهم فلا يعترضون..
يشاهدون بناتهم تحت رحمة (أزيار النساء) الذين يسمون أنفسهم أساتذة وهم يضحكون ويغازلون .. فلا يتحركون.
وهكذا حتى نصل إلى القاع.. إلا برحمة من الله.
هل نعول على العتبات؟ كل ما تستطيع العتبات فعله جزاهم الله خير.. هو عرض نموذج مشرق في مقابل النموذج السيء.. لكن الاختيار يبقى للناس.
والأمر لك أيها المجتمع.. فانظر ما أنت صانع.
|