في ظهيرة السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، كان العرب على موعد مع الحرب الرابعة في مواجهة إسرائيل،وإلى جانب مشاركة تلك الدول في ال حرب، كانت المشاركة العراقية هي الأبرز، حيث حلقت طائرات الـ"هوكر هنتر" (Hawker Hunter) العراقية بالضربة الجوية الأولى للحرب من الجبهة المصرية، ثم قام العراق بتوجيه قواته البرية والجوية لرفد الجبهة السورية.
إضافة إلى انخراط اغلب الشباب من أبناء العراق في منظمات التحرير الفلسطينية والجهاد من أجل القدس الشريفة
حيث اشاد عندها الجميع بتضحيات الجيش العراقي الباسل والفدائيين حيث قدم عدداً كبيراً من الشهداء الابطال الذين سقوا بدمائهم ارض الشام وقد دفنوا في منطقة السيدة زينب في دمشق ولاتزال قبورهم شاهدة إلى الآن.
من تلك التضحيات الكبيرة ابلغني الكاتب الاستاذ الحاج علي الغزي. ضمن سلسلة مذكراتة ومشاركتة انذاك. عن الشهيد الفدائي باقر مطشر أحد أعضاء الجبهة الشعبية القيادة العامة وكان
شهيدا يافعاً رسم لوحةً اسطورية اثرت بنفسة طوال حياتة وهو في العقد الثالث والعشرون من عمره
ولد الشاب باقر مطشر عبد الجبار الصالحي في بدايات عام ١٩٥١ في قضاء الغراف شمال محافظة ذي قار هذه المدينة التي لازالت الا الآن تقدم خيرة ما انجبت من رجالاتها حتى اصبحت ايقونة للكرامة والشهامة.
منذ صغر سنه وهو مندفع بروحة الوطنية ماكان امامةُ الّا ان يبحث عن وسيلة لنقلة وإيصالة لساحة المواجهة بشتى الطرق وإشباع روحة المفعمة بالشجاعة والغيرة والعقيدة الصلدة فكانت رغبتةِ عكس ما كانو اقرانه من امنيات الحياة كان همة الوحيد اشباع نفسة المتعطشة لوضع بصماتة على زر تلك البندقية لاطلاق رصاصة الشرف بجبين الذل والخذلان.
كان باقر من من المقربين جدا من امة ووحيدها التي طالما حلمت ان تراه بلباس الفرح الابيض من شدة تعلقها به تنتظرة عند خروجة مع اصدقائة في عتبة باب دارها حتى عودتة وكان ينتابها الحزن والذعر عندما ترى احدهم يمر دون باقر وبقي هذا التعلق وبناء الامال حتى بلوغة عكس ما يفكر لة باقر فكان منشغلاً بأيجادةِ الطريقة والوسيلة لإيصالة الى مبتغاه فما كان امامة الّا ان ينخرط ضمن تشكيلات الجبهة الشعبية في حرب اكتوبر ١٩٧٣ هضبة الجولان في سوريا عندها سطر باقر الى جانب رفاقة الابطال معركة شجاعة يقشعر البدن لها هيبة وافتخار وتقف الاقلام عاجزه عن كتابة ذلك الحدث البطولي العظيم لما قدمه من بطولات حتى لاقىٰ حتفة شهيدا مضرجا بدمائة الطاهرة بعد اقل من عشرون يوماً من التحاقة للمعركة حيث سقط شهيدا في ٢٠ تشرين الأول عام ١٩٧٣ ودفن ورفاقة في مقبرة السيدة زينب (ع) في سوريا.
ما بين دموع الحزن، وزغاريد الفرح والفخر، ودّع العراق انذاك كوكبة من الشهداء الابطال. يستذكرنا هذا الحدث البطولي الشجاع في حرب الشجعان والغيارى العراقيين عند مقاومة خفافيش الظلام داعش عندما اجتاحت العراق والتي كانت بدعم اسرائيلي امريكي اضافة لدول عديدة اخرى تريد بهذا البلد الطاهر الخراب والدمار والهلاك بافكار سوداء لا تنتمي للدين والانسانية بصلة عندها نطقت المرجعية الدينية الرشيدة المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلة) وقالت قولها باصدار فتوى الجهاد الكفائي المبارك في ١٣ حزيران ٢٠١٤ عندها هبت غيارى العراق الى ساحات العز والكرامة لردع تلك الآفة الخطيرة التي اجتاحت البلاد فسطروا الشجعان اجمل البطولات واروع الصور مضحين بالغالي والنفيس والذود بالنفس اقصى غاية الجود حتى اعلان النصر على سواعدهم في ١٠ يوليو ٢٠١٧. بعد ثلاث سنوات من التهجير والقتل والابادة الجماعية وشتى فنون التعذيب والذل.
ليس هناك أطهر وأعظم من تقديم الرّوح في سبيل الله تعالى، وليس هناك أي قيمة تعادل قيمة الشهادة في سبيل الله تعالى، رحم الله الشهداء الابرار الابطال ودُمتم مصدر عزٍ واعتزازٍ لنا مدى الحياة.
|