• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كتاب سياسة الدولة الاسلامية ومظلومية المعصومين عليهم السلام  ح2 .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي .

كتاب سياسة الدولة الاسلامية ومظلومية المعصومين عليهم السلام  ح2

 

الفرق بين الشرع والسياسة

    لا يختلف اثنان ان العلم السياسي له صلة وثيقة بالناس , وله مدارس متنوعة قامت عليها دول عظمى ونبغ فقهاء في العلم السياسي , وان علم السياسة قيد ادوار لا يمكن التغافل عنها , حقق بعض الساسيين لشعوبهم انتصارات على مستويات متعددة , عسكرية وصناعية وزراعية وعلمية بكافة فروعها . وانشأت جامعات ومعاهد دراسية تعلم الناس{ فن الممكن} ومنحت شهادات عليا في علم السياسة وعلى راس المشاريع السياسية هي السياسة الاقتصادية التي حكمت العالم بعملات  لدول معينة .وبنيت مدن وشيدت شوارع ومعاهد وجامعات بأسماء سياسيين قدموا خدمة لا تقدر بثمن لشعوبهم وللإنسانية ,وهناك سياسيين بالعكس اضروا اوطانهم . 

كل هذا لا يعطي الواقع الشرعي والعقلاء الملتزمين بحدود الشريعة الحق    للسياسيين تقمص دور المشرع الديني ,لأنه ليس شرطا من دخل عالم السياسة سواء كان متحزبا او ومستقلا كما يقولون , ان يتحدث باسم الدين , ويعتبر نفسه هو او اعوانه ما [يقوله او فعله] ممثلا للدين { سواء كان من طائفته او من دينه} ووقع اغلب المسلمين  تحت هذا الوهم . فاصبح ما يتحدث به الخليفة او الملك او الامير وكل من يسمونه{أولي الامر} ولكن هذا ركن من اركان عقيدة اخواننا السنة, ان يعتبرون قول او فعل اولي الامر ممثلا للشارع المقدس.

فاصبح الفصل في هذه النقطة{ الموقف الشرعي والموقف السياسي}  وتحديد المسالة بشكل قطعي, محل خلاف بين السياسيين والمتشرعين, وانشقت الامة الى شقين , فعمد بعضهم الى لوي المصطلحات القرآنية , او الاحاديث الشريفة عن النبي{ص} او الائمة المعصومين عليهم السلام ,او ما قاله الانبياء عليهم السلام ,فيجعلون كلمة يختارونها من كلامهم انها تمثل السياسة في النصوص الاسلامية او الدينية. بينما خلآ القران الكريم من كلمة سياسة او تسيس او أي كلمة تعين الباحث انها تعني السياسة في القران, فعمدوا الى القول ان ايات الملك وحكم الانبياء كقوله تعالى (قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ).{يوسف55} وغيرها قالوا إنّها تبين  إنّه طلب ذلك لأنّه السبيل للوصول إلى أبيه وإخوته، وقيل إنّه طلب ذلك كونه يعلم في نفسه أنّه قادرٌ على القيام بهذه المهمة في السنين الشداد التي ستمرّ على الناس.

واختصارا للموضوع تركت التوضيحات التي تبين معنى السياسة الدينة ' لأني وجدت الذين فسروها ينتمون الى مدارس متعددة, فمدرسة السلاطين لهم راي خاص بالمعنى يتوافق مع سياسة السلطان وهم {وعاظ السلاطين} ,وهناك من يفسر السياسة الدينية انها تمثل معارضة الطغاة والظالمين واعتبروا كل من ينتمي اليهم مجاهدا , واذا مات يسمونه شهيدا .

الى جانب هذا هناك سياسيون لا يعيرون اهمية للدين والشرع . مثل العلمانيين الذين يفصلون الدين عن السياسة , فمدلول العلمانية المتفق عليه الان يعني عزل الدين عن الدولة وعن حياة المجتمع، عامة والاسرة خاصة ,وإبقاء المجتمع  حبيسا  في ضمير الفرد نفسه ,لا يتجاوز الدين عندهم  العلاقة الخاصة بين الفرد وربه ؛وان تكرمت السلطات ومنحته فرصة ان يعبر عن نفسه  وعقيدته في الشعائر التعبدية والمراسيم فأنها لا  تتعدى المراسيم المتعلقة بالزواج {احيانا}والوفاة وطريقة الدفن. ولا شيء سواها عندهم له علاقة بالشرع , لانهم لا يعترفون باي جهة للتشريع,

من هنا اقول: ان المواقف السياسية للدولة الاسلامية وقفت موقفا ظالما ضد اهل البيت عليهم السلام. وكلامي هذا سيغيض ممن لا يقبل لعقله الانطلاق في مساحات الشرع والفرز بينها وبين دهاليز السياسة المظلمة والقرارات السياسية التي تحولت بعد حين بدلا عن الشرع, واصبح من يرجع للنصوص الشرعية مقابل الاجتهادات السياسية يتهم بالطائفية والرجعية. هذا ديدن السياسيين. +




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=202597
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 4