تؤكد الدراسات الحديثة على ضرورة اقناع المتلقي ومشاركته وجدانيا في الخطاب الديني ،مع اضافة معلومات وتصورات ذهنية يستطيع من خلالها ان يخرج بحصيلة معلومات وانفتاح معرفي، وفي خطاب جمعة شهر شعبان ولكونه شارف على نهايته ، وانطلاقا من خصوصية شهر رمضان المبارك واهميته ،قرب لنا سماحة السيد أحمد الصافي البنى الفكرية لشهر رمضان بعيدا عن الوعظية المباشرة وافعال الامر والنهي الصارخة ، طرح الخطاب على وفق المعالجة البحثية للموضوع طالبا من الله الإعانة على صيامه وقيامه، وما ورد في فضائل هذا الشهر المبارك ، استوقفتني مفردة من مفردات الخطاب كتب سماحة السيد الصافي (لابأس بالتعرض الى ما ورد في فضائل هذا الشهر القادم ) ويختار مفردة (التعرض)، أشعرني بهيبة الموضوع ،باننا سنلج بابا من ابواب المجاهدة، ويدعو الله قبل الدخول الى ان يدركنا واياه اتم الاستعداد، الادراك هو تمكن فكري يجعلنا نعرف مزايا الطاعة بانها رزق الهي يمن به الله علينا بعطفه ورضاه ، ويقبله الله منا بقبول حسن ، شهر رمضان له خصوصية تنمية الثقافة الروحية لبناء الذات ،وبناء علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى ،اي القيمة المعنوية تحتاج الى استيعاب مكامن وعي المتلقي، وايمانه والهدف الاسمى للخطاب هو خلق نشاط ذهني يربط قدسية هذا الشهر بقدرة الصوم على تحصين الذات ، (الصوم جنة من النار) والجنة هي الوقاية الدرع الذي يتدرع به الانسان، ويسعى سماحة السيد الى استظهار تلك القيم الروحية (الرحمة / الخير/ الكرامة/ النعمة/ الاحسان) وتشخيص الإمام السجاد عليه السلام ،يجعل شهر رمضان من سبل الاحسان الالهي،( شهر رمضان/ شهر الصيام/ شهر الاسلام / شهر الطهور/ شهر التمحيص/ شهر القيام ) فالطهور ازالة كل ما علق بالجسد من خلاف الوضع الطبيعي، ومنها القذارات المعنوية، ،استمدت هذه الخطبة ميزاتها من قدسية شهر رمضان، وفيه يحتاج الانسان الى مزيد من الوعي، مزيد من الايمان ، البحث في بنية الشهر الرمضاني وجوانبه ( بالطاقة الفوق معرفية) ليس كل كرامات شهر رمضان نعرفها ، وهذا الشهر هو روح الدين الاسلامي ، وتلك الاسماء المتعددة لهذا الشهر تجعل الافكار تتوالد في صور ذهنية، مثلا الحديث عن ( القذارة المعنوية) لماذا الانسان اذا مس ميتا عليه ان يغسل تمام جسمه؟ الامر يحتاج الى ادراك عالي ،لأنها قذارة معنوية، عندنا الكثير من القذارات المعنوية مثل الغل/ الحقد /الحسد/ وما يضمر البعض ، من افتراء وكذب كلها قذارات معنوية، يقول بعض العلماء ان للذنوب رائحة قبيحة نتنة تشمها الملائكة علينا ان نتداركها بالاستغفار، يرى بعض المفكرين، ان التفكير الايجابي قلما ينمو تلقائيا، كونه لا يكسب بشكل عفوي او نتيجة عرضية ، بل الاهتمام بالوعي كونه يتوسل اليقظة ، وفهم المعنى الحقيقي، مثلا .. اسماء شهر رمضان وصفاته ،هناك من الصفات ما هي نوعية التفكير ونجد قوة الترابط بين الاسم ومعناه ،
( شهر الطهور) وافضل شيء للطهور هو الماء ،والماء فيه حياة، والماء يطهر كل شيء ،شهر رمضان كفيل بان يطهرنا من كل دنس
***
(شهر التمحيص ) حالة من كشف المعدن ، الفقير اذا وسع الله عليه ،ليرى ماذا يصنع؟ التمحيص كل شيء يجعله الله ميزانا لمعرفة الطاعة ، وشهر رمضان يمحصنا الله فيه، والصوم جاء رحمة تمحص فيه النفوس ،البعض يتصرف بغضب مع الناس بحجه الصيام ويكفي ان الله جعل في شهر رمضان ليله القدر العظيمة
***
( شهر القيام) قيام الليل دائما في الدعاء يقرن مع الصيام ، ( اللهم اعنا على صيامه وقيامه) الصيام نهارا والقيام ليلا ولابد ان تكون الطاعة لها مميزات الحرمة والفضيلة ولابد الاستفادة، من هذا الشهر الفضيل الذي هو كرامة من كرامات الاسلام وهبة من هبات الله سبحانه وتعالى
|