اراد موظف فاسد ان يبرأ ذمته بعد سرقة 24 مليون دولار فاذا ذهب الى المحكمة معترفا بالسرقة فسوف تصدر حكم بسجنه مع استرجاع المبلغ المسروق فقرر عدم الابلاغ عن السرقة و أن يتبرع بها بأعمال خيرية تخص وزارته التي سرق منها وهي الصحة فطلب من الصحة بناء مستوصفات كلفة كل مستوصف مع الأجهزة 2 مليون دولار ومستشفيات صغيرة في قرى كلفة كل مستشفى مع الأجهزة 4 مليون دولار في المحافظة التي يعمل بها. فاذا كان المطلوب بناء 3 مستشفى فكم مستوصف يمكن ان تبنى بأمواله المسروقة؟
الجواب: مبلغ بناء المستشفيات الصغيرة = 3 * 4 = 12 مليون دولار. المبلغ المتبقي = 24 - 12 = 12 مليون دولار. عدد المستوصفات التي ستبنى بالاموال المسروقة = 12 / 2 = 6 مستوصف.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن الفساد "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ" (النمل 34) "قالت" مجيبة لهم عن التعريض بالقتال "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها" أي إذا دخلوها عنوة عن قتال وغلبة أهلكوها وخربوها "وجعلوا أعزة أهلها أذلة" أي أهانوا أشرافها وكبراءها كي يستقيم لهم الأمر والمعنى أنها حذرتهم مسير سليمان إليهم ودخوله بلادهم وانتهى الخبر عنها وصدقها الله فيما قالت فقال "وكذلك" أي وكما قالت هي "يفعلون" وقيل إن الكلام متصل بعضه ببعض وكذلك يفعلون من قولها "وإني مرسلة إليهم" أي إلى سليمان وقومه.
وعن تفسير الميسر: قوله تعالى عن الفساد "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ" (النمل 34) اذلة صفة، إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً: دخلوها عنوة، قالت محذرةً لهم من مواجهة سليمان بالعداوة، ومبيِّنة لهم سوء مغبَّة القتال: إن الملوك إذا دخلوا بجيوشهم قريةً عنوةً وقهرًا خرَّبوها وصيَّروا أعزَّة أهلها أذلة، وقتلوا وأسروا، وهذه عادتهم المستمرة الثابتة لحمل الناس على أن يهابوهم.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن الفساد "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ" (النمل 34) ولمّا رأت الملكة رغبتهم في الحرب خلافاً لميلها الباطني، ومن أجل إطفاء هذا الظمأ وأن تكون هذه القضية مدروسة، لذلك "قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلةً". فيقتلون جماعةً منهم ويأسرون آخرين ويطردون طائفة ثالثة ويخرجونهم من ديارهم ويخربون حيّهم وينهبون ثرواتهم وأموالهم. ولمزيد التأكيد أردفت قائلةً: "وكذلك يفعلون". وفي الحقيقة. إن ملكة سبأ التي كانت بنفسها ملكةً، كانت تعرف نفسية الملوك بصورة جيدة، وأن سيرتهم تتلخص في شيئين: 1 ـ الإفساد والتخريب. 2 ـ وإذلال الأعزة. لأنّهم يفكرون في مصالحهم الشخصية، ولا يكترثون بمصالح الأُمّة وعزتها. وهما على طرفي نقيض دائماً.
جاء في معاني القرآن الكريم: ملك الملك: هو المتصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين، ولهذا يقال: ملك الناس، ولا يقال: ملك الأشياء، وقوله: "ملك يوم الدين" (الفاتحة 3) فتقديره: الملك في يوم الدين، وذلك لقوله: "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار" (غافر 16). والملك ضربان: ملك هو التملك والتولي، وملك هو القوة على ذلك، تولى أن لم يتول. فمن الأول قوله: "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها" (النمل 34)، ومن الثاني قوله: "إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا" (المائدة 20) فجعل النبوة مخصوصة والملك عاما، فإن معنى الملك ههنا هو القوة التي بها يترشح للسياسة، لا أنه جعلهم كلهم متولين للأمر، فذلك مناف للحكمة كما قيل: لا خير في كثرة الرؤساء. قال بعضهم: الملك اسم لكل من يملك السياسة، إما في نفسه وذلك بالتمكين من زمام قواه وصرفها عن هواها، وإما في غيره سواء تولى ذلك أو لم يتول على ما تقدم، وقوله: "فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما" (النساء 54).
|