(إطلالة على لقاء سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة مع نقابة الصحفيين العراقيين / كربلاء)
من أهم المواضيع التي يهتم بها المفكرون في عالم الصحافة والتواصل الإعلامي هي الهوية الوطنية والثقافية بما تمتلك من مميزات تعمل على إعادة بناء الأحداث والقضايا بالشكل الذي يجعلها تمتلك مساحة تأثيرية،
ولا بد أن تكون تلك المضامين المعتمد عليها لها علاقة واضحة بموضوع الهوية الوطنية والثقافية، لهذا يرى سماحة السيد أحمد الصافي أن أهمية الصحافة في إبراز تاريخ العراق وحضارته وهويته الثقافية.
لنتأملَ في العمق الموضوعي لدراسة أبعاد اللقاء الذي استقبل به وفدا من نقابة الصحفيين، فرع كربلاء، بما يحمل من مفاهيم تتميز بوجود الصوت المعبر عن الأمة وبما يحفظ لها وجودها ويرسم لها بعدها الحضاري وجوهر هويتها روحا ومعتقدا، لتمثل معنى الانتماء الحقيقي لعراق متجذر في التاريخ وعمره الزمني طويل جدا، والعراق صاحب حضارة وكفاءات وطاقات وهناك حاجة للحفاظ على حضارة هذا العراق وتاريخه وآثاره وهويته، وتبيانها لمن يزور هذا البلد للتعرف على إرثه وحضارته، سماحة السيد الصافي يقرب لنا مفهوم الهوية بكل مفاهيما الروحية والوجدانية، والصحافة التي لا تحمل سمات الهوية وتعمل على بلورتها للتأثير في الوجدان العالمي، كونها هوية إسلامية فاعلة، تتنامى مع مستجدات التطور من حيث اليات العمل الفني، فهي بحاجة إلى صياغات جديدة ليس في الأمر مشكلة إذا حافظت على روح المبادئ وإيصالها إلى الآخرين بالمعنى الحقيقي، والصحافة الحقيقية قادرة على توجيه الراي العام عبر مرتكزات الهوية الوطنية وتحصين المجتمع من الفرقة والصحافة بمعناها الإنساني في مفهوم السيد الصافي، يجب ان تشعر المتلقي بقوه البلد وامتلاكه لتاريخ قويم وقدرات ناهضة وكفاءات عالية ،لا بد من إبراز هذه الهوية الحضارية، مع خصوصية كل محافظة من محافظات العراق،
مهمة الصحافة أن تبعث التصورات والقيم التاريخية للمجتمع وما تنفرد به الأمة مثل اللغة، الدين، التراث، العادات والتقاليد، وتقديمها بأسلوب مؤثر فاعل، ولا شك أن تركيز سماحة السيد الصافي على الهوية باعتبارها القوام، دونها لا يقبل كل شيء، الصحافة التي هي بلا ثقافة بلا وعي بلا وطنية بلا دين، ليس لها إمكانية أن تحفظ الأمة وتعرف مقومات تماسكها، دور الصحافة الحقيقي في إبراز الصورة المشرقة للبلد والحفاظ على المبادئ والقيم والأخلاق ومواجهة الافكار والسلوكيات الدخيلة ، وتحصين الإعلام من عوالم التشرذم والتفتت والانحلال، وهذا الوعي سيصل بالصحافة إلى جوهر الانتماء الوطني، ولا بد للصحفي أن يكون مثقفا وصاحب مبادئ ليدرك أهمية تاريخه ومميزات الأمة وهويتها أو بما تمتلك البلاد من مؤثرات وحضارة.
وفرادة البلاد التي لها ستة مراقد طاهرة من الأئمة المعصومين عليهم السلام) وهذه الفرادة وحدها تملك (بصمة) حسب تشخيص سماحة السيد الصافي ولو تمسكنا بهذه البصمة لوصلت ثقافتنا وإعلامنا وصحفنا وعراقنا إلى العصمة من الزلل، ولواجهنا تلك الإعلاميات التي تسعى لطمس خصوصية العراق بما نمتلك من ثراء تاريخي له قدسية روحية، حرصت العتبة العباسية المقدسة لرعاية المؤسسات التربوية والإعلامية ومنها نقابة الصحفيين والالتقاء بهم بهذا الحنو الأبوي بأسلوب إرشادي لتعريف نقابة الصحفيين بدورها الديني والوطني والحرص على قدسية كربلاء والسعي لإبعاد الأفكار والسلوكيات الدخيلة التي تهدم المجتمعات والحفاظ على بصمة العراق وتاريخه وحضارته وقدسيته وكربلاء قبلة العالم
|