افكار ومفاهيم وخواطر وقصص وجزء كبير من المنشور في عدد من الثقافيات وعلى منصات الفكر ،جمعت لتكون كتابا وهذا يوضح المدى الزماني الذي جمع الكتاب فيه، تجربة حياة حملت بين طياتها الكثير من المضامين الفكرية والعقائدية وتنوعت الرؤى والاساليب لتبدع لنا عناوين ومداخل تستمد وجودها من القران الكريم والسيرة المحمدية ومنهج اهل البيت عليهم السلام وقصص وحكايات كثيرة مستمدة من الواقع السياسي والاجتماعي والحياتي ، فهو يقرا لنا ان الله يأمر بالعدل والاحسان ينظر الى حقيقة العدل من خلال منظارين العقيدة والسلوك ،
قدم الايمان على العمل ، وفسر العدل والاحسان بمعنى العقل والعاطفة ،
التفاعل مع بعض المفاهيم القرآنية التي تعد هي منبع الفكرة والبحث فيها يعد مقوما من مقومات الهوية، ولكل جيل قراءاته الخاصة به ،
***
المحاضرة بين عيسى عليه السلام وقومه حول طلب انزال المائدة
( يسال ) لانهم كانوا مؤمنين فكيف يصح منهم ان يقولوا هل يستطيع ربك وهم الحواريون؟
( الجواب ) هل يستطيع ربك.؟. هذا المنطق يستوحي الشك ،ممكن ان تفسر هل يستجيب لك ربك ان سالته انزال المائدة؟ وهناك من يرى انه ليس طلب الحواريين بل هو طلب الناس نقلوه عنهم ،وكان الرد بمقام التوبيخ ا(تقوا الله ان كنتم مؤمنين)
***
(موقفان من مساحة التضاد)
( الاول )
اصحاب موسى يقولون النبي موسى عليه السلام (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)
( الثاني )
المقداد ابن الاسود للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم (اذهب أنت وربك فقاتِلا إنّا معكم مقاتلون)
***
(موقف )
موقف انتقاه لنا فضيلة الشيخ سعد بن الربيع حين سقط شهيدا في معركة احد وهو في الرمق الاخير قالوا له يبلغك النبي صلى الله عليه وسلم السلام السلام ، فقال لهم:ـ قولوا له جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن امته )
***
(موقف )
عمر بن الجموح كان أعرج فاراد الخروج الى أحد مع رسول اللخ صلى الله عليه وآله وسلم ، فحاول اولاده وشقيق زودته ان يمنعوه ،فاشتكى ذلك الى رسول الله صلوات الله عليه وعلى اهل بيته الطاهرين ، قائلا يا رسول الله إني لأرجو أن أعرج الى الجنة ،اتأذن لي ؟ فأذن له رسول الله حتى قتل هو واولاده الأربعة وشقيق زوجته ،فجاءت ارملته الى المعركة فحملته واخاها وأولادها على جمل ودخلت الحي ، فسألتها النساء عن اخبار المعركة، قالت اما رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو بخير وكل مصيبة بعده هينة ، قيل لها ما هذه الجثث ؟ قالت :ـ هؤلاء زوجي وأولادي وأخي ، قد أكرمهم الله بالشهادة فحملتهم لأدفنهم ،
***
(تعريف)
( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم ) ،
لابد من دراسة العلاقة بين الحسد ومكونات الذات المريضة وعلاقتها بنجاحات الاخرين وهذه الدراسة تحتاج الى معرفة اوليه عن معنى الحسد ،
الحسد :ـ هو مظهر من مظاهر السلوك الانساني، والحسود لا يستطيع ان يرى الناس في خير وتفوق وبدل المنافسة يدخل عملية الهدم السلبي والاعاقة لكل مشروع نافع خدمة لأنانيته، تدعو دائما الى اثبات مصلحة الذات على مصلحة الامة
***
(علاج القران لهذا السلوك)
الموقف الاول .....تحذير الامة من الحسابات العمياء التي لا تبصر الدنيا الا من زاوية واحدة (الانا العدواني)
الموقف الثاني ....تنبيه الامة ان عائد التخريب الاناني يعود على المخربين انفسهم
**
ملاحظة مهمة
من قصديات كل كاتب ان يبث الوعي لمتلقيه من خلال المادة الموضوعة للنص ومعانيها ومضامينها وسمات القيمة لتنامي المدرك
المعالجة .. لا ينبغي للامة ان تنتظر المعجزة الربانية للتخلصي من الخطر بدلا من يقظتها ووعيها وموقفها،
ومحاور الهجوم معلومة عند الجميع ( العقيدة ..... الثقافة ....الاخلاق ) اذا اردنا ان نحتفظ ونصون قيم الامة علينا ان نحصن المرتكزات التي هي محاور الهجوم وهناك معرفيات التحصين عند سبل الامداد لإدامة القوة والله سبحانه مد لنا حبل الصلة من موقع عليائه ومن قمة جلاله لنمسك بطرف هذا الحمل الممدود بين السماء والارض وهو القران الكريم بما يحمل من منهج يتحبب الله عز وجل الى عباده ليقتربوا اليه مكرمين بالرعاية مكللين بعز العبودية
***
(عز العبودية )
سنعيد قراءة هذه الجملة مكللين بعز العبودية، ينبهنا لمسالة مهمة ان الحرية الحقيقية تكمن في الالتزام بمنهج السماء كما قال الامام عليه السلام (الهي كفى بي عزا ان اكون لك عبدا، وكفى بي فخرا ان تكون لي ربا، انت كما احب فاجعلني كما تحب )
***
سؤال مهم ....ما الفارق بين العلم وبين المعلومات ؟
الجواب... كالمسافة بين الانتاج والاستهلاك ،فان العلم عملية انتاج وابداع وتجديد مستمر، اما المعلومات عملية استهلاك ، الكثير منا اليوم يميل الى المعلومات ... افكار وتصورات ليس لها صلة بمسؤولية التغيير التي يتمناها القران الكريم في حياه الامة، وفكر ائمة اهل البيت عليهم السلام ، بان الامر صعب ويحتاج الى مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ،اشتغل فضيلة الشيخ عبد الرزاق على مضامين اجتماعية كثيرة ، المجتمع بحاجة ماسة اليها ،علينا ان لا نعتقد يوما اننا اعطيناها ما تستحق في المنشور العام للثقافة ،هي مضامين تحتاج الى تفاعل وتجديد وقراءتها بأكثر من رؤيه مثلا الشريحة العشائرية وثباتها عن القيم، و القضية تحتاج الى فهم معنى العشيرة ، وكذلك الاحزاب ودورها الاجتماعي المنصب وعلاقته بالمجتمع ،التطفيف مشكلة العصر لابد من الوقوف لمناقشتها ومحاورتها والمنهج التربوي والقيم الدينية والاجتماعية اثر الضمير الديني في سيادة القانون ومواضيع كثيرة اخرى ،يحتوي الكتاب على 584 صفحة ويتضمن اكثر من 70 موضوعا في مختلف مواضيع الدين والحياة
|