• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أصالة الحوزة العلمية النجفية وتحدياتها .
                          • الكاتب : الشيخ احمد صالح ال حيدر .

أصالة الحوزة العلمية النجفية وتحدياتها

الذي أسس الحوزة العلمية في النجف الأشرف هذا الكيان الرصين هم أهل البيت (عليهم السلام) قبل مجيء شيخ الطائفة الطوسي (رضي الله عنه) –وهذا له شواهد تأريخيه في محلها – من هنا جاءت أصالتها وموقعها المتصدر داخل البيئة الإيمانية 

فأوضحوا سبلها وغاياتها وأخلاقياتها وأعرافها فهي في كل ذلك تستند إلى ركن وثيق كتاب الله المجيد والعترة الطاهرة وتعاليمها الحقة فكان ذلك سر رصانتها ونفعها عبر هذه الأجيال الممتدة من عمق تأريخ الأسلام الى حاضرة 

وتمتاز هذه الحاضرة العلمية والمربية في نفس الوقت بعدة خصائص أهمها أنها تقرن الدراسة مع القيم الأخلاقية من منبعها الأصيل وهو الثقلان لتربي طالبها على حيازة الفضائل كما تحثه على حيازة العلم وطلبه  لكي تكتمل غايته الأسمى وهو  تحقيق مسيرة العلم والعمل وعدم إنقطاعها في هذه النشأة وصناعة مصاديق حقيقية ليكونوا قدوات صالحين في المجتمع الشيعي  ! 

فمرت هذه المسيرة بعدة تحديات ومطبات وعوائق حفظت خلالها روح الدين الحق وتراثه الإصيل من خلال صيانتها له وذودها عن مبادئه ومفاهيمه الدينية التي رسخها الثقلان وحملها بعدهم الفقهاء الأمناء العدول كابرا عن كابر وجيلا بعد جيل حتى لاقى رجالها أشد أنواع المحن وتحملوا أقسى ضروب الشدائد والإبتلاءات من طواغيت زمانهم وحكام الجور الذين عاصروهم على طول هذه القرون فوصلنا ماوصلنا من مدادهم ببركة أنفاسهم ودمائهم الزكية التي أرخصوها في سبيل الحق ونشر تعاليم الهدى ! 

وأهم التحديات التي أقترنت بتأريخها أنها أُبتليت بالمنتحلين والمدعين عن غير وجه حق فكانت أزمتها معهم شديدة ومعركتها حامية وقد تحملت كل أنواع التهم والاكاذيب من قبل إعلامهم الذي حاول شيطنتها في نظر  المؤمنين من خلال الصاق الاكاذيب والافتراءات برجالها الافذاذ وأبنائها 
ورغم كل ذلك كانت ومازالت تدافع عن ضوابطها التي هي عماد رصانتها والسد المنيع الذي يحميها من وصول غير المؤهلين ! 

وهذا ليس بالغريب أو الحادث أو النادر فالذي نازع في الإمامة التي فرضها الله ونص على إسماء الأئمة (عليهم السلام) وبيان خلافتهم وعلو مقامهم وشرف محلهم ووراثتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله ) رغم ذلك فقد غصبها الغاصبون وأدعاها الكاذبون فكان نصيبهم (صلوات الله عليهم) القتل والتشريد والإقصاء ، فما بالك بإدعاء العناوين التي هي دونهم رتبة ومنزلة! 

لذا فالتمسك بها والسير خلفها يُنجي المؤمن من بلاءات وأهوال أهمهما الضلال والانحراف لانها الامتداد الطبيعي المتصل بعروة الحق آل محمد (صلوات الله عليهم) عن طريق علمائها الربانيين الصلحاء الهاديين والعدول الأثبات...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=202277
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 27