بداية اعتذر عن استخدام الكلمة الاخيرة من عنوان المقال بالرغم من ان شريعتي استخدمها لاعتبارات هو وضعها لنفسه.
قبل البدء برد الدفاع لابد لنا من الاعتراف بان شريعتي متخصص في علم الاجتماع وله ثقافة جدا عالية بهذا الخصوص واحسن استخدام تخصصه في التاثير بالمتلقي وقد خدمه الوضع الثقافي للايرانين خلال تلك الحقبة اضافة الى انه استطاع بفضل تخصصه من استقطاب عقول الشباب بشكل منقطع النظير .
حاول موسى قصير الدفاع عن شريعتي وقد نقل هذا الدفاع عبد الرزاق جبران في كتاب شريعتي المعنون (النباهة والاستـ....)، ولانه دفاع ركيك يستخدم ضده اكثر مما كان له .
بداية كتابات واراء شريعتي محل جدل بسبب ما طرحه من اراء يخص الدين الاسلامي اما بقية طروحاته لثقافات اخرى فانها لم تكن محل جدل الا لدى الاحزاب السياسية التي كانت معارضة للشاه في فترة ظهور شريعتي .
اول من اتكأ عليه قصير لرفع منزلة شريعتي هو هاشمي رفسنجاني الرئيس الايراني السابق ، وحقيقة راي رفسنجاني بشريعتي فيما يخص تخصصه وهو علم الاجتماع فهذا امر لا جدال فيه الرجل اتقن تخصصه وفي نفس الحديث ذكر امر مهم رفسنجاني بانه هم اي الخط الاسلامي لم نكن على تواصل مع الشباب وقد اجتذبهم شريعتي نحو الساحة ، وقد اثر في المجتمع ولم يؤيده باي طرح اسلامي .
اما اية الله محمود طالقاني ( 1910 ـ 1980 ) فالرجل ذكر الشهيدين مطهري وشريعتي حسب قوله ، وحديثه هذا جاء على ما يبدو ايام معارضة الشاه هذا اولا وثانيا اثنى على مطهري كثيرا وذكر انه اختلف مع شريعتي لا سيما في تفسير بعض ايات القران ، وهنا تخصص مطهري في التفسير هو الافضل من شريعتي ، وعاد ليبرر ان الاختلاف امر طبيعي ، ـ لكن في هذا الطرح ليس طبيعي اذا كان يخص القران ـ ، ثم عرج طالقاني على ضرورة الاهتمام بعلوم القران ولا يجب تركه واستخدامه للاستخارة وغير ذلك ولم يمدح شريعتي لا من قريب ولا من بعيد ، بل اكد على اهمية حسينية الارشاد التي اسسها مطهري وهو مطهري من جاء بشريعتي وبدات معارضة شريعتي في طروحاته عندما فسر الاسلام وفق نظريته الاجتماعية ، واكد طالقاني انه لا يجدر بنا الخلاف لان الحسينية هي منطلق الصوت المعارض للشاه ، وهناك من قام ببعض التصرفات والافعال في الحسينية مما جعل مطهري ينسحب ويتركها ، هذه التصرفات لم تؤثر على شريعتي والله العالم من قام بها .
ثم ذكر ثناء مصطفى شمران على شريعتي وهنا اؤكد على ان تلك الفترة كانت قوى المعارضة متفقة فيما بينها على مواجهة الشاه لذا لا ينتقد احدهما الاخر ، والامر نفسه ينطبق على السيد موسى الصدر
اما محمود دعائي سفيرايران في العراق سابقا ورئيس تحرير اطلاعات ، فانه تحدث عن شريعتي خلال فترة معارضة الشاه لذا كان رايه متحفظا جدا واستخدم عبارات شبه ضبابية مثلا يقول ان شريعتي متخصص في الجوانب الاجتماعية والبحوث الاجتماعية الدينية ، ليؤكد دعائي انه اي شريعتي لم يدعي انه فقيه اسلامي جامع للشرائط ، هذا يعني ان ما صدر عنه بخلاف ثوابت الاسلام ، وقد برزت منظمة مجاهدي خلق لتتعامل معه باعتباره معارض للشاه لكنها تتعامل بحذر مع شريعتي ، واكد دعائي انه كان يتعرض لضغوط من فقهاء الحوزة حول اطروحاته ، بل حتى الماركسية ايضا اعترضوا عليه بانه ضد الماركسية .
يقول دعائي كان السيد الخميني يتحاشى ذكر رايه فيه ـ وانا اعتقد ان كان ايام المعارضة فالحكمة تقول ان لا يرفضه ولا يستطيع ان يؤيده لذا اختار جانب الصمت ، والامر الاخر احتراما لمن يؤيد افكار شريعتي لكن السيد الخميني دافع عن الشخصيات التي تهجم عليها شريعتي مثل المرحوم المجلسي , وعندما اتهم مطهري وشريعتي بنشر افكار غير اسلامية امام السيد الخميني فانه دافع عن مطهري فقط اما عن شريعتي قال السيد لم ارغب بالرد عليهم ولكن عندما عرضوا اشكالاتهم على كتاب شريعتي (معرفة الاسلام ) قال لهم السيد " ليس مخالفا لدرجة ان اتخذ موقفا ضده نعم لقد استخدم اسلوبا لا اوافق عليه"
بعيدا الاطالة لاذكر ما ذكره الكاتب محمد رضا حكيمي عن شريعتي وهو من مؤيديه حيث ذكر " بانه اي شريعتي اوصى الجميع بنقد مؤلفاته وحذف كل ما لا يتطابق مع الموازين الاسلامية واصلاحه وكان ينوي ان يفعل ذلك لكن الاجل لم يمهله " ، وهنا اقول كما يقول المثل العراقي ( بعد خراب البصرة )
هذا الرجل مثل الدكتور عبد العزيز ساتشدينه التنزاني في كندا عندما طلب منه السيد السيستاني ان يتوقف عن نشر افكاره والتي هي على غرار افكار شريعتي فرفض ولكنه بعدما انتبه لنفسه بعث برسالة للسيد بعد عشرين سنة يعلن تراجعه عن كل ما قاله وانه ارتكب اخطاء تفسيرية فادحة في كتاباته ـ نسخة طبق الاصل من شريعتي ـ وقدم اعتذاره للسيد السيستاني ، عذره قد يكون مقبول لكن الذين اعتقدوا بافكاره ولم يطلعوا على اعتذاره او من مات وهو معتقدا بافكار ساتشدينه فكيف سيكون حسابه يوم القيامة ؟ والامر نفسه ينطبق على شريعتي
|