
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا).(1)
من هؤلاء الذين أضاعوا الصلاة؟
الغالبية العظمى من المسلمين ومنذ زمن مبكر نسوا صلاة رسول الله (ص) أو ضيعوها عامدين اضاعتها شكلا ومضمونا ضمن عملية خلق دين جديد ، فكانوا يؤدون الصلاة على طريقة المنقلبين على الأعقاب ابو بكر وعمر ثم عثمان ثم معاوية . وهذا باعتراف كبار الصحابة الذين بعضهم كانوا يبكون ندما وأسفا على تضييعهم للصلاة كما في رواية الصحابي أنس بن مالك كما يروي البخاري أنهُ كان يبكي ويقول : (لا أعرف شيئا مما أدركتُ ــ على عهد النبي ــ إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضُيعت).(2)
وبعد أن استلم الامام علي (ع) الخلافة فاجأهم بصلاته التي لم يألفوها خصوصا الجيل الجديد الذي نشأ بعد السقيفة.
تقول الرواية التي ينقلها السنة والشيعة عن التَّابعيُّ مُطرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ، أنَّه صلَّى هو وعِمرانُ بنُ حُصَينٍ وراءَ علِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه في البَصرةِ بالعراقِ فَقالَ عن صلاة الامام علي (ع) : (ذَكَّرَنَا هذا ــ يعني علي بن أبي طالب ــ صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إمَّا نَسيناها، وإمَّا تَرَكْناها عَمدًا).(3)
ولكن طائفة عظيمة من المسلمين لاتزال اليوم متمسكة بنفس أذان وصلاة الصحابة والتابعين الذين على قول عمران بن حصين (إما نسوها أو تركوها عمدا).
فإذا علمنا أن الصلاة عمود الدين وأنها إن قُبلت قبل ما سواها ، وإن ردت رد ما سواها.(4) وأن هذا العمود إذا انكسر انهارت خيمة إيمان الشخص. عرفنا مقدار الخسارة التي تُصيب طائفة عظيمة من المسلمين.
أمّا نحن الشيعة فنقول : صلاتنا هي صلاة علي عليه السلام. هذه الصلاة التي استلمها من الامام علي (ع) أحد عشر إماما معصوما حافظوا عليها وأوصلوها إلينا ولازال آخرهم حي يرزق ويواظب على صلاة علي عليه السلام .
ـــــــــــــ
1- سورة مريم : 59.
2- الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 530 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : من أفراد البخاري على صحيح مسلم .
3- الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 784 | اجمعوا على أن الرواية : [صحيحة] وكذلك صحيح البخاري " ج1 ص 108) حديث رقم : 747 . وكذلك الامام أحمد في مسنده ج4 ص 440).
4- (الصلاة عمود الدين، وأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من الاعمال، وأول ما يسأل عنه العبد بعد المعرفة، فإن قبلت قبل ما سواها، وإن ردت رد ما سواها). انظر : بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠ - الصفحة ٣٩٤.
|