البحث عن اليقين بمعناه الأوسع لا يحتاج إلى الكثير من الجهد في سيرة سماحة المرجع السيد محمد سعيد الحكيم فمنجزه كله يتعلق بثراء معنوي في كل مفردات حياته، لنقرأ أولًا بعضًا من وصاياه لشريحة الشباب ، يرى أن الشباب معرضون لاستغلال عواطفهم وعقولهم و حيويتهم و نشاطهم لترويج بعض الدعواة حيث يحتاج الشاب الى تجربة لفهم معنى الغزو الفكري ، وهو بلا تجربة تعده لمواجهة هذا الموقف ، و لقراءة نص الوصية
أولًا........... يعتبر حرص شديد للمحافظة على روح الشباب من التيه و التياه
ثانيًا... الحرص على الشباب من الإستغلال وأتباعهم بهرجة العناوين
ثالثًا... دعوتهم إلى الثبات من أمرهم والبينة في دراسة عواقب كل حركة، الحكمة إن نتعلم من سماحته إن اليقين سلاح من أهم أسلحة المقاومة، و بأثر هذا اليقين بدأت المواجهة، الطاغية يطمح إلى مساندة المرجعية لحربه مع إيران ، وخطط لعقد مؤتمر إسلامي في بغداد وطلب من أسرة آل الحكيم الحضور فيه و اناطة رئاسة المؤتمر بأبرز رجال الدين من آل الحكيم ، قرر سماحة السيد عدم الإستجابة ورفض أن يحضر هذا المؤتمر ولهذا أعتقل ومجموعة من أسرة آل الحكيم ،وتعرض إلى شتى أنواع التعذيب القاسي وإعدام 17 شخصًا من أسرته ،قضى سنين الإعتقال الثمان في مديرية الأمن العامة وسجن أبو غريب وسعت الحكومة لتصفية الحوزة .
اليقين الذين نستخلصه من السيرة الجهادية للسيد مع كل ما تعرض له من تعذيب ، فبعد سقوط الطاغية رفض أي مشروع انتقامي ضد رجال الأمن و جلاوزة العهد البعثي ، ولننظر الغى متابعته لمعاناة الشعوب الإسلامية والاهتمام بأوضاعهم المتردية، وبارك صمود الشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان اليهودي و استنكاره لجرائم عصابات طالبان في افغانستان وباكستان ، وسافر السيد محمد سعيد الحكيم إلى لندن للعلاج سنه 2001 م فوجد البريطانيون يتحدثون عن الفترة المظلمة التي مرت بها بلادهم في العصور الوسطى، وهناك قصور وقلاع وسجون استخدمت لتعذيب الشعب يستذكرها البريطانيون لتعريف ابنائهم على الأعمال التي ارتكبت ضدهم من خلال المشاهدة المباشرة نتيجة السفرات المدرسية والجماعية، لهذا كان سماحة السيد يدعو الى توثيق هذه الفترة من زمن العنف و قهر الطاغوت ، و التعريف بمعاناة الشعب.
من سيرة السيد محمد سعيد الحكيم إنه ولد في مدينة النجف وهو سبط المرجع السيد محسن الحكيم ، درس الحوزة وهو ابن عشر سنوات واصل التدريس والتأليف رغم ظروف الاعتقال، درس على يد والده محمد علي الحكيم وانهى على يديه دراسة السطوح العالية وجده السيد محسن حكيم في أبواب الفقه وعلى يد حسين الحلي علمي الفضول والأصول والسيد بن قاسم الخوئي علم الأصول وأهم مؤلفاته مصباح المنهاج و الكافي في أصول الفقه و المحكم في أصول الفقه ومنهاج الصالحين وكثير من التقارير وكان يدعو إلى السعي لتكامل اليقين عند الإنسان من خلال
أولًا... التقوى ومكانة القدوة في المجتمع
ثانيًا... المستوى العلمي الذي يساهم في حفظ أصالة الفكر الشيعي
ثالثا ...التحلي بمكارم الأخلاق كما كان النبي صلى الله عليه واله وسلم
رابعًا.... الأصالة والارتباط في الجذور من دون انعزال و انغلاق
خامسًا ... الإهتمام بتثبيت العقيدة وتعميق البحوث العقائدية ومواجهه الشبهات وكانت له مواقف حازمة بما يعرضه التلفزيون والممارسات السلوكية البعيدة عن المنهج الأسلوبي ومن الأمور اليقينية التي كان يسعى إليها و يطالب بالعمل عليها ، العمل الإسلامي المشترك لمواجهة خطط الأعداء والاهتمام بالقرآن الكريم ، والارتباط العميق بأهل بيت النبوة والتفاني بحبهم والاهتمام بالعوائل الفقيرة وتعمير العتبات المقدسة والارتباط بالمراكز الإسلامية في أمريكا وأوربا فكان مثال العالم المرجعي اليقيني الإنتماء .
|