• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المهدي المنتظر منطلق كل حوار .
                          • الكاتب : صالح حميد الحسناوي .

المهدي المنتظر منطلق كل حوار

 (إننا نتحلى في مدرسه الانتظار بأمل قدوم إيام أفضل، وهذا يساعد على تذليل المشاكل، وتبديد السيئات لنتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا)      المفكر البلغاري دكتور صالح سوارسكي 
                         صالح حميد الحسناوي
 لقد تواتر في الكتب والرسالات السماوية والمذاهب المختلفة عن وجود المنقذ الذي يقود البشر نحو الخلاص، وإيجاد مجتمع قائم على العدالة والحرية والحق، بمعنى أن فكرة المهدوية قديمة الجذور لها آثار بعيدة المدى في التاريخ الإسلامي مهما اختلفت الآراء الفرعية في قضية المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف. 
أغلب تلك الفرق اتفقت على وجوده المبارك، بعض علماء الجمهور يرون أن المهدي أحد الخلفاء العادلين، سيولد إذا شاء الله، وسيتولى الحكم وإذا شاء الله، فيحكم بالعدل ويتبع خطوات الهداية المحمدية، جميع هذه الاحاديث عندهم مسندة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، القضية المهدوية ثابتة النهج، لكنهم يقولون بعدما ظهرت الفتن والخلافات بين المسلمين وقامت فرق ومذاهب عديدة، دخلت عوامل سياسية وحزبية وطائفية فتغيرت هذه الفكرة من حقيقتها إلى قضية وهمية خيالية عند بعض الفرق، مثل هذه المصادر وأعني مصادر الجمهور ومن معها من أعمده المستشرقين أنهم يحمّلون الشيعة بأن الفكرة هي من الفكر الشيعي، وجعلت حسب مفهوم أكاديميات السلاطين الأفكار المهدوية تميل إلى تغريب الفكرة مثل الغيبة والرجعة حيث اعترضوا على الرجعة باعتبارها إحدى العناصر الجوهرية في نظرية الإمامة، أين المشكلة التي يتاجرون بها، والكل يعلم أن الشيعة يعتقدون أن الإمام المهدي هو غائب بإرادة الله وخالد ويعود إلى الظهور في المستقبل. 
 والحقيقة أن أتباع السلاطين هم حمّلوا الفكرة إلى أشياء بعيدة عن الفكر الإسلامي، جعلوا الإيمان الشيعي مستورد من اليهودية، على يد عبد الله بن سبأ، أول من أراد فكرة الرجعة حسب زعم أكاديمية السلاطين هناك اختلاف كبير في مرجعيات علماء الجمهور أنفسهم، فهم مختلفون بينهم أكثر من اختلافهم مع الشيعة 
علماء الجمهور اليوم أكثر حكمة من القدماء الذين كانوا يشتغلون على الأمزجة والآراء دون أن يعترض عليهم أحد وأغلب المراجع مزورة وفيها متناقضات مذهلة، الجيل الجديد من علماء الجمهور مع متطلبات المرحلة بدأ يدرك أن الانحراف الحقيقي في مرجعياته وأغلبها من مرتكزات غير حقيقية، أغلب العلماء اليوم يؤمنون بخرافة ابن سبأ، والانحراف الأكثر أنهم يعتبرون خصوصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من أمور الغلو فيه. 
ومن الغلو أن نعتقد أن عنده علوم سرية قد خصه بها النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقفون أمام قوله (سلوني قبل أن تفقدوني) التركيز على بعض الأفكار الشاذة والتي ادعت للأمام علي بالربوبية، ويبدأ تخريف تلك الأكاديميات وتعبئة مزاعم لم يقلها الشيعة في يوم ما، ولم يؤمنوا بها إطلاقا. 
 لا أحد من الشيعة يزعم بأن علي بن أبي طالب نبيا ولا إلها ولا أنه صعد إلى السماء ولم يقتل، للتركيز على هذه المثالب التي لها اشتغالات قصدية لكي يتيهون لنا حقيقة المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، ويضيعون الحقيقة، هل قال الشيعة بأن عليا عليه السلام يجيء مع السحاب، الرعد صوته والبرق تبسمه، وأنه سينزل إلى الأرض فيملأ الأرض عدلا كما ملاها جورا، اليوم عند افتتاح الوسائط والاتصالات الالكترونية، أصبحت تلك القضايا ليس لها أثرا يذكر، وبدأ علماء الجمهور يتعاملون مع الحقائق ويكذبون الزيف 
هناك علماء أوغلوا في التحريف، ومع كل الذي فعلوه ترسخت العقيدة المهدوية وخرجت عن حدود المذهبية، أما قضية المصلح وإمكانياته ومنجزه فمصادرها النبي صلى الله عليه واله وسلم، وظهور أجهزة الانترنت سهلت الكثير من أمور التواصل المعلوماتي، انكشفت جميع أمور التحريف، في أكثر مصدر وكتاب أقرا هذه الجملة المستنسخة من بعضها البعض (كان من السهل إثارة عواطف عامة المسلمين بحجة الدفاع عن أهل البيت والولاء لهم وتأييدهم، أليس هذا اعترافا صريحا بأن أئمة أهل البيت عليهم السلام تعرضوا إلى المظلومية، ولو لم يتعرضوا لها حقيقة كيف سيتم إثارة العواطف، هذا الإقرار هو اعتراف بأن المظلومية كانت واضحة، والقبول بهذه المظلومية والتستر عليها والدفاع عن الظلمة عندهم هذا هو الإسلام. 
 وأما تصحيح المسار والبراءة من أعداء أهل للبيت عليهم السلام، فهي سبئية يهودية، ومدرسة أهل البيت ما كانت في يوم ما مأربا تخريبيا، بل هم المنبع الصافي للإسلام، وهذه الحقيقة اليوم أصبحت واضحة، وأغلب الحوارات النقاشية هي اليوم من مرتكز علماء الجماعة مع نظائرهم من نفس المدرسة، ولو ننظر إلى مسار الخلافة الإسلامية سنجد الصراعات كثيرة، والثورات كثيرة حتى وصل الأمر أن الخليفة السياسي يقتل أخاه ويثور على أبيه ويقتل ابنه، صار مسار النقاشات الملتوية والادعاءات الزائفة اليوم خلق الكثير من البلبلة في عقائد. 
علماء الجمهور، الكثير منهم
تشيعوا كونهم اكتشفوا مساحة الزيف والا الحقيقة لا وجود (لابن سبأ)، الخلل الذي يبحثون فيه هو تعميم بعض الأمور الشاذة التي قد تحدث في أي مذهب، والاعتقاد بالغلو في الحكام السياسيين للدولة الراشدة وصل الذروة. 
جبرائيل عليه السلام يبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسأل الخليفة الأول "هل أنت راضي عني" أو نجد أن الخليفة يرفض أسئلة منكر ونكير ويقوم هو ليستجوبهما ويتأكد من ولائهما لله سبحانه. 
 وأي حديث من الأحاديث لم يوافق الحكومات يعد متروكا، ويتفق أئمة الحديث على تضعيفه، ويبدأ البحث في الفرق الشيعية معتبرين كل من يرفض الخلافة الراشدة شيعيا، وكل الأمور السياسية تحمّل مذهبيا، ولا أحد يقف أمام إرهاب الجيل الأول من الصحابة، وكل حادثة يذكرها تأريخهم من تلك الحوادث، تغير دين الله، لا يقف الأكاديميون عند إرهاب ابن الوليد بقتل مسلم (مالك بن نويرة) وقطع رأسه وطبخه وأكله، يا إلهي أكلة لحوم البشر يصدرونهم لنا من العشرة المبشرين بالجنة. 
جميع الحركات السياسية ضد بني أمية وضد بني العباس شيعية وتسعى لدحر الاستقرار الإسلامي كما يروون، جميع أئمة أهل البيت عليهم السلام هم سبب دحر السلام، والسبب الرئيسي بفرقة الأمة، والاستقرار في الدولة الإسلامية، وصل الأمر في التدليس أنهم يترحمون على النقائض يترحمون على القاتل والمقتول، شوهوا لنا التاريخ، كل هذه الأمور ظهرت إلى الحقيقة اليوم ودرست وفعلت ثورة فكرية عامة ستغير الكثير من المسارات الواهمة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=202128
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 23