• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النظام الطبقي واستعباد الشعوب وتخديرها.  .
                          • الكاتب : غالب الحبكي .

النظام الطبقي واستعباد الشعوب وتخديرها. 

 عانت الأمم والمجتمعات من التسلط والحكم الاستبدادي الذي فرضه النظام الطبقي، حيث استُعبد الفقراء ليصبحوا عبيدًا. كثيرًا ما نسمع من الطبقة الثانية، التي تمثل "النظام الطبقي"، تبريرات للفقر المدقع والحاجة، مدعين أن الصبر على الفقر هو عبادة لله ووسيلة لنيل رضوانه، وأن الأمر بيد الله وحده. لكن هؤلاء الذين يملكون المال والسلطة لم يجدوا وسيلة لتثبيت أسس "النظام الطبقي" إلا بإلقاء التهم والأكاذيب على الله، رغم أنهم أصحاب الملك والسلطة.  

لم تكن صرخاتهم واستغاثاتهم سوى خدعة ومكر، وحقنة مخدرة بقولهم: "اصبروا وصابروا على ما أصابكم من الجوع، فإن الله سيطعمكم من موائد الجنة المزعومة التي لا جوع بعدها." ولكن هذه الوعود لا يذوق مرارتها إلا الفقراء، الذين ينتظرون النعيم الموعود.  

صفحات التاريخ تفتح أستغلال الكذب والخداع "النظام الطبقي" على مر العصور 

مثالاً عليه نظام الطبقات في الهند (الكاست) ظل هذا النظام الاجتماعي سائدًا لقرون، حيث كانت طبقة "الداليت" المنبوذين تعاني من التمييز والتهميش. كان يُطلب من الفقراء في هذا النظام تقبل وضعهم باعتباره إرادة إلهية، مما عزز الفجوة الاجتماعية وجعل تجاوزها شبه مستحيل.  

 

الإقطاعية في أوروبا في العصور الوسطى.

كان الفلاحون يعملون تحت هيمنة النبلاء مقابل قوت يومهم فقط، بينما كانت الكنيسة تروج لفكرة أن الفقر والصبر عليه يمنحان مكافآت في الجنة، ما جعل النظام الطبقي متجذراً دون مقاومة تُذكر ولمدة طويلة من الهيمنة والاستعباد.  

 

الأبارتايد في جنوب أفريقيا في القرن العشرين.

اما ان فرض الفصل العنصري سيطرة وتمييزاً صارخاً، حيث استأثر البيض بالسلطة والثروة، بينما كان السود يعانون الفقر المدقع والجوع القاتل والتهميش. استخدم الحكام الدين لتبرير هذا النظام، مطالبين الفقراء بالقبول والصبر على ظروفهم الصعبة.  

الأنظمة السياسية الحديثة واستغلال الدين.

في بعض الدول الحديثة، يتم استخدام الدين لإقناع الفقراء بضرورة تحمل الظروف القاسية، بينما تتمتع الطبقة الحاكمة بالثروة دون مساءلة، وهو ما يبقي النظام الطبقي مستمرًا.  

إن هذه النماذج تثبت أن الطبقية ليست مجرد تقسيم اجتماعي، بل هي أداة للتحكم في الشعوب، تُستخدم لتخديرهم وإبقائهم في حالة استسلام، بينما ينعم أصحاب السلطة بالمال والسلطة والامتيازات والثروات الطائلة، مستغلين الشعوب وتخديرها.  

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=202018
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20