• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (رؤية قارئة)//   (عنوان البحث أثر خطاب المرأة في تصحيح مسار الفرد والأمة / خطاب السيدة الزهراء عليها السلام، أنموذج للدكتورة زينب عبد الله الموسوي)  .
                          • الكاتب : افياء الحسيني .

(رؤية قارئة)//   (عنوان البحث أثر خطاب المرأة في تصحيح مسار الفرد والأمة / خطاب السيدة الزهراء عليها السلام، أنموذج للدكتورة زينب عبد الله الموسوي) 

 يحتوي خطاب سيدة نساء العالمين على قيم إبداعية جمالية إيمانية، تمثل أكثر من واقع فكري مثل الواقع السياسي والواقع الرسالي والواقع التربوي بأسلوب يستمد أبجديته من ثقافة الانتماء المحمدي، ويجسد في الوقت نفسه أفكار الزهراء عليها السلام وثقافتها وهي تواجه الانحراف السياسي بعد رحيل سيد الكائنات عليه وعلى أهل بيته أفضل الصلاة والسلام. 
 سعت الباحثة الموسوي إلى التركيز على مهمتها إبلاغ الرسالة الإلهية ساعية لإصلاح المجتمع، مختصرة العديد من الرؤى الفكرية 
(الرؤية الأولى) 
عبرت عن دور المرأة وأثرها في تربية المجتمع وغرس القيم الإيمانية، فقدمت النموذج الأمثل للمرأة القدوة. 
(الرؤية الثانية) 
 رؤية منهجية كشفت عن حقائق، وبعثت تعاليم ساهمت في بناء شخصية الأنسان، وعبرت عن فكر الرسالة المحمدية بصدق لتصل إلى فطرية الإنسان، وتؤكد على بنى الروابط الأصلية بين الدين والعدل والإنسان 
تنبثق بلاغتها من روح الثورة ضد الظلم والمطالبة بالعدل، والاحتجاج ضد الباطل، بقوه التعبير عن صدق الكلمة وتوعية الناس توعية إنسانية في مجتمع ضيق الرؤى، وعمل بجد لعودة القبلية إلى مقاعد القيادة الاجتماعية، أصبح الواقع يميل إلى هدم ما شيده الدين من معالم حضارية فهي ثورة على الواقع الجاهل، لتعيد مفاهيم كادت الأمة أن تنساها، ولتعيد منهجية تربية الإنسان لهذا كان مسعى بحث الدكتورة زينب الموسوي بعنوان يدل على تصحيح المسار. 
 وموضوع البحث متعلق بأثر الخ طاب، وهوية الخطاب هدف عقائدي قبل أن يذهب إلى غايات دنيوية عنوانها فدك وكأنها الغاية القصوى لنهضة الزهراء عليها السلام وخطبتها الفدكية، ولو تابعنا القيم الجمالية في الخطاب لتعرفنا على أسس هذه الثورة الفاطمية بدء من رسالتها وأثر خطابها في بث تلك القيم الزاهرة، ودراسة الخطاب والبحث في معاني الخطبة المباركة، وقد أشارت الباحثة إلى وجود مثل هذا النتاج عند بعض نساء عصرها، خطيبات مبدعات لهن التأثير على المجتمع، لكن مع هذا الإقرار هي ميزت الخطبة الفدكية بما تحمل من مواقف لها أثرها، كونها واجهت الانحراف، واجهت السلطة الحاكمة دون أن تستند إلى قوم وحماية، هذه المواجهة تميزت بعمقها الدلالي وتنوع الأهداف، فقد تضمنت الحدث السياسي والحدث الاجتماعي والنهضة التربوية والقيم الدينية والتربوية والأفكار الحرة، وأسست قوة دفاعية، مدعومة بأدلة وبراهين منطقية خاطبت العقول والقلوب والمشاعر الاحاسيس والوجدان النفسي الداخلي وسلبية القبلية المؤثرة، أي بمعنى أن الخطاب عالج الأمور النفسية وأحال قضية الوجدان إلى المعنى الموضوعي، وازن الفارق بين حساسية الوضع السياسي والوعي الإيماني، ليشعر الإنسان بقوة العدل ضمن الدين وليس القوه تحت الوجود القبلي، هذا يعني أن مولاتي الزهراء كانت تعني الرمز الديني، الانساني، الوجداني، وقيم الانتماء إلى الدين، إلى هويتها كمبلغة رسالية، لا تسير إلا في طريق الحق، حتى لو تطلب الأمر المواجهة مفردة. 
 هي ثارت من أجل إصلاح المجتمع، غضبة الحق لله تعالى، لهذا أرادوا وعاظ السلاطين من تقليل شان الأثر الاصلاحي في الخطبة، وتوجيه الثورة الفاطمية كلها لمصالح شخصيه مثل فدك، وفدك الزهراء عليها السلام كانت منطلق الدخول إلى مواجهة الانحراف واحتلال السلطة من رموز السقيفة. 
 بينت أحقية الإمام علي عليه السلام، واججت ثورة الأنصار للحق، وحملة تأجيج الأنصار أخذت إلى وجهتين من المعنى. 
(الوجهة الاولى) إنها سعت إلى إنقاذ المجتمع من التيه والضلال، ولإنقاذ الامة من الضلال لا يتم إلا بقيادة الإمام عليه السلام  
(الوجهة الثانية) لم يظهر التاريخ حقيقة ما توصل إليه الواقع السياسي بعد الخطبة، وما حدث من أثر جماهيري أرعب السلطة الحاكمة وأشعر الأنصار بمغبة سكوتهم للباطل وتخليهم عن نصرة الحق، لهذا تحرك الأنصار لمواجهة خلفاء السقيفة، وثار الأنصار ضد الخليفة السياسي، بينما التأريخ الرسمي يريد أن يظهر للأجيال وكأن مفعول الخطوة انتهى بعد حدود المواجهة ومنطلقها المسجد النبوي، والحقيقة أنها أصبحت منهجا بقيادة الثوار ضد الانحراف وكادت القيادة أن تسقط لولا همجية وقسوة  السلطة لإدامة التسلط واستخدام نفس الوسائل التي كان يستخدمها مشايخ قريش القبلية قبل الإسلام من قتل وذبح، وبمعنى آخر أن الأفكار التي عرضتها الخطبة الفدكية تسامت على المنافع الشخصية والغرضية التعصبية، وتمسكت بالرضا الإلهي، بما تمتلك الخطبة من جذور وجدانية غرسها الإسلام في عمق المجتمع، كانت فدك هي رمز المقاومة، وصد الانحراف السياسي الجديد
علينا أن نفهم اليوم أن لفدك موجهات فاعلة، مثل الموجه السياسي، والموجه الاجتماعي ولنفهم المعنى الكلي لفدك (القيمة والمعنى) والنمط السلوكي لعصابات الانحراف وثقافتهم 
هناك من سعى لدراسة الأثر النفسي ضمن محيط الردة، أنقذت الزهراء عليها السلام المجتمع بفرض منهجية التربية الإنسانية، وتذكير المجتمع بمنجزات الخلافة النبوية وأعادت موقف غدير خم إلى الأذهان التي تناست الخطبة وأعلنت بقوة أن لا شخص بعد رسول السماء يتقن تهذيب الناس غير الإمام المنصب من قبل الله سبحانه وتعالى، علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 
تركت الخطبة أثرا يعكس مفاهيم ثورية، حاول الجهد السلطوي طمس معالمها عبر تلك القرون، مثل هذا البحث هو من أهم الاحتياجات الفكرية الضرورية لنستقي منها فكر السيدة الزهراء عليها السلام، ونحن بأشد الحاجة للانفتاح على حياة سيدة نساء العالمين سلام الله عليها، لأنها من مكنون القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والمناهج الثقافية، ونستثمرها في معالجة مشكلاتنا وما يعترينا من مسائل وإشكالات بسبب الغزو الثقافي والانفتاحات الإنسانية التي أثرت على مجتمعنا اليوم، لأن خروجها على السلطة لم يكن مجرد خروج ومواجهة وخطاب، إنما فكر وتوجيه وتبليغ وإرشاد في كافة المجالات الحياتية، ولهذا نجد الباحثة الدكتورة زينب عبد الله الموسوي كانت موفقة بعون الله تعالى




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=202005
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20