الإمامة عند الشيعة تنصيب الهي، سلطة تشمل الأرض كلها، لأن الله سبحانه وكَّل إليه أمرها، ولا بد أن يكون معصوما بالعصمة الإلهية، بينما عند الجمهور كما ورد في كتاب الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة تأليف (عبد الله بن عمر الدميجي) كل من اتّم به قوم أن كان على صراط مستقيم أو كان من الضالين، من الممكن أن يكون عندهم من أهل الضلالة. الإمام هو من تقدم قومه هناك أمام السفر والحادي وإمام الإبل، ويعتبرها (الماوردي) سياسة دنيوية، والإمام الجويني يرى الإمامة رياسة ثابتة والزعامة تتعلق في مهام الدين والدنيا.
تخبط واضح من أجل تهميش المفهوم الشيعي للإمامة، لأن عند الشيعة هم الذين يحكمون العالم باسم الله بعد نبيه صلى الله عليه وآله، الإمام علي عليه السلام صهر النبي وأبناه الحسن والحسين أبناء فاطمة الزهراء هذا بيت النبي والأحفاد المباشرين (التسعة المعصومين) إلى المهدي عجل الله تعالى فرجه.
وذهب أعلام الجمهور كالنسفي أنها نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وابن خلدون يعرفها بمعنى الإمارة، بينما الحكومات كانت تخاف من أئمة أهل البيت كي لا يصل الأمر إلى أحد.
أن تكون دولة داخل دولة الخليفة السياسي، يسرق مال المسلمين والخليفة الشرعي مطوق مكبل بمراقبة الدولة، والجواسيس يحيطون به من كل جانب مع كل خطوة يخطوها، ولم يكن في وسع الوكلاء وكلاء الإمام أن يعملوا باسم الإمام إلا في تستر تام.
أغلب الذين تحدثوا في قضية الإمامة أو عن الإمام المهدي بشكل زائف لأن المهدي الذي يتحدثون عنه هو ليس مهدينا نفسه، شخصيات أخرى تمثل الإمام المهدي، وقد ورد اسم المهدي عجل الله تعالى فرجه في جميع الصحاح ما عدا صحيح البخاري، وفي صحيح مسلم وسنن الصحاح وسنن النسائي حذفوا اسم المهدي عليه السلام، رغم أنها كانت موجودة في الأغلب يشيرون إلى صحيح مسلم، إنه كان فيها حديث شريف يقول إن المهدي حق وهو من ولد فاطمة عليها السلام، وهناك نسخ موجودة، من هذا الكتاب ونقلوا الحديث الشريف في الصحاح (المهدي مني) مجموعة كبيرة من العلماء ذكروا حديث (المهدي مني) مثل أبو الحسن بن علي فضال، حسن بن علي محمد بن الحسن القمي البصري، كتب كتاب صاحب الزمان، وكتاب عن خروج القائم عليه السلام.
وكتبوا عن الغيبة وعن كتاب القائم، والفضل بن شاذان كتب الغيبة وكتاب القائم وحديث الرجعة والحجة البليغة في كتاب القائم، وعبد الله بن جعفر الحميري له كتاب الغيبة والمسائل والتوقيعات.
أما علماء الجمهور فكتب الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين الأحاديث التي لم يذكرها مسلم والبخاري
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (المهدي منا رجل من أهل البيت)
قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم (نحن ولد عبد المطلب والمهدي)
قال صلى الله عليه وسلم ثم يخرج رجل من عترتي.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأيتم الرايات السود فان فيها خليفه الله المهدي.
وابن تيمية ضعف كثيرا من الروايات والأحاديث ونسب ظلما أمور إلى الشيعة الإمامية في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم،
وعن أم سلمة رضوان الله عليهم عن النبي صلى الله عليه وسلم المهدي من عترتي من ولد فاطمة
إذا أقر القوم بالمهدي عجل الله تعالى فرجه كإمام ثاني عشر بمعنى أن الخلفاء الراشدين خلافتهم باطلة، صدرت الكثير من الكتب عند أهل الجمهور تقر بظهوره لا بوجوده، بلغ الحد أن الوهابية قبلت هذا الموضوع وأعدته من العقائد الإسلامية البديهية المسلمة، حاول ابن خلدون أن يطعن في أحاديث المهدي لكن رد عليه علماء الجمهور بقوة وخصه بالرد الشيخ ابن عبد المؤمن
إن الاعتقاد بخروج المهدي وأجب وأنه من عقائد السنه والجماعة، وحكم علماء الجمهور أن ابن خلدون أخطأ، لهذا أصدر إقرار (فاعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مَرَ الأعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون يسمى بالمهدى).
أما الخلفاء الحقيقيون للنبي، هذا موضوع يرتبط تماما بقضية الإمام الثاني عشر ليس من الإمكان أن يقر أحدهم بظهور الإمام الثاني عشر ويتنكر لأحد عشر إماما.
يعتبر علي بن أبي طالب الخليفة الأول بعد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده يأتي ابنه الحسن وبعد مقتله يأتي أخوه الحسين عليهما السلام.
ذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار الجزء الأول صفحه 211 قال الأحنف للحسين عليه السلام (لقد اختبرنا أهل البيت فلم نجد منهم لا موهبة الحكم ولا جباية المال ولا استعمال الحيلة في الحرب)
كان الإمام علي عليه السلام صاحب مبادئ صارمة وقيم لا تتغير، الورع شيمته واحتقار الملذات بمعنى أن الأزمنة لم تنجح في أن تكون بمستوى نزاهة الإمام علي وأولاده عليهم السلام، وصل النزاع إلى المقربين أيضا.
ابن عباس ينسلخ عن الإمام علي كمستشار سياسي لاختلافه مع سياسة علي عليها السلام، وكتب إلى الإمام الحسين وصية يدعوه إلى شراء قلوب الناس المترددة بذل أموال على كبار القوم حتى يتوصل إلى ما يريده من السلام.
كان زيد بن علي له رأي غير رأي الإمام الباقر فذهب ضحية الثورة، تشعب جهاز المخابرات وتنوع عند الخلفاء وظهر أشخاص من بغداد كانوا يحملون معهم الأموال والرسائل مزيفة فلم يجدوا منفذا إلى جعفر الصادق عليه السلام الذي تخلى عن السياسة تماما وتفرغ للعلم، الخليفة الحادي عشر كان التركيز الحكومي ينصب عليه حتى وصل الأمر أن يتخفى بستار يحجبه عن الناس، وذهب المؤرخون إلى ربط هذه الرقابة لمعرفة السلطة العباسية بولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وأن الإمام الحسن العسكري أراد أن يعود الشيعة على اختفاء أئمتهم وعدم رؤية الإمام المهدي، كان الشيعة يسألون عن موعد التحرير، حدد بعض الشيعة النصيرية أن ولادة المهدي سنه 257 هجرية، ولا يذكر الأشعري تاريخا لميلاد المهدي وابن حزم يقول مجموعة من الافتراضات الشيعية وعلي بن عيسى الأربيلي يرى أن ولادته سنه 258، الأخبار المتصلة بميلاد المهدي تريد أن تؤكد وجوده الواقعي، عجل الله فرجه الشريف.
|