• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات في سورة البقرة (ح 4) (بارئكم، جهرة، المن، السلوى، قثائها، المسكنة) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات في سورة البقرة (ح 4) (بارئكم، جهرة، المن، السلوى، قثائها، المسكنة)

هنالك كلمات مذكورة في القرآن الكريم وغير شائعة او مألوفة أو متداولة بين الناس حاليا. وعدم معرفتها او فهمها يشكل عائقا لتدبر وفهم آيات القرآن. من كلمات سورة البقرة: صيب، أندادا، أبى، يسومونكم، فرقنا، بارئكم، جهرة، المن، السلوى، قثائها، المسكنة، خاسئين، نكالا، فارض، فاقع، تثير، مسلمة، ادارئتم، عقلوه، تظاهرون، تفادوهم، قفينا، غلف، نبذ، راعنا، ثم، مثابة، صبغة، الممترين، جناح، ينعق، باغ، عاد، موص، جنفا، الرفث، تختانون، احصرتم، محله، خلاق، يشري، السلم، ظلل، الغمام، بغيا، أعنتكم، تبروا، يؤلون، تربص، فاؤا، قروء، افتدت، ضرارا، هزوا، تعضلوهن، فصالا، عرضتم، أكننتم، الموسع، قدره، المقتر، قانتين، رجالا، يذرون، الحول، متاع، يقبض، يبسط، الملأ، عسيتم، بسطة، التابوت، سكينة، خلة، سنة، يؤده، الرشد، الغي، الطاغوت، العروة، انفصام، خاوية، عروشها، يتسنه، ننشزها، صرهن، صفوان، رئاء، وابل، تغمضوا، سيماهم، يربي، يمحق، نظرة، ميسرة، يأب، يملل، يبخس، تسأموا، أدنى، يضار، فسوق، اصرا.

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن بارئكم أي خالقكم وهو ربكم الله تعالى "وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (البقرة 54) "و" اذكروا " إذ قال موسى لقومه" الذين عبدوا العجل عند رجوعه إليهم "يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم" أي أضررتم بأنفسكم و وضعتم العبادة غير موضعها "باتخاذكم العجل" معبودا و ظلمهم إياها فعلهم بها ما لم يكن لهم أن يفعلوه مما يستحق به العقاب و كذلك كل من فعل فعلا يستحق به العقاب فهو ظالم لنفسه (فتوبوا إلى ربكم) أي ارجعوا إلى خالقكم و منشئكم بالطاعة و التوحيد و جعل توبتهم الندم مع العزم و قتل النفس جميعا و هنا إضمار باختصار كأنه لما قال لهم "فتوبوا إلى بارئكم" قالوا كيف قال "فاقتلوا أنفسكم" أي ليقتل بعضكم بعضا بقتل البريء المجرم عن ابن عباس و سعيد بن جبير و مجاهد و غيرهم و هذا كقوله سبحانه "فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم" أي ليسلم بعضكم على بعض و قيل معناه استسلموا للقتل فجعل استسلامهم للقتل قتلا منهم لأنفسهم على وجه التوسع عن ابن إسحاق و اختاره الجبائي. واختلفوا في المأمور بالقتل فروي أن موسى أمرهم أن يقوموا صفين فاغتسلوا و لبسوا أكفانهم وجاء هارون باثني عشر ألفا ممن لم يعبدوا العجل و معهم الشفار المرهفة و كانوا يقتلونهم فلما قتلوا سبعين ألفا تاب الله على الباقين و جعل قتل الماضين شهادة لهم و قيل أن السبعين الذين كانوا مع موسى في الطور هم الذين قتلوا ممن عبد العجل سبعين ألفا وقيل أنهم قاموا صفين فجعل يطعن بعضهم بعضا حتى قتلوا سبعين ألفا و قيل غشيتهم ظلمة شديدة فجعل بعضهم يقتل بعضا ثم انجلت الظلمة فأجلوا عن سبعين ألف قتيل وروي أن موسى و هارون وقفا يدعوان الله و يتضرعان إليه و هم يقتل بعضهم بعضا حتى نزل الوحي برفع القتل و قبلت توبة من بقي و ذكر ابن جريج أن السبب في أمرهم بقتل أنفسهم أن الله تعالى علم أن ناسا منهم ممن لم يعبد العجل لم ينكروا عليهم ذلك مخافة القتل مع علمهم بأن العجل باطل فذلك ابتلاهم الله بأن يقتل بعضهم بعضا و إنما امتحنهم الله تعالى بهذه المحنة العظيمة لكفرهم بعد الدلالات و الآيات العظام و قال الرماني لا بد أن يكون في الأمر بالقتل لطف لهم و لغيرهم كما يكون في استسلام القاتل لطف له و لغيره.

ويستطرد الشيخ الطبرسي في تفسيره الآية البقرة 54 قائلا: فإن قيل: كيف يكون في قتلهم نفوسهم لطف لهم و لا تكليف عليهم بعد القتل و اللطف لا يكون لطفا فيما مضى و لا فيما يقارنه فالجواب أن القوم إذا كلفوا أن يقتل بعضهم بعضا فكل واحد منهم يقصد قتل غيره و يجوز أن يبقى بعده فيكون القتل لطفا له فيما بعد و لو كان بمقدار زمان يفعل فيه واجبا أو يمتنع عن قبيح. وهذا كما تقول في عباداتنا بقتال المشركين و أن الله تعبدنا بأن نقاتل حتى نقتل أو نقتل و مدحنا على ذلك و كذلك روى أهل السير أن الذين عبدوا العجل تعبدوا بأن يصبروا على القتل حتى يقتل بعضهم بعضا فكان القتل شهادة لمن قتل و توبة لمن بقي و إنما تكون شبهة لو أمروا بأن يقتلوا نفوسهم بأيديهم و لو صح ذلك لم يمتنع أن يكونوا أمروا بأن يفعلوا بنفوسهم الجراح التي تفضي إلى الموت و إن لم يزل معها العقل فينا في التكليف و أما على القول الآخر أنهم أمروا بالاستسلام للقتل و الصبر عليه فلا مسألة لأنهم ما أمروا بقتل نفوسهم فعلى هذا يكون قتلهم حسنا لأنه لو كان قبيحا لما أمروا بالاستسلام له و لذلك نقول لا يجوز أن يتعبد نبي و لا إمام بأن يستسلم للقتل مع قدرته على الدفع عن نفسه فلا يدفعه لأن في ذلك استسلاما للقبيح مع القدرة على دفعه و ذلك لا يجوز و إنما كان يقع قتل الأنبياء و الأئمة عليهم السلام على وجه الظلم و ارتفاع التمكن من المنع غير أنه لا يمتنع من أن يتعبد بالصبر على الدفاع و تحمل المشقة في ذلك و إن قتله غيره ظلما و القتل و إن كان قبيحا بحكم العقل فهو مما يجوز تغيره بأن يصير حسنا لأنه جار مجرى سائر الآلام و ليس يجري ذلك مجرى الجهل و الكذب في أنه لا يصير حسنا قط و وجه الحسن في القتل أنه لطف على ما قلناه و أيضا فكما يجوز من الله تعالى أن يميت الحي فكذلك يجوز أن يأمرنا بإماتته و يعوضه على الآلام التي تدخل عليه و يكون فيه لطف على ما ذكرناه و قوله "ذلكم خير لكم عند بارئكم" إشارة إلى التوبة مع القتل لأنفسهم على ما أمرهم الله به بدلالة قوله "فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم" فقوله "توبوا " دال على التوبة فكأنها مذكورة و قوله "فاقتلوا" دال على القتل فكأنه قال أن التوبة و قتل النفس في مرضاة الله كما أمركم به و إن كان فيه مشقة عظيمة خير لكم عند خالقكم من إيثار الحياة الدنيا لأن الحياة الدنيا لا تبقى بل تفنى و تحصلون بعد الحياة على عذاب شديد و إذا قتلتم أنفسكم كما أمركم الله به زالت مشقة القتل عن قريب و بقيتم في نعيم دائم لا يزول و لا يبيد و كرر ذكر بارئكم تعظيما لما أتوا به مع كونه خالقا لهم و قوله "فتاب عليكم" هاهنا إضمار تقديره ففعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم أو فقتلتم أنفسكم فتاب عليكم أي قبل توبتكم "إنه هو التواب" أي قابل التوبة عن عباده مرة بعد مرة و قيل معناه قابل التوبة عن الذنوب العظام (الرحيم) يرحمكم إذا تبتم و يدخلكم الجنة و في هذه الآية دلالة على أنه يجوز أن يشترط في التوبة سوى الندم ما لا يصح التوبة إلا به كما أمروا بالقتل.

وعن تفسير الميسر: قوله تعالى عن جهرة أي ظاهر بالعين "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" (البقرة 55) جهرة اسم، جَهْرَةً: علانية – عيانا. هرة: علانية، عياناً بالبصر، غير محتجب. و الجهر: الظاهر المكشوف ضد السر. واذكروا إذ قلتم: يا موسى لن نصدقك في أن الكلام الذي نسمعه منك هو كلام الله، حتى نرى الله عِيَانًا، فنزلت نار من السماء رأيتموها بأعينكم، فقَتَلَتْكم بسبب ذنوبكم، وجُرْأتكم على الله تعالى.

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن المن وهو شيء حلو الطعم، و السلوى وهو طائر يؤكل "وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " (البقرة 57) "وظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ والسَّلْوى". جرى ذلك حين خرج الإسرائيليون من مصر، وتاهوا في صحراء سيناء، حيث لا بنيان ولا عمران، فشكوا إلى موسى حر الشمس، فأنعم اللَّه عليهم بالغمام يظللهم، ويقيهم حر الهاجرة، وأنعم عليهم أيضا بالمنّ والسلوى، يأكلون منهما بالإضافة إلى ما تيسر لهم من الأطعمة، ويأتي في تفسير الآية 60 ان الماء تفجّر لهم من الحجر الذي ضربه موسى بعصاه. وغريب أمر بعض المفسرين، حيث يفسر من تلقائه ما سكت اللَّه عن بيانه وتفسيره، ويحصي عدد الذين قتلوا أنفسهم للتوبة من عبادة العجل، يحصيهم بسبعين ألف نسمة، كما أحصى عدد الذين أخذتهم الصاعقة بسبعين رجلا، أما المنّ فلكل فرد صاع، وأما السلوى فكانت تنزل من السماء حارّة يتصاعد منها البخار، وما إلى ذلك مما لا نص قطعي ولا ظني يدل عليه، ويبعّد ولا يقرب. وقد ثبت عن الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم: ان اللَّه سكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا، فلا تتكلفوها رحمة من اللَّه لكم. وفي نهج البلاغة: ان اللَّه افترض عليكم الفرائض فلا تضيعوها، وحدّ لكم حدودا فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء، ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها. "وما ظَلَمُونا ولكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ". ونفي المظلومية عن اللَّه سبحانه، تماما كنفي الولد والشريك عنه من باب السالبة بانتفاء الموضوع على حد تعبير أهل المنطق، لأن الثبوت محال عقلا.. فهو أشبه بقولك عن الأعزب: انه لا ولد له، وعمن يجهل اللغة العربية لم يؤلف فيها قاموسا. أما ظلم اليهود لأنفسهم فلسفههم، وجحودهم بأنعم اللَّه الذي لا تنفعه طاعة من أطاع، ولا تضره معصية من عصى، وانما منفعة الطاعة تعود إلى الطائع، ومضرة المعصية إلى العاصي.. قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: يا ابن آدم إذا رأيت ربك يتابع نعمه عليك، وأنت تعصيه فاحذره.

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن القثاء أي الخيار و المكسنة أي الفقر من المسكين "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ" (البقرة 61) المطالبة بالأطعمة المتنوعة. بعد أن شرحت الآيات السابقة نِعَم الله على بني إسرائيل، ذكرت هذه الآية صورة من عنادهم وكفرانهم بهذه النعم الكبرى. تتحدث الآية أولا عن مطالبة بني إسرائيل نبيّهم بأطمعه متنوعة بدل اطعام الواحد "المَنّ وَالسَّلْوى": "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعَام وَاحِد فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الاْرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا". فخاطبهم موسى "قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بالَّذِي هُوَ خَيْرٌ إِهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُم". ويضيف القرآن: "وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوَ بِغَضَب مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيّينَ بِغَيرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَكَانُوا يَعْتَدُونَ".




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=201986
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20