• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (قراءة في خطبة الجمعة لسماحة السيد احمد الصافي) // (21شوال 1439هـ/ 6ــ 7ــ2018م)  .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(قراءة في خطبة الجمعة لسماحة السيد احمد الصافي) // (21شوال 1439هـ/ 6ــ 7ــ2018م) 

تتحرك ثوابت الخطاب عند سماحة السيد الصافي ضمن مستويات الاستجابة لأن معظم هذه الخطابات هي ارتجالية وربما تتحرك من خارطة رؤوس الأقلام. 
ولان الخطاب يعمل بمنهاج أئمه أهل البيت عليهم السلام وبما يمتلك من ثنائيات تثير الكثير من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية مثل الثنائيات (العبد & السيد) (الرازق & المرزوق) (الدائم & الزائل) 
وهذه الثنائيات قد تطرح بأساليب متنوعة تعمل على جذب المتلقي يبدأ من العلاقة التي تربط تلك الثنائيات، نوع العلاقة بين الخالق والمخلوق. 
سعى سماحة السيد أحمد الصافي إلى عرض تلك الثنائيات ليظهر لمتلقيه العلاقة هي علاقة افتقار، والعبد دائما يحتاج السيد لينطلق من هذا التشخيص إلى فهم تلك العلاقة سلوكيا، أي بمعنى أن من مدركات هذه العلاقة تنشأ ثقافة وهي ثقافة الالتزام. 
ومن يتثقف بثقافة أجنبية لا علاقة لها بهذا المدرك، تغيب عنه مجموعة من السلوكيات والمعارض بسبب عدم انسجام الثقافة مع العلاقة السليمة بين تلك الثنائيات المرجعية المدركة للعلاقة بين ثنائيات (الدائم & الزائل) الواقع الإنساني عبر هذه الثقافة هو إنسان زائل لا أحد يمنع عن نفسه الفناء ــ الموت، ماذا لو وضعنا معيارا لتصرف هذا الزوال، سنجد أن لا إمكانية تقدر أن ترحل هذا الزوال ليقف أمام هيبة الله وجلاله الدائم. 
 
الثقافة الواهمة التي تجعل الإنسان صاحب سطوة إرادية تتحدى الملكوت الإلهي وبعض الثقافة نكرته وأزالت وجوده سبحانه وتعالى، هذه ثقافة ستصل بالإنسان إلى العصيان والتمرد. 
لكل فرد ثقافة، ولكل ثقافة مدرك لذلك لا ثوابت تحدد السلوكيات بل لكل ثقافة سلوك، وهذا السلوك يخلق تطبعا ليس من السهولة أن يتغير ليكون بمثابة اللون المميز للسلوكيات. 
العبرة والرشاد أشياء موجودة في ظروف حياتنا والعبرة موجودة ترتبط بوعي الإنسان ليدرك معنى المفاهيم التي تشدنا إلى استيعاب المغزى الفكري والروحي، بين الثنائيات لكن هناك من يلجا بنفسه إلى الوهم ويعده وعيا ويمارس جهله ظنا منه إدراكا وفهما، لا يقرأ ولا يصغي للحكمة ولا يناقش أو يحاور ليتعلم وهذا بحد ذاته جهل، ولأجل أن يكون الإيمان مدركا كقيمة روحية لا بد أن يحسب حساب تراكم الخطأ الذي سيخلق معلومات واهمة واعتقادات وأفكارا سلبية لأن طريقة التَّلقي غير سليمة المعنى. 
إن التلقي الغير سليم انتج إدراكا مضببا يعتم الرؤية للحياة وللنفس فيفقد التفاعل المؤثر. 
يرتكز الخطاب على حركة تعليم الإنسان لنفسه سعيا لإكمال البصيرة. الإنسان أحيانا يجدُّ في تعليم الناس لكنه يغفل عن تعليم نفسه، يرى أمير المؤمنين عليه السلام (معلم النفس أولى بالتبجيل من معلم الناس) الإنسان الساعي لإصلاح المجتمع لا بد أن يبدأ من نفسه أولا 
اعتمد سماحة السيد في جميع خطابات الجمعة على تراث أهل البيت عليهم السلام وهو تراث غني ومنهج واسع وكبير منه أدعية الصحيفة السجادية. 
الأسلوب الأمثل لقراءة هذه الأدعية استيعاب الأفكار، المفاهيم التي تكشف عن نوع القراءة التي لا بد أن تقرأ تلك الأدعية قراءة غير نمطية. 
وإنما على الإنسان أن يعرف ماذا يدعو وها هو المنهج الذي اختطّه الإمام عليه السلام في هذه الأدعية ليعرف الإنسان ماذا يريد من الدعاء، تباين الوعي سبب التفاوت في مقدره الاستفادة من هذا التراث المرتبط بالله تبارك وتعالى تفاوت في الإقبال على الصلاة هناك تفاوت في حسن إقامة الصلاة. 
عملية بناء أسس الدعاء هي مواطن الشكر، هناك علاقة بين العبد والسيد تتعقد ضمن حسابات تتباين من جملة هذه الحسابات أن العبد لا بد ان يكون شكورا، ثقافة تحدد سلوكيات الإنسان يستحضر النعم على كل حال ويعرف المقامات يعرف من يقابل والله سبحانه وتعالى كما يقول مولاي الإمام الصادق عليه السلام (إن أهل السماء يطلبونه كما تطلبونه أنتم) 
أسس الوعي بهذه الثنائيات له القدرة على توليد قوه تستثمر المعرفة لترصين العبودية وتستثمر العبودية لصالح الحرية ضمن الأثر الحقيقي في تكوين فلسفة المضمون، كلما ازداد الإنسان عبودية لله تعالى ازداد حرية، وأكثر الناس عبودية لله هم الأنبياء، وأكثر الناس أحرارا هم الانبياء، عن طريق الشعور والإدراك ومن خلال العاطفة والعقل والإرادة يولد الشكر عبارة عن حالة ثقافية. 
الشاكر يكتسب صفه الشكور وهي من الصفات البارزة، أن لا يخرج عن نعم الله سبحانه وتعالى، الدعاء فيه شغل فني وفيه جمال ومتعة ويؤدي الدور المطلوب بشحذ ذهنية المتلقي. 
الإمام السجاد سلام الله عليه يدعو للتوفيق، يريد إقرار العقيدة، أن يعرف الحمد ويعرف النعمة، ويلتفت إلى عظمة الله سبحانه وتعالى من خلال مشاعره وأحاسيسه واختيار متعلقات الدعاء مثل محاسبة النفس صوره الموت تكون حية عند الإنسان الفطن المؤمن 
هناك عده مرتكزات لهذه الصورة 
المرتكز الاول 
ـــــــــــــــــــ محاسبة النفس تنجي الإنسان وتشمله برحمه الله تعالى 
المرتكز الثاني
ـــــــــــــــــــ الإنسان في غفلة وهو

لا يعلم 
المرتكز الثالث 
ـــــــــــــــــــ إنه لا ينظر إلى نفسه في مقام التقصير وإنما يتهم الآخرين، يدعي عصمة النفس عن الخطأ وهذا هو خطأ كبير، أن يجعل الإنسان نفسه معصوما كأنه لا يخطئ ويتهم الآخرين، وهذا يعني الانشغال بعيوب الآخرين ويغفل عن عيوبه، يرى الناس كلهم على باطل إلا هو، يرى العظمة فيه 
المرتكز الرابع 
ـــــــــــــــــــ إن تربية أهل البيت عليهم السلام، تجعل الإنسان يحتاج إلى التزام أخلاقي، يبعد الإنسان عن مسالك الزلل 
المرتكز الخامس 
ـــــــــــــــــــ الإنسان إذا لم يجد من نفسه واعظا لا خير فيه، والوعظ من الآخرين يحتاج إلى أذن واعية تسمع الكلام 
المرتكز السادس  
ـــــــــــــــــــ كلما اشتدت الأمور بلاء، علينا مراجعة أنفسنا، في عقيدتنا نعتقد أن أعمال بني آدم تؤثر على القضايا التكوينية، غلاء الأسعار في السوق، قلة الأمطار تعنى أنه عندنا تصرفات لا ترضي الله تبارك وتعالى، في الجد عندما يشح المطر يطلب الشرع صلاة الاستسقاء لا يريد أن تنقطع علاقتنا بالله سبحانه وتعالى 
المرتكز السابع  
ـــــــــــــــــــ لا بد أن نفزع لله سبحانه وتعالى عندما تلم بنا المصائب بدل أن نلوم بعضنا بعضا 
المرتكز الثامن 
ـــــــــــــــــــ أن نواظب على القراءة وأن نعمل لفهم ما نقرأ 
المرتكز التاسع  
ـــــــــــــــــــــ لا نرتب على ما نسمع أثرا، تلك ليست مدرسة ولا منهج أهل البيت عليهم السلام 
المرتكز العاشر 
ـــــــــــــــــ أن تؤثر الموعظة فينا سلوكا لا يحدد بحد، وأن يكون سلوكا عاما، أن يكون الإنسان شاكرا يحفظ النعمة 
المرتكز الحادي عشر 
ـــــــــــــــــــ الإنسان البخيل لا يعرف الله ولا يثق به، ولا برزقه ولا الإنسان المسرف يعتقد برحمة الله تعالى 
المرتكز الثاني عشر  
ـــــــــــــــــــ الجهل مدمر للإنسان يجادل الجاهل بجهله، لا تفهم منه ألفا ولا باء، ولا تعرف ماذا يريد، والنصيحة ستكون ثقيلة على الجاهل، المشكلة ليست في النصيحة المشكلة في الآذن. 
المرتكز الثالث عشر  
ـــــــــــــــــــ ليكون الإنسان قريب من التكامل الإنساني عليه أن ينتبه، والعمر ليست له بقية لأننا لا نعلم متى يكون الرحيل ولله الحمد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=201940
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20