• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ضرر الفساد في أمثلة (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) (ح 39) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

ضرر الفساد في أمثلة (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) (ح 39)

التخريب انواع كثيرة منها معظم مدن العراق توسعت أربع مرات حجمها قبل نصف قرن يعني تضاعف حجم المياه الثقيلة 4 مرات لنرى كم مرة اصبحت تراكيزها الأن في الانهار 4 مرات؟ الجواب كلا حسب معادلات البيئة وانما 16 مرة لان الانهار تقلص جريانها 4 مرات نتيجة بناء السدود والجفاف فيصبح التلوث 4 ضرب 4 = 16 كل ذلك يدخل في معدة الانسان وتكثر الامراض ومنها الخطرة المعروفة كون المياه الثقيلة تصرف في الانهار بدون معالجة. وهنالك اسباب منها الفساد والرشوة بان تصرف الاموال لامور اخرى مثل الاظهار الشكلي بناء مول وليس المخفي الاكثر أهمية مثل تلوث الانهار فكل محافظة ترجع السبب الى محافظة أخرى.

عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن الفساد "لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ‌" (الأنبياء 22) قد تقدم في تفسير سورة هود وتكررت الإشارة إليه بعده أن النزاع بين الوثنيين والموحدين ليس في وحدة الإله وكثرته بمعنى الواجب الوجود الموجود لذاته الموجد لغيره فهذا مما لا نزاع في أنه واحد لا شريك له، وإنما النزاع في الإله بمعنى الرب المعبود والوثنيون على أن تدبير العالم على طبقات أجزائه مفوضة إلى موجودات شريفة مقربين عند الله ينبغي أن يعبدوا حتى يشفعوا لعبادهم عند الله ويقربوهم إليه زلفى كرب السماء ورب الأرض ورب الإنسان وهكذا وهم آلهة من دونهم والله سبحانه إله الآلهة وخالق الكل كما يحكيه عنهم قوله: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّه" (الزخرف 87) وقوله: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ:" (الزخرف 9). والآية الكريمة إنما تنفي الآلهة من دون الله في السماء والأرض بهذا المعنى لا بمعنى الصانع الموجد الذي لا قائل بتعدده، والمراد بكون الإله في السماء والأرض تعلق ألوهيته بالسماء والأرض لا سكناه فيهما فهو كقوله تعالى:" وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ" (الزخرف 84). وتقرير حجة الآية أنه لو فرض للعالم آلهة فوق الواحد لكانوا مختلفين ذاتا متباينين حقيقة وتباين حقائقهم يقضي بتباين تدبيرهم فيتفاسد التدبيرات وتفسد السماء والأرض لكن النظام الجاري نظام واحد متلائم الأجزاء في غاياتها فليس للعالم آلهة فوق الواحد وهو المطلوب. فإن قلت: يكفي في تحقق الفساد ما نشاهده من تزاحم الأسباب والعلل وتزاحمها في تأثيرها في المواد هو التفاسد. قلت: تفاسد العلتين تحت تدبيرين غير تفاسدهما تحت تدبير واحد، ليحدد بعض إثر بعض وينتج الحاصل من ذلك وما يوجد من تزاحم العلل في النظام من هذا القبيل فإن العلل والأسباب الراسمة لهذا النظام العام على اختلافها وتمانعها وتزاحمها لا يبطل بعضها فعالية بعض بمعنى أن ينتقض بعض القوانين الكلية الحاكمة في النظام ببعض فيختلف عن مورده مع اجتماع الشرائط وارتفاع الموانع فهذا هو المراد من إفساد مدبر عمل مدبر آخر بل السببان المختلفان المتنازعان حالهما في تنازعهما حال كفتي الميزان المتنازعتين بالارتفاع والانخفاض فإنهما في عين اختلافهما متحدان في تحصيل ما يريده صاحب الميزان ويخدمانه في سبيل غرضه وهو تعديل الوزن بواسطة اللسان.

ويستطرد العلامة السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان للآية الأنبياء 22 قائلا: فإن قلت: آثار العلم والشعور مشهودة في النظام الجاري في الكون فالرب المدبر له يدبره عن علم وإذا كان كذلك فلم لا يجوز أن يفرض هناك آلهة فوق الواحد يدبرون أمر الكون تدبيرا تعقليا وقد توافقوا على أن لا يختلفوا ولا يتمانعوا في تدبيرهم حفظا للمصلحة. قلت: هذا غير معقول، فإن معنى التدبير التعقلي عندنا هوأن نطبق أفعالنا الصادرة منا على ما تقتضيه القوانين العقلية الحافظة لتلائم أجزاء الفعل وانسياقه إلى غايته، وهذه القوانين العقلية مأخوذة من الحقائق الخارجية والنظام الجاري فيها الحاكم عليها فأفعالنا التعقلية تابعة للقوانين العقلية وهي تابعة للنظام الخارجي لكن الرب المدبر للكون فعله نفس النظام الخارجي المتبوع للقوانين العقلية، فمن المحال أن يكون فعله تابعا للقوانين العقلية وهو متبوع، فافهم ذلك. فهذا تقرير حجة الآية وهي حجة برهانية مؤلفة من مقدمات يقينية تدل على أن التدبير العام الجاري بما يشتمل عليه ويتألف منه من التدابير الخاصة صادر عن مبدإ واحد غير مختلف، لكن المفسرين قرروها حجة على نفي تعدد الصانع واختلفوا في تقريرها وربما أضاف بعضهم إليها من المقدمات ما هو خارج عن منطوق الآية وخاضوا فيها حتى قال القائل منهم إنها حجة إقناعية غير برهانية أوردت إقناعا للعامة. قوله تعالى: "فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" تنزيه له تعالى عن وصفهم وهو أن معه آلهة هم ينشرون أو أن هناك آلهة من دونه يملكون التدبير في ملكه فالعرش كناية عن الملك، وقوله: "عما يصفون""ما" فيه مصدرية والمعنى: عن وصفهم. وللكلام تتمة ستوافيك.

جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى عن الفساد "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا" (الأنبياء 22) لو كان في السموات والأرض آلهة غير الله سبحانه وتعالى تدبر شؤونهما، لاختلَّ نظامهما، فتنزَّه الله رب العرش، وتقدَّس عَمَّا يصفه الجاحدون الكافرون، من الكذب والافتراء وكل نقص.

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: و قد استعمل (الفساد في الأرض) تعبيرا عن السرقة كما في قصّة يوسف عليه السّلام‌"تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَ ما كُنَّا سارِقِينَ‌" (يوسف 73) و مرّة اخرى كناية عن قلّة البيع، كما في قصّة شعيب حيث نقرا قوله تعالى: "وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ‌" (هود 85) و أخيرا استخدم القرآن الكريم الفساد في التعبير عن اضطراب النظام الكوني‌"لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا" (الانبياء 22) نستفيد من مجموع هذه الآيات انّ الفساد بشكل عام او الفساد في الأرض، له معنى واسع جدّا، بحيث يشمل اكبر الجرائم مثل جرائم فرعون و سائر الطواغيت، كما يشمل الأعمال الأقل اجراما منها مثل بخس الناس أشياءهم، و يشمل كذلك اي خروج عن حالة الاعتدال كما أشرنا اليه سابقا. و بالنظر الى انّ العقوبة يجب ان تكون مطابقة للجريمة يتّضح لنا انّ كلّ مجموعة من هؤلاء المفسدين لها عقوبة معيّنة و جزاء خاص.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=201936
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20