قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب:23]
*أولاً✍🏻: مما ورد من أسباب النزول للآية المباركة.
1- روي عن الإمام علي (عليه السلام): ((هذهِ الآيةُ نزلَتْ فِيَّ، وفي عمِّي حمزة، وفي ﭐبن عمِّي الحارث بن عبد المطلب. فأمَّا عمِّي حمزة فقضى نحبه شهيدًا يوم بدر. وأمَّا عمِّي حمزة فإنه قضى شهيدًا يوم أحد. وأمَّا أنا فأنتظرُ أشقاها ليخضِّبَ هذهِ من هذهِ، وأومأ بيده إلى لحيته ورأسه، عَهْدٌ عهده إليَّ حبيبي أبو القاسم)).
2- روي عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام): ((﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ يعني: عليًّا وحمزة وجعفر. ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ﴾ يعني: حمزة وجعفر. ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ﴾ يعني: عليًّا، كان ينتظر أجله والوفاء لله بالعهد والشهادة في سبيل الله، فواللـهِ لقد رُزِقَ الشهادة)).
*ثانيًا✍🏻: وقت نزول الآية المباركة.
نزلت في يوم أحد (غزوة أحد) في السنة 3ﻫ، وكانت من أهم أسباب هذه الغزوة:
1- ما أصاب المشركين من ﭐنكسارٍ وقتلٍ لكبارهم في معركة بدر.
2- سيطرة المسلمين على طرق التجارة من مكة إلى الشام والعراق وغيرهما.
*ثالثًا✍🏻: من مواقف غزوة أحد.
- كان النصر أول الأمر للمسلمين تمامًا عند التزامهم بتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
- ولكن بعد مخالفة الجيش لأوامر النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزولهم عن الجبل لأجل الغنائم ﭐلتفَّ حولهم أحد قادة المشركين خالد بن الوليد، ووقع بهم قتلًا كبيرًا.
- كان عدد الشهداء سبعين رجلًا، أربعة من المهاجرين، والباقي من الأنصار.
- لقد أصاب النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) جراح كثيرة، وكان يلازمه الإمام علي (عليه السلام) يدافع عنه.
- شهادة عم النبي الحمزة بن عبد المطلب (عليه السلام)، الذي كان يراقبه (وحشي بن حرب) من خلف شجرة أو حجر، وما قامت بعد شهاته هند زوجة أبي سفيان بالتمثيل به، حيث قطعت ..
*رابعًا✍🏻: نسب الحمزة (عليه السلام) وسيرته.
- أبوه: عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
- أمه: هالة بنت وهيب بن عبد مناف.
- أولاده: 1- يَعْلَى. 2- عامر. عمارة. ولم يعقبوا. وبنات أخريات.
- لقبه: أسد الله وأسد رسوله.
- كنيته: أبو يَعْلَى، وأبو عمارة.
- إسلامه: أسلم في السنة 2 للبعثة، وقيل 6 للبعثة وقال فيه عم النبي وأخوه أبو طالب (عليه السلام):
فَصَبْرًا أَبَا يَعْلَى عَلَى دِيْنِ أَحْمَدٍ
وَكُنْ مُظْهِرًا لِلدِّيْنِ وُفِّقْتَ صَابرًا
وَحُطْ مَنْ أَتَى بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ
بِصِدْقٍ وَعَزْمٍ لَا يَكُنْ حَمْزُ كَافِرَا
فَقَدْ سَرَّنِيْ إِذْ قُلْتَ إِنَّكَ مُؤْمِنٌ
فَكُنْ لِرَسُوْلِ اللهِ فِيْ اللهِ نَاصِرَا
وَبَادِ قُرَيْشًا بِالَّذِيْ قَدْ أَتَيْتَُه
جِهَارًا وَقُلْ: مَا كَانَ أَحْمَدُ سَاحِرَا
- شهادته: 15 شوال 3ﻫ على رواية، وصلى النبي على حمزة أولًا، ثم جعله مع كل شهيد ويصلي عليهم.
*خامسًا✍🏻: فضل زيارته ومقامه.
- روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((مَنْ زارَنِي ولم يَزُرْ قبرَ عمَّي الحمزةَ فقد جفاني)).
- روي عن الإمام السجاد (عليه السلام): ((ما من يوم أشد على رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من يوم أحد قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله. وبعده يوم مؤتة قتل في ابن عمه جعفر بن أبي طالب. ولا يوم كيوم الحسين (عليه السلام) إذ ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل ..)).
- روي كانت النساء في المدينة تبكي شهداءها. فقال النبي: لكن حمزة لا بواكي عليه. فلمَّا سمـع سعـد بن معاذ أتى بالنساء إلى باب رسول الله فبكين على حمزة، فدعا لهنَّ النبي وردَّهنَّ. فصارت النساء لا تبكي على مَيِّتها إلا بكت أولًا الحمزة.
إعداد
خادم الثقلين عماد الكاظمي
15 شوال 1446ﻫ
مواساة لرسول الله في عمه وحزنه وبكائه عليه
|