رجح مراقبون عراقيون أن تسهم زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في فتح مسار جديد للعلاقة بين بغداد ودمشق، بعد أسابيع من حال التردد التي طبعت العلاقة بين البلدين عقب إطاحة نظام بشار الأسد وصعود إدارة جديدة يترأسها أحمد الشرع.
بين سوريا والعراق طرق سالكة جغرافياً ممتدة على مدى ما يقارب 600 كيلومتر، ووشائج تاريخية طويلة من الأحداث التي شغلت عالمنا العربي أكثر من 1500 عام، والتي لا يمكن أن تطوى برغبة زعيم سياسي أو حتى نظام أراد أن يقطع الوشائج بين البلدين الجارين اللذين تربطهما مصالح مشتركة، لا غنى للبلدين عنها، بدءاً من نهر الفرات الذي ينبع في سوريا ويصب في العراق قاطعاً 2800 كيلومتر حتى يلتقي توأمه دجلة عند القرنة العراقية (تتبع محافظة البصرة)، ليكون شط العرب الذي يسقي أراضي أغنى منطقة في العالم وهي البصرة، إلى مصالح مصيرية يمثلها النسيج الاجتماعي والثقافي الطويل الذي لا يخلو من شعور بالمنافسة بين أخوين احترفا الصراع من الأزل، لكن ضلا السبيل للتوحد أو الاتفاق على قاعدة مصالح لا تعد أو تحصى، تأتي بالنفع للشعب المنقسم قسراً تحت مطرقة السياسة والمصالح الضيقة والسلطة الغاشمة والأيديولوجيا التي بدأت منذ القرن الأول الهجري، حين لم تحصل مبايعة الأمويين للعلويين، وخلفت تاريخاً من الدم والثارات التي يؤججها الولاة والغلاة، وأذكتها هيمنة الآخر، العثماني حيناً والأوروبي أحياناً والإقليمي حتماً، لكن ظلت أعواد الثقاب ما إن تشتعل حتى يتسارع الحريق بين البلدين اللذين يفضل ساستهما تسميتهما "القطرين".

|