من الجميل أن تحاور شخصية إسلامية تمتلك طبيعة إنسانية محبوبة غير متكلف، له الصحبة مع أمير المؤمنين عليه السلام، وله مواقف إسلامية مشرفة حتى أنفاسه الأخيرة.
من منا لا يتمنى أن يحاور مثل هذه الشخصيات
الاسم: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص القريشي الزهري، لقب بالمرقال، لماذا المرقال؟
فأجاب منحني إياه الإمام علي عليه السلام لآني كنت أنقل بالراية أي أسير بها مسرعا، فكان يلقبني بالمرقال، وصفني المؤرخون جزاهم الله خيرا بالشجاعة والفضل والسخاء، أنا اسلمت يوم فتح مكة وأبي هو عتبة بن مالك بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص، كان أبي من الد أعداء النبي صلى الله عليه وآله، وقيل هو الذي كسر واحدا من أسنان النبي صلى الله عليه وآله في معركة أحد وتوفى كافرا قبل فتح مكة، وكان لي أخ يدعى باسم أيضا اسلم معي في نفس اليوم، ولي أولاد هم عتبة بن هاشم شارك في معركة صفين مع الإمام علي عليه السلام وابن آخر اسمه عبد الله، قبض عليه زياد بن أبيه وبعثه إلى الشام عند معاوية وهناك دار حديث ومشاجرات بينه وبين عمر بن العاص.
كنت أحاول أن أرفع قامتي عساني أصل إليه لا حدثه أن أسأله عن دوره في الفتوحات؟
فقال أنا شاركت في معركة اليرموك، وفي معركة اليرموك فقدت إحدى عيني، وشاركت في القادسية، والتحقت بجيش سعد بن أبي وقاص، هو عينني قائدا على ميسرة الجيش، افتتحت بعض مدن العراق، سجل أولا.. أهم ما في تاريخي إنني لعبت دورا فاعلا في مبايعة أهل الكوفة للإمام علي عليه السلام، فقد كان أبو موسى الأشعري لا يريد مبايعة الإمام عليه السلام، وهنا أصبح الموقف مباشرا مع أبي موسى الاشعري، قلت له رفعت يديي هذه لعلي وهذه لي وقد بايعت عليا وانشدت أمامه
أبايع غير مكترث عليا * ولا أخشى أميرا أشعريا
أبايعه وأعلم أن سأرضي * بذاك الله حقا والنبيا
وهذه المبادرة جعلته يعيد حساباته ويبايع عليا بن أبي طالب عليه السلام، قبل أن تساليني لي شرف كبير أن شاركت في معركة الجمل، بعثني الإمام علي عليه السلام برسالة إلى أبي موسى الأشعري والي الكوفة يطالبه بحث الكوفيين لمقارعة أصحاب الجمل، وعندما وجدت أبا موسى يتحشى من تحريض الناس للقتال، رجعت إلى الإمام فأرسل الإمام عبد الله بن عباس ومحمد بن أبي بكر الى الكوفة لعزل أبي موسى الأشعري من الأمارة، وكان لي الشرف أن يكون لي دورا فاعلا في معركة صفين، التي استشهدت فيها عندما استشار الإمام علي أصحابه في مقاتلة معاوية قلت ن دافع الأمويين للقتال هو طلب الدنيا، وأنّ قتل عثمان ليس إلا ذريعة؛ ليخدعوا بها الناس، فدفع إلي الإمام الراية العظمى وجعلني مع قيس بن سعد بن عبادة على رجالة أهل البصرة ما أجملها من أيام كنت أنشد أثناء المعركة
أعور يبغي أهله محلا قد عالج الحياة حتى ملا
استشهدت في معركة صفين على يد الحارث بن منذر التنوخي فدفع الإمام الراية بعدي لولدي عتبة بن هاشم الحمد لله، فقط قطعت رجلي قبل مقتلي فجعلت أقاتل من دنى مني، عندما بلغ الإمام علي مقتل محمد بن أبي بكر عامل الإمام في مصر قال ولقد أردت تولية مصر هاشم بن عتبة ولو وليته إياها ما خلا لهم العرصة. وانشد أبو الطفيل
يا هاشم الخير جزيت الجنة قاتلت في الله عدو السنة
قلت أسأله هناك مصادر تاريخية تقول إن هاشم المرقال استشهد في معركة صفين، هذا الأمر محسوم لكن ورد في بعض المصادر المتأخرة أن هاشم بن عتبة المرقال كان ضمن من حضر واقعة الطف واستشهد يوم عاشوراء مع الحسين عليه السلام فأجابني
وهو يبتسم ربما كنت أنا
|