• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي) 70 .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي) 70

 يهتم علم النفس بدراسة مختلف الظواهر النفسية الصادرة عن الإنسان، مثل الذاكرة والعواطف والرغبات والميول، وأحوال باطنية وذاتية لا يمكن إدراكها إلا بواسطة الشعور، والشعور بمعناه النفسي ومعرفة النفس لأحوالها.

تحرك خطاب سماحة السيد احمد الصافي في قضية الشعور، إذا يشعر الإنسان بالتقصير هذا الشعور يحث النفس على تدارك النقص، ينظر معظم أهل الفلسفة إلى أن الحياة النفسية قائمة على هذا الشعور، ليعرف ما يحدث في الذات من أحوال وخبرات نفسية، وكل ما يقوم به الإنسان من أفعال والسلوكيات.
والتعويض في مفهوم الإمام السجاد "عليه السلام" يحتاج إلى المغفرة إلى العفو، حاجتنا إلى التجاوز وحاجتنا إلى فضل الله "تبارك وتعالى"، فالعبد بحسب موازين العدالة ليس له أي حق ولا يملك حجة على الله تعالى، وهذه إمكانية من إمكانيات وجود الوعي الذي وهبه الله سبحانه للإنسان، هذا الوعي الذي ركز عليه الإمام السجاد "سلام الله عليه" في مناجاته (اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعدلك) لأن العدل شديد وحسابه كبير، ثم يتحول في مناجاته، (ومالي بعد أن حكمت على نفسى إلا فضلك) وجود الإنسان يعتمد على هذا اليقين، والشعور يعرفنا بأن الفكر أهم مظهر من مظاهر الفكر الإنساني، إذا كنا نحتاج إلى القوة وتلك حقيقة فهل العفو سهل المنال في أي وقت نحتاج نجده؟ وفي أي حال هو موجود؟ أم العفو يحتاج إلى مبررات؟ والدعاء والتذلل إلى الله تعالى من ضمن هذه المبررات.
الشعور يحتكم السلوك الإنساني، والوعي يدرك أن الإنسان لا يملك ما يوجب المغفرة، لا أحد يفرض على الله شيئا، والله سبحانه وتعالى يجري الأمور بحساباتها هناك مجموعة من المفاهيم التي تحدد قدرات الإنسان على التفكر، القدرة على العمل والتفكير وتهيئة الأسباب، كل ذلك يكون بفضل الله تعالى، جاء في الحاشية على أصول الكافي للعلوي العاملي، (الله أولى بحسنات العبد منه) أي عمل من الأعمال يشاركه الله، وهذا الأمر يرتبط بمفهوم القيم الإيمانية كيف يستحق العفو الإلهي؟
لابد من قدرة أخرى وفرها الله سبحانه للإنسان ليوجه حياته التوجيه الصحيح، وجود طلب للعفو، والرغبة في تحقيق الدعاء، نحتاج إلى التعرف على مستوى التفكير لنصل إلى الحكمة، التي تجعلنا نفهم أن الاستدراج في مسألة طلب الحاجة مع الله سبحانه وتعالى.
نريد أن نقرا قول الإمام زين العابدين عليه السلام (ومالي بعد أن حكمت على نفسي إلا فضلك) كيف يحصل هذا الفضل؟
أول مقامات طلب العفو والاعتراف بأنه محتاج إلى العفو، العفو بيد الله سبحانه والعبد لا يستحقه في أي شكل من الأشكال، لأن الإنسان لا يملك شيئا، وهذا الأمر يحتاج إلى وعي ليعرف الإنسان بأنه لا يملك شيئا، الذي يملكه فضل الله فقط، حتى الشعور بالحاجة هو وعي وهذا الوعي هو فضل من الله، وإلا في بعض حالات الجهل يدخل الإنسان على خالقه سبحانه وتعالى، الحكمة نصل إلى نتائج مهمة في المقدمات
أولا... أن نبتدأ الدعاء بالصلاة على محمد وآل محمد.
ثانيا... ذكر الحاجة إلى الله سبحانه، مع الرغبة الشديدة لما يريد العبد من ربه سبحانه.
ثالثا... لا بد من الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى سريع الإجابة، وندعو الله تعالى على كل شيء، ومع كل شيء، وهذه من أساسيات التعبد، الثقة أن الله سبحانه والإيمان بالله بأنه سريع الإجابة.
تفكير المنطقي هو القدرة على التحليل، واتخاذ القرارات، وله أثر في الوعي المعرفي المؤمن. الإمام "عليه السلام" يدعو الله (اللهم انطقني بالهدى) وبعد مثل هذا المنطق حيوي فاعل، نوع من العمليات الذهنية وفكرية، مخزون معرفي وإيماني راسخ.
يكون المنطق له معنى، مثل ما هناك فكر مؤمن، هناك فكر شيطاني، لهذا فسر الإمام عليه السلام، الهدى بالحجة المعتدلة.
 ويعرفنا سماحة السيد "أحمد الصافي" بأن الهدى من مواطن الخير، والهدى مقابل الضلالة، دائرة الهدى تبعد الإنسان عن الغيرة والنميمة، ومواطن خلل التعامل الإنساني، أغلب الخلل لا يحتاج إلى تأكيدات.
ووجه سماحته سؤالا استدلاليا:
ـ أين تقع المشكلة؟
الجواب في الغفلة وعدم إيجاد الواعظ النفسي، والمشكلة في عدم الاعتذار والتسويف، وحين يكون التفكير بهذه الدقة يعني امتلاك الإنسان لمحصنات الإيمان للتفكير الإيجابي، وفي موضوع مسؤولية الكلمة وجه سماحه السيد "أحمد الصافي" عده تنبيهات مهمة تقرب لنا مفهوم المنطق الحيوي والهداية
أولا... الإنسان محاسب على النطق فمن أصغى إلى مخلوق فقد عبده، فإن كان المخلوق ينطق عن الله تعالى فقد عبد الله تعالى، ومن ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان.
ثانيا... الإنسان لا بد أن يتكلم، فهو لم يبعث حتى يصمت، وإنما بعث ليتكلم (تكلم خيرا أو تصمت) والصمت في مواطن الكلام فيه إشكال شرعي، والكلام في موطن الصمت فيه إشكال شرعي، فالله تعالى بعث الأنبياء لينطقوا بالحق
ثالثا... عندما يتحدث الإنسان لا بد أن يكون الحديث في الهدى بالمعنى العام، ومراقبة النفس حتى في هذا الموطن الصغيرة مطلوبة، والمراقبة تنتج قرارات يتخذها الإنسان في حياته فيتوجه الخطاب إلى حالة مهمة من حالات الإنسان ألا وهي الاطمئنان والاستقرار النفسي، والإمام عليه السلام يدعو الله سبحانه وتعالى (والهمني التقوى) وركز القران الكريم على مادة التقوى وروايات الأئمة "عليهم السلام" والإلهام موطن تنبيه لتدارك الغفلة، نحن اليوم أحوج ما نكون إلى لحظات فيها اختبار وعبر وموعظة، فإذا انتقلنا من الدنيا ليس هناك رجعة موقف، رهيب لا أمل بالعودة ولا ينفعنا إلا عفو الله وكرمه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=200944
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15