المقدمة
إذا راجعنا الادعية الرمضانية نجد أن أهل البيت ^ جهدوا في تركيز العديد من الأدعية الرمضانية على طلب التوفيق لأداء فريضة الحج، كما في الدعاء المعروف: ((اللهم ارزقني حجّ بيتك الحرام في عامّي هذا وفي كلّ عام)) (1).
وذلك لأننا عندما نتحدث عن علاقة الحج وشهر رمضان في أدعية أهل البيت، ندخل في عالم من الروحانية والتأمل، حيث تتجلى عظمة الإسلام في تلك اللحظات المقدسة. فالحج هو ركن من أركان الإسلام، وشهر رمضان هو شهر الصيام والقرآن، وكلاهما يحملان بالنسبة لأهل البيت ^ أهمية خاصة.
علاقة الحج وشهر رمضان في أدعية أهل البيت^
يعتبر الحج من أهم الشعائر الإسلامية التي ينبغي على كل مسلم أداؤها مرة واحدة في العمر، إذ يعتبر ركنًا من أركان الإسلام الخمسة. ولأهل البيت، يمثل الحج فرصة للتوبة والغفران، والامتنان لنعمة الله التي لا تُحصى. ومن أدعية أهل البيت ^ في الحج.
فقد ورد في الدعاء الشريف (اللهم ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام في يسر منك وعافية وسعة رزق) (2)، وهذ الحديث هذا الدعاء الشريف الوارد عن الإمامين الصادق والكاظم صلوات الله وسلامه عليهما والذي وكذا الدعاء (اللهم إني أسألك فيما تقضي وتقدر من الامر المحتوم في ليلة القدر، من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل، ان تكتبني من حجاج بيتك الحرام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم) (3)، ورد التأكيد على استحباب قراءتهما في كل فريضة بعد كل فريضة من فرائض شهر رمضان طرحنا تساؤلا يتعلق بهذا الحديث وأجبنا عنه التساؤل الآخر الذي يطرح نفسه من خلال هذا الدعاء هو أننا عندما ندقق في الأدعية الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان المبارك نجد أن أغلب الأدعية اليومية وغير اليومية تركز على طلب التوفيق لفريضة الحج هذه ظاهرة يلمسها كل من يقرأ أدعية شهر رمضان يجد بأن أدعية أهل البيت تركز تركيزا بالغا على طلب التوفيق لفريضة الحج هنا يطرح التساؤل نفسه ما هو وجه تركيز أدعية شهر رمضان على فريضة الحج دون غيرها من الفرائض ما هو وجه الارتباط والعلاقة بين فريضة الصيام وبين فريضة الحج الجواب عن هذا التساؤل هناك علاقتان بين فريضة الحج وبين فريضة الصيام العلاقة الأولى العلاقة التكوينية ومرادنا من العلاقة التكوينية أن العلاقة بين فريضة الصيام وفريضة الحج أشبه بعلاقة العل والمعلول وعلاقة المؤثر والأثر وعلاقة السبب والمسبب كيف هنا مقدمات ثلاث لا بد من الالتفات إليها:
المقدمة الأولى: إن شهر رمضان المبارك هو الوعاء الزماني لليلة القدر المباركة ليلة القدر نجزم بأنها تقع في شهر رمضان هذا من خلال ضم آيات القرآن إلى بعضها البعض نحن نقرأ في آية قرآنية مباركة (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)(4)، هذه آية، وآية أخرى نقرأها (إنا أنزلناه في ليلة القدر)(5)، إذن الآية الأولى تقول بأن شهر رمضان هو وعاء نزول القرآن والآية الثانية تقول بأن وعاء نزول القرآن ليلة القدر إذن ليلة القدر لا بد أن تكون من ليالي شهر رمضان نزول القرآن في ليلة القدر ووعاء ليلة القدر هو شهر رمضان هذه نتيجة نخرج بها إذا ضممنا الآيات القرآنية إلى بعضها البعض هذه مقدمة.
المقدمة الثانية: متى تقع ليلة القدر في شهر رمضان أي ليلة من ليالي شهر رمضان تقع ليلة القدر هناك خلاف بين الفقهاء سيد علماء العالم السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه يذهب الى أن ليلة القدر تقع في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان وهذا هو المعروف عندنا(6)، وأما رأي المرجع الأعلى للشيعة السيد السيستاني دام ظله يرى ويميل إلى أن ليلة القدر تقع في احدى الليلتين الليلة الواحدة والعشرين أو الليلة الثالثة عشر من شهر رمضان(7)، وهذا رأي من لو تسأل من السيد الخوئي قدس الله عندما تقول بأن ليلة القدر في الليلة الثالثة والعشرين هذا على نحو القطع واليقين لأجاب بالقول لا هذا اقوى الاحتمالات يحتمل ان تكون ليلة القدر في الليلة الواحدة والعشرين يحتمل ان تكون ليلة القدر في الليلة التاسعة عشر يحتمل ان تكون في غير ذلك، فأقوى الاحتمالات انها في الليلة الثالثة والعشرين، ايضا لما نتوجه السؤال للسيد السيستاني دام ظله انت لماذا تميل الى ان ليلة القدر هي ليلة واحدة وعشرين فهل تقطع بذلك وتتيقن بذلك فنجده أنه يقول لك لا هذا اقوى الاحتمالات، لماذا لأنه توجد عندنا احتمالات متعددة وانتم عندما ترجعون الى الرسالة الشريفة رسالة ليلة القدر للعلامة الحج الشيخ فرج العمران طيب الله ثراه في بداية الرسالة يذكر الآراء في تعيين ليلة القدر فيذكر اراء متعددة من الآراء المعروفة والتي يقول بها بعض العلماء ان ليلة القدر محتملة في كل ليلة من ليالي شهر رمضان يعني ابتداء من اول ليلة الى اخر ليلة، فليلة القدر من محتمل ان تكون في اول ليلة ويمكن ان تكون في الليلة الواحد والعشرين ويمكن ان تكون في اخر الشهر، لكن اقوى الاحتمالات انها اما في الواحد والعشرين او في الثالث والعشرين اذاً ليلة القدر ليلة غير معينة على سبيل القطع واليقين بل هي احتمالات تتفاوت قوة وضعفا.
المقدمة الثالثة: لماذا سميت ليلة القدر بليلة القدر لأنها ليلة التقدير فيها تقدر الامور، فقد ورد عن الامام الصادق × عندما سئل عن قوله تعالى: (إِنَّآ أَنزَلنَٰهُ فِي لَيلَةࣲ مُّبَٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكِيمٍ (4)) (8)، فهي ليلة التي تحدد فيها وتقدر فيها الامور وواحد من جملة هذه الامور التي تقدر في ليلة القدر هو أن يقدر للحج الى بيت الله سبحانه وتعالى فالإمام الصادق × لما يسأل عن الآية يقول هي ليلة القدر فيها يقضى كل امر من السنة من حج او عمرة الحجاج في ليلة القدر يقدرون والزوار في ليلة القدر يقدرون والمعتمرون في ليلة القدر يقدرون وتوزع صكاك الحج على الحجاج في ليلة القدر كل واحد من الحجاج عنده صك يوزع عليه من قبل الله وتوزيع الصكوك في ليلة القدر، اذاً ليلة القدر ليلة التقدير، ويقدر فيها الحجاج في تلك الليلة هذه مقدمات ثلاث. (واحد ليلة القدر في شهر رمضان، الثانية ليلة القدر على سبيل الجزم والقضع واليقين لا يعلم بانها في اي ليلة بالليالي شهر رمضان، الثالثة ليلة القدر يقدر فيها للحجاج حجهم).
تأثير علاقة الحج وشهر رمضان على أدعية أهل البيت^:
تأتي علاقة الحج وشهر رمضان في أدعية أهل البيت لتعزز من حالة الروحانية والتقوى لدى المسلمين. فالحج يمثل الفرصة للتوبة والاستغفار والتقرب إلى الله، بينما يعتبر شهر رمضان فترة من الصوم والقيام والدعاء. وعندما يجتمع هذان العاملان، يتضاعف تأثيرهما على أدعية أهل البيت، حيث يزيدون من إيمانهم وتقواهم وتواصلهم مع الله.
من هنا نفهم لماذا جاءت ادعية شهر رمضان تركز على طلب التوفيق لفريضة الحج في كل يوم وليلة من شهر رمضان لان التقدير يكون في ليالي شهر رمضان فيطلب من الانسان الداعي ان يدعو مكررا حتى يقدر في ليلة القدر من حجاج بيته اذا فريضة الحج مسبب عن التقدير بالدعاء في ليالي شهر رمضان عندما الانسان في ليلة القدر يكتب حاجا ويستجاب دعاءه حينئذ يوفق لحج بيت الله.
العلاقة الأولى: العلاقة بين فريضة الصيام وبين فريضة الحج هي اشبه بعلاقة السبب والمسبب وبعلاقة الأثر والمؤثر وبعلاقة العلة والمعلول، فدعاؤك في شهر رمضان يوفقك لحج بيت الله سبحانه وتعالى في شهر الحج؛ اذاً العلاقة بينهما علاقة تكوينية.
العلاقة الثانية: بين فريضة الصيام وبين فريضة الحج علاقة تكاملية كيف يعني علاقة تكاملية إن العبادات التي نحن نتعبد الله سبحانه وتعالى من صلاة من صيام من خمس من زكاة من حج كل هذه العبادات تشكل حلق مترابطة ومنظومة متكاملة بينها ترابط وانسجام وتلاحم انما قد لا يدرك الانسان حقيقة بين فريضة الصيام وفريضة الحج يوجد علاقة تكاملية.
علماء الاخلاق وعلماء العرفان يقولون ان النفس البشرية من اجل ان تتكامل لابد ان تمر بمراحل ثلاث هذه نفس الانسان لا تتكامل الا إذا طويت ثلاث مراحل:
المرحلة الاولى: مرحلة التخلي
المرحلة الثانية: مرحلة التحلي.
المرحلة الثالثة: مرحلة التجلي.
ومرحلة التخلي والتحلي مرحلتان مرتبطتان بفعل الانسان نفسه ومرحلة التجلي مرحلة مرتبطة بفعل الله سبحانه وتعالى.
يعني أن مرحلة تخلي وتجلي اولا مرحلة التخلي هي عبارة عن مرحلة تخلية النفس من الرذائل. هذه النفس البشرية كيف تتكامل؟ كيف نكون النفس طاهرة مهذبة كما هي نفوس اولياء اولياء الله وعباد الله الصالحين.
النفس تتكامل كما وصفها الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (۹) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) )(9)، لما للقرآن يقول: تزكية النفس تهذيبها ترقيتها تكاملها:
اولا بتخليتها من الرذائل: كل نفس بشرية ما عدا النفوس الطاهرة ملوث ببعض الرذائل. واحد نفسه ملوث برذيلة الحسد، اخر نفسه ملوث برذيلة الغرور، ثالث نفسه ملوث برذيلة الكبر. رابع نفسه، ملوث برذيلة الحقد.
وهكذا النفوس البشرية ملوث برذائل اخلاقية. وهناك بعض النفوس البشرية تجتمع فيها رذائل اخلاقية متعددة. تعيش عدة رذائل اخلاقية في واقعها.
النفس إذا لم يهذبها الانسان من رذائل الاخلاق ويطهرها من الحسد ومن الغرور ومن الكبر ومن الرياء وما شاكل ذلك من الاخلاق السيئة يستحيل ان ترتقي نفس الانسان وتتكامل، ولذلك هذه تعتبر أصعب المراحل التي يحتاجها الانسان في مقام تهذيب النفس تخليتها من رذائلها هذه مرحلة اولى وهي مرحلة شديدة وخطيرة ولكن الانسان بإمكانه ان يطويها إذا سعى وبذل جهده.
مرحلة اخرى وهي مرحلة التحليل. إن النفس قبل ان نقوم بتخليتها من الرذائل كانت مملوء بالرذائل. فاذا كانت مملوء بالرذائل لا يمكن تحليتها بالفضائل، (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)(10).
فالنفس إذا كانت مملوءة بالرذائل لا يمكن تحليتها من فضائل إلا أن يعمل الانسان على تخليتها من الرذائل وعندها نكون جاهزة الى التحلية.
فبتخليتها من رذيلة الكبر يحليها حينئذ بفضيلة التواضع. وبتخليتها من رذيلة الحسد بعد ذلك يستطيع تحليتها بفضيلة محبة الاخرين. وهكذا مرحلة التحلي تأتي بعد مرحلة التخلي.
وهتان المرحلتان كما ذكرنا مرتبطتان بفعل الانسان نفسه.
وبعد ان يمر الانسان بهاتين المرحلتين تأتي
المرحلة الثالثة وهي مرحلة التجلي.
مرحلة التجلي ماذا تعني؟ تعني ان الله سبحانه وتعالى يتجلى لعبده بفيوضاته ونعمه فيفض على الانسان ما شاء بمقدار استعداد الانسان وبمقدار اهليته. فالقرآن يتحدث عن هذا: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)(11).
جاهدوا فينا بان طهروا أنفسهم. وهذبوا أنفسهم. جاهدوا أنفسهم.
جاهدوا فينا بالتخلي والتحلي. هؤلاء المجاهدون ما هو جزاءهم، (لنهدينهم سبولنا). يتجلى الله لعباده فيفض عليهم بنعمه وتوفيقاته وعطاياه ومواهبه الى ما يشاء سبحانه وتعالى.
إذاً هذه مرحلة التجلي مرحلة اتصال العبد بالله ومرحلة افاضة الله على عبده ما شاء من العطايا والمواهب.
إذاً عندنا ثلاث مراحل لتكامل النفس. إذا عرفنا هذه المراحل الثلاث نأتي الى العلاقة بين فريضة الصيام وبين فريضة الحج.
لماذا ادعية شهر رمضان تركز على طلب فريضة الحج؟ لان العلاقة بين الفريضتين علاقة تكامل.
كيف تكون علاقتهما علاقة تكامل؟
فريضة الصيام ما هو أثرها؟ فريضة الصيام تنمي ملكتا التخلي عن الرذائل.
شهر الصيام ما هو، لو ذهبنا الى كلمات الفقهاء لوجدناهم يقولون الصيام كف النفس عن المفطرات المعروفة.
او بعض الفقهاء يعرف الصيام الامساك عن بعض المفطرات المعروفة. الصيام امساك. الصيام كف للنفس.
هذا الكف عملية تخليه. الانسان من خلال الصيام يربي نفسه على التخلي عن الرذائل.
والتخلي عن المعاصي. والتخلي عما تهواه النفس. لذلك شهر الصيام شهر التوبة شهر الانابة الى الله شهر طلب المغفرة من الله شهر الرجوع الى الله شهر العودة الى الله في شهر الصيام يقوم الانسان بتخلية نفسه بين يدي الله من معاصيه من سيئاته من رذائله فلا يخرج شهر رمضان الا وقد عاش الانسان عملية التخلي عن الرذائل والمعاصي من خلال عملية الصيام لما عاش مرحلة التخلي بعد شهر رمضان تأتي مرحلة التحلي. فالإنسان الذي تاب الى الله في شهر رمضان وتخلى عن رذائله يبدأ بتحلية نفسه بالفضائل حتى إذا ما جاء شهر الحج يصل الانسان الى مرحلة التجلي. في شهر الحج يتجلى الله لعباده.
وعندنا رواية متفق عليها بين الفريقين. ان الله تعالى في يوم عرفه يتجلى لعباده. الله تعالى في يوم عرفه يتجلى للعباد هي المسألة مسألة تكامل بين فريضة الصيام وفريضة الحج.
فريضة الصيام تؤسس مرحلة التخلي ما بعد شهر الصيام يؤسس مرحلة التحلي حتى اذا ما وصل الانسان الى شهر الحج بدأ يعيش مرحلة التجلي يتجلى الله لعباده في يوم عرفه. وكل يتجلى له بحسبه. كل واحد يتجلى له بمقدار استعداده.
وبمقدار ما يحتاج. فتفاض النعم على العباد في يوم عرفه. وهذه التجليات عامة للأشخاص الذين هذبوا نفوسهم.
وتجليات خاصة في شهر الحج. هذه لا تكون لكل أحد. تكون لبعض الاشخاص.
يا ابا عبد الله حل من احرامك. هذا التجلي للحسين فقط. يا ابا عبد الله حل من احرامك فان القوم قد عزموا على قتلك ولو كنت متعلقا بأستار الكعبة.
فوائد علاقة الحج وشهر رمضان في أدعية أهل البيت^:
تعزيز الروحانية والتقوى
زيادة التواصل مع الله والتفرغ للعبادة
تحفيز للتوبة والاستغفار
تعزيز الإيمان والثقة بالله
حضور الإمام الحجَّة في موسم الحج
حضور الإمام الحجَّة (عليه السلام) في موسم الحج
الذي يظهر من مطالعة الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) أنَّ الإمام الحجَّة (عليه السلام) يحضر كلَّ موسم حجٍّ فيؤدِّي مناسك الحج ويرى الناس ويرونه ولكن لا يعرفونه.
فمن ذلك ما رواه الشيخ الصدوق بسنده عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه"(12).
ومنها: ما رواه الشيخ الصدوق بسنده عن محمد بن عثمان العمري قال: "سمعته يقول والله إن صاحب هذا الامر يحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه"(13).
كما اشارت آيات سورة الحج إلى بعض الحِكم التي تتحقق للحاج من حجه، ومن ذلك أن الحاج يشهد منافع له في الحج، يقول تعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)(14)، وأنه من الآثار الإيجابية المترتبة على الحج رؤية الإمام المهدي (عليه السلام) في الحج، فمن تلك المنافع التي يشهدها الحاج هي رؤية الإمام (عليه السلام)، إذ فسرتها الروايات بانها واحدة من مصاديق ذلك، فالحج يُعد فرصة لرؤية الإمام (عليه السلام) لمن لا يعيش معه في نفس المكان، ولذا نجد بعض الروايات فسرت قوله تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) برؤية إمامهم، فعن عبد الله بن سنان عن ذريح المحاربي قال: « قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله تعالى (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم) قال: هو لقاء الإمام (عليه السلام) (15).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس، ص٧٩.
(2) إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس، ص٧٩.
(3) إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس، ص145.
(4) البقرة: 183.
(5) القدر:1.
(6) استفتاء حول ليلة القدر موقع مؤسسة السيد الخوئي/ https://www.al-khoei.us/fatawa1/?id=319
(7) استفتاء حول ليلة القدر موقع المرجع الاعلى السيد السيستاني https://www.sistani.org/arabic/archive/25652/.
(8) الدخان: 3-4.
(9) الشمس: 9-10.
(10) يوسف: 53.
(11) العنكبوت: 69.
(12) كمال الدين وتمام النعمة -الشيخ الصدوق- ص 346. الكافي - الكليني- ج 1/ 338.
(13) كمال الدين وتمام النعمة -الشيخ الصدوق- ص 440.
(14) الحج: 29.
(15) جامع أحاديث الشيعة ج12 ص 156.
|