على الرغم من عدم ثقة غالبية الأوكرانيين في المفاوضات أو احتمال انسحاب روسيا، فإنهم يطالبون بالسلام ويأملون في أن تضمن الولايات المتحدة أمنهم واستقرارهم.
من بين هؤلاء، أليفا أوليكساندرا التي غادرت موطنها في منطقة دونباس قبل 12 عاماً، هرباً من الصراع الذي اندلع آنذاك، لكنها لم تكن تعلم أن اضطرابات عام 2014 ستطالها مجدداً وتستمر لسنوات.
اليوم، وهي تعيش في كييف، تتكرر المعاناة ذاتها، حيث ما زالت الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستعرة، وزوجها يقاتل على الجبهات الأمامية.
في ساحة بالعاصمة كييف، تعرض أليفا على ابنها صور القادة ورفاق والده الذين فقدوا حياتهم في الحرب، وقلقها لا يفارقها. تقول لشبكة رووداو الإعلامية: "نريد أوكرانيا. أولاً وقبل كل شيء، نريد السلام، لكننا لا نؤمن بالمفاوضات الجارية".
وتضيف: "لا أعتقد أن (بوتين) سيتراجع، هدفه من ذلك هو حشد القوات، وصنع الصواريخ، واحتلالنا بالكامل. لن أعيش تحت الحكم الروسي. هذه الأرض لي، وهي تعود لوالديّ أيضاً".
مع تولي الرئيس الأميركي الجديد منصبه، بدأت الولايات المتحدة في تحريك مبادرات دبلوماسية لإنهاء الحرب الطويلة، لكن كل محاولة تصطدم برفض أحد الأطراف لشروط المفاوضات أو وقف إطلاق النار. على الرغم من الإرهاق الذي يشعر به الأوكرانيون، فإن انعدام الثقة في أي تسوية محتملة يبقى عقبة رئيسية.
كاترينا، إحدى المواطنات الأوكرانيات، تعبر عن مشاعرها لرووداو قائلة: "أولاً وقبل كل شيء، أتمنى السلام لنا جميعاً، ونحن مرهقون جدًا من الحرب. بالتأكيد، هناك حاجة ماسة إلى ضمانات أمنية، خاصة من قبل أميركا. أشعر بتوتر شديد".
أما كونستانتين، وهو مواطن من كييف، فيبدي تشاؤمه حيال المفاوضات الجارية بقوله: "أرغب في حياة مستقرة وسلام عادل، لكن هناك شيء في قلبي يخبرني أن هذه المفاوضات لن تنتهي بذلك. للأسف، قد يكون هناك نوع من الهدنة المؤقتة، لكنها لن تؤدي إلى شيء، هذا ما أعتقده".
بعد مناقشات مطولة، قبل الجانب الأوكراني اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، لكن روسيا لم توافق بعد، وسط شكوك متبادلة حول مدى التزام الطرفين بشروط الهدنة.
أوليكساندر فيديانكو، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوكراني، يوضح موقفه من الوضع، مستبعداً أن يتغير شيء في "الأيام القادمة".
"أعتقد أنه لن يتغير شيء بالتأكيد في الأيام القادمة. كانت هناك شائعات عن إمكانية وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً. أريد أن أؤكد على شيء، حسناً، يمكننا الاتفاق على وقف إطلاق النار، على سبيل المثال، من حيث قصف المدن المدنية" يضيف فيديانكو.
ويتساءل: "ماذا عن الهجمات الصاروخية، وقذائف الهاون، والطائرات المسيّرة، والهجمات على الموانئ التي تُرسل منها المنتجات الزراعية ذات الصلة؟ ماذا نفعل بها؟ لذلك، إذا نظرنا إلى خط التماس، فبرأيي لن يتغير شيء في المستقبل القريب".
وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، منذ بداية الحرب في عام 2022 وحتى الآن، قُتل أكثر من 12 ألف مدني، بينما فقد ما بين 60 إلى 100 ألف جندي أوكراني حياتهم في القتال. وفي الوقت نفسه، سيطرت روسيا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية.
قبل الحرب، كانت الساحة الرئيسية في كييف تزينها الورود على جانبيها، لكن اليوم، امتلأت بصور وأسماء الجنود والمدنيين الذين فقدوا حياتهم. ومع كل غروب للشمس، يأمل الأوكرانيون ألا يُضاف إليها اسم أو صورة جديدة.

|