• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : الزرادشتية في العراق وإقليم كوردستان بين التهميش والاعتراف .

الزرادشتية في العراق وإقليم كوردستان بين التهميش والاعتراف

تُعد الزرادشتية ديانة عريقة غنية بالفلسفة، تستمد تعاليمها من روعة الطبيعة وعظمة الكون. وتُعتبر من أقدم الديانات في العالم، حيث تعود جذورها إلى نبيها زرادشت، مؤسس أول ديانة توحيدية قبل أكثر من ٣٧٥٩ عاماً، بجبال "زاكروس" في إيران.
انتشرت تعاليم زرادشت لتشمل دولًا مثل العراق، والهند، وباكستان، وأصبحت الديانة الرسمية للإمبراطوريات الأخمينية، والميدية، والساسانية. لكن مع سقوط الإمبراطورية الساسانية قبل ١٤٠٠ عام، اضطر أتباع الزرادشتية لممارسة شعائرهم الدينية سراً لعدة قرون.
تتميز الزرادشتية بتركيزها على تمكين الأفراد من اتخاذ قراراتهم بحرية تامة، مستندين إلى الحقيقة دون التأثر بضغوطات المجتمع أو آراء الأغلبية. يؤمن أتباع هذه الديانة العريقة بإله واحد يُدعى "أهورامزدا" بمعنى "الحكيم". وتوضح ممثلة الديانة الزرادشتية في كوردستان، آوات حسام الدين، أن جوهر الزرادشتية يقوم على ثلاث مبادئ أخلاقية أساسية: "الفكر الصالح، القول الصالح، والعمل الصالح"، وتُجسد هذه المبادئ احتراماً عميقاً للخالق، وتؤكد على أهمية التفكير المنطقي والبحث الدؤوب لاكتشاف الحقيقة.
تُعد الزرادشتية فلسفة إلهية حقيقية تُشجع على استغلال العقل البشري في رحلة البحث عن المعرفة، وليس مجرد رسالة دينية تقليدية. فمن خلالها، يُصبح الإنسان مسؤولًا عن تنمية إمكانياته العقلية واكتشاف أسرار الكون.

تؤكد آوات أن الزرادشتية ليست ديانة تبشيرية بمعنى السعي لنشرها بين الناس، بل هي فلسفة إيمانية تُحترم حرية الفرد في اختيار عقيدته. وتُعتبر حرية الاختيار هبة من الله للإنسان، فلا يتم تسجيل ديانة الطفل، حتى لو وُلد من أبوين زرادشتيين، إلا بعد بلوغه سن الرشد. عند بلوغ سن الرشد، يصبح الفرد مسؤولاً عن اختيار دينه بحرية تامة.
وإذا قرر اعتناق دين والديه، يتم إجراء مراسم دينية بحضور خادم ديني، سواء رجل أو امرأة، حيث تتم تلاوة آيات من الكتاب المقدس باللغة الأفستائية أو باللغة الدارجة.
تُشير آوات إلى أن كتابهم المقدس، "أفيستا"، كان يتكون في الأصل من 21 جزءاً تضم 815 فصلًا. لكن للأسف، تعرض هذا الكتاب لحملات من الغزو والحروب والإبادة والاضطهاد على مر العصور، ما أدّى إلى ضياع 16جزءاً، ولم يتبقَ سوى 5 أجزاء فقط.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=200502
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15