سماحة السيد احمد الصافي ركز على مساحات التفرد في الصحيفة السجادية ، للتعريف بمعاني هذا التفرد ،وجود الوعي المدرك المبني على محمولات الفكر المعصوم ، ومعرفته العالية بالله سبحانه وتعالى، وقوة التفسير والتصرف بالثقافة القرآنية لاستنباط خفايا الدعاء و فهم اليات التخاطب مع الله سبحانه تعالى يسميه الدعاة المعاصرين بمحاوره العقل وتصور اهتمام الدعاء بفلسفة العقل لندرك حيوية الدعاء، طرح لنا مفهوم المتعة النفعية ، والمنفعة في فكر الإمام السجاد سلام الله عليه هو الهداية (ومتعني بهدى صالح لا استبدل به) آمن بجوهرية الهداية ، باعتبارها حالة من حالات التوفيق، لكن بنى المغايرة التي يحذرنا منها المعصوم، ان تكون الهداية الى الابد وليست الى حيز زماني معين ، يختلف باختلاف الظرف،
والفكرة الثانية ، اعتقاد البعض ان الحديث عن المتعة النفعية يعني بالمنفعة الدنيوية مثل الجاه والمال المنصب ،وعندما لا يجد في الهداية هذه المنفعة يعدل الى طريق اخر الجوهر المضموني في قيمة الهداية ،وضوح الرؤية ،الاستقامة وهذه مرتبه من المتع الروحية،لا يهمنا من يذهب الى نزعة اخرى والى معنى اخر، الامام عليه السلام يذهب الى /الهدى الصالح/ الثبات على الهداية
نجد ان الثبات يحتاج الى الرغبة في الثبات والارادة في التحدي هناك محسوسات وجدانية تجعلنا نعرف معنى الصمود معنى التفاضل بين اليوم وامس واي هبوط في مستوى التماثل للمبدئي ،البعض يرى ان التزامه بدينه كان افضل سابقا من اليوم ،هذا هو جوهر الهداية الذي منحنا البصيرة، والذي يجعلنا نتجاوز ظرف الزيغ الذي قد نتعرض له لنحافظ على جوهر العلاقة مع الله سبحانه وتعالى ،وهي من خصائص الوعي هناك الوعي الحقيقي الذي يديم التواصل مع سبل الحق ،سماحه الحق سماحه السيد الصافي يقرا لنا مكامن التاريخ بعض من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام لم يحتملوا الحق جلسوا في بيوتهم والبعض الاخر اتجه الى الطرف الاخر ان يقاتل عليا السلام ،هذه هي نتائج الغفلة وعدم تكامل الهداية فهو يعترف ان معاوية ليس على حق، لكنه يذهب اليه هذا هو الزيغ مثل عبيد الله بن عباس من قيادات الحسن عليه السلام زاغ عنه، الحالات العقلية تكوّن لنا الصورة الحقيقية
للمعنى الولائي، البعض منهم تجاوز الحالات العقلية لهذا اصبح امام العاقل قضيه شعورية مهمة ،هي التماسك لعدم الزيغ ،لذلك يدعو الله بحسن العاقبة ، الصورة العقلية التي تحدث عنها علماء النفس هي رؤية الانسان لمحتواه، البعض يكون الظاهر جيدا لكن الباطن سيئا واحيانا اخرى يكون الظاهر جيدا والباطن ايضا جيدا لكن يدخلها همزات الشياطين الكثير من الامور المهمة اصبحت في الحياة الجديدة ومشاغلها رغم اهميتها تحتاج الى تذكرة وتنبيه، العالم كله يؤمن بواقعية هذا التفرد الايماني للمعصوم وحقيقته الراسخة ، ومن حكمة المعصوم عليه السلام ،أن الشيطان لا يعمل ضمن ساعات عمل محددة ، ليس له عطل واستراحات بل هو يعمل ليل نهار ولا يشمله السقف الزمني ،فلا يتركنا ما دام عرق فينا ينبض بالحياة ،لابد من يقظة كي لا يصرعنا الزيغ سماحة السيد يوثق لنا بعض الاحداث التاريخية التي تساند المعنى مثل الزبير عندما قتل في الجمل تناول الامام علي عليه السلام سيف الزبير وقال( طالما والله جلى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) لكن حسده للإمام علي عليه السلام جعله يعادي الاسلام ويقاتل عليا عليه السلام ليصل اعلى درجات البغض،
اخذ منه الزيغ مأخذا والقضية لا تقف عند حدود البصيرة وما نفعها اذا ضاع منها الثبات، ادامة البصيرة الثبات عليها ، كي لا تستبدل به شيئا اخر، وعلى الإنسان ان لا ينظر الى الاشياء كما تبدو له ،حين عجز الناس عن فهم الانبياء تأخرت نصرتهم عنهم كم من الناس من عامل يقين الانبياء بشك ،حتى عند ادراك حالتنا العقلية أي كان الشك قصدي بسبب العجز عن التحمل والتصابر وحمل اليقين يحتاج الى أهل اليقين ، كم عانى ائمة اهل البيت عليهم السلام من مجتمعاتهم ، هناك الكثير من الامور في التاريخ تشعرنا بالألم، ليصل الحال أن يشك بعلمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،يقول الامام عليه السلام ( زغب جبرائيل لا زال في بيوتنا ) التفرد الجوهري له خصائص الخبرة والتجربة والوعي والايمان واليقين ويرى سماحه السيد احمد الصافي في موضوع (تحصين النية )ليس من السهل ان يحصل الانسان على مرتبة الرشد هو ليس من السهل ان يحافظ عليه ،ورد في اخبار اخر الزمان ان محبي اهل البيت يغربلون ، التعبير دقيق جدا كيف يغربل ان يثبت امام أي زيادة في العرض الاغوائي ، اذا القضية تنتقل من الحالة الذهنية العقلية الى الايمان ، الى صلابة الرشاد كان شبث بن ربعي يصرح بالتدهور الذي وصل اليه ، يقاتل خمس سنوات تحت رايه الامام علي عليه السلام ثم ينقلب بعد ذلك الى قاتل يقتل ابنه الحسين سيد الشهداء عليه السلام ، يرى بعض علماء النفس ان جميع الحالات العقلية الواعية هي حالات واعية في كل الاوقات لكن الموضوع الان يخص صلابة هذا الوعي، ان يدعو الانسان الله سبحانه وتعالى ان تكون النية نية رشد، في الاخلاق، ان لا يزيغ عنها ، مطالب ثلاث
النفع بالهدى الصالح
طريق الحق
رشد لا يزيغ عنه الانسان
التفرد الأيمان خاصية عقلية روحية جوهرية تحمل دلالات شعورية بثها الامام السجاد عليه السلام عبر
1)الهدى
2) الطريقة
3) النية
الجوهر محتوى قصدي متأصل في الفكر المؤمن لان سمة الانسان الخارجية تشبه سمته الداخلية ،
البحث عن منظور الفرادة ليس له علاقه بالمفهوم النسبي وانما يرتكز على المفهوم المطلق كل ما يقوله ائمة العصمة نؤمن به، كل ما يرفضه الائمة نرفضه مفهوم طاعة الله سبحانه وتعالى لا تعني عندهم الصلاة والصوم لها مشاكل نفسيه هائلة يتعرض لها المؤمن ضغوط نفسيه عالية القضية لا تختص بالرغبات يقول الامام علي عليه السلام صبرت في العين قذى وفي الحلق شجى القذى الرمد والشجى الغصة فهو يكابد الخنق طاعه الله الصبر في سبيل الله والتحمل في سبيل الله سبحانه وتعالى وليس الطاعة في الركوع للصلاة مقبولة الطاعة مقدمات منها يختص السلوك ومنها ما يخص قابلية الانسان على الصبر والتصابر والتحمل ليتأمل في كل مفرد ة ينطقها في حياته
ركز سماحة السيد أحمد الصافي على مسالتين مهمتين الاولى
ــــــــــــــــــ قضيه البذل يعني ان تكون حياة البذل عند الانسان ملكة ما دام كل العمر مرهون لطاعة الله سبحانه وتعالى، كل عمل يحسب للبذل/ التعبد/ التسبيح / التفكر/ التعامل مع الاخرين /مع العائلة ، كله يبذل في طاعة الله ولا خير في العمر دون البذل
القضية الثانية
ــــــــــــــــــــــــ اذا غضب الله على عبد كان الجزاء في الدنيا هو السقوط من عين الله سبحانه وتعالى، ما فائدة العمر لمن اسقطه الله من عينه، هناك مفهوم قد لا يستوعبه الكثير منا ليس كل عمر يطول هو كرامة من الله سبحانه وتعالى او معزة ، قد يكون من باب الاستدراج الانساني اذا سقط من من عين الله ليس له الا الآثام والمعاذ بالله ونتمسك بدعاء مولاي السجاد عليه السلام( اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا)
|