• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عالم مخبول .
                          • الكاتب : سرمد سالم .

عالم مخبول

في ليلة ظلماء يحجب الضباب نور قمرها الفضي، كنت أتجول بمفردي في جو يسوده البرد القارص.

التفكير أنهكني وأخذ كل طاقتي، فالوحدة أجبرتني على المسير في تلك الطرقات الضيقة، وفي ذلك الجو الغريب، خصوص بعد رحيل زوجتي، وانتقال ابنتي للعيش في مدينة أخرى لتكمل مسيرتها العلمية.

فأصبحت أشاطر نفسي المكان، لا شيء يسليني، ولا أحد يملأ حياتي أو يكلمني، غريب وسط مدينة أسكنها منذ عقدين من الزمن.

وفجأة، من بعيد، لاحت الي فتاة في مقتبل العمر، كانت تشير بيديها، وتنادي عليّ.

اقتربت منها، والتقينا على قارعة الطريق، بدت جميلة جدًا، فقد اشتد عودها وكبرت وأصبحت فاتنة.

تعانقنا بشوق، أمام أنظار الناس، وتبادلنا الحوار الدافئ.

الشوق حدا بنا لأن ننسى أننا على الطريق، فلم نسمع أبواق السيارات التي اطلقت احتفاءً بنا، ولا هتافات الناس التي تعالت، ولا التصفيق والصفير.

خلت نفسي حينها على خشبة المسرح، وأنني عدت إلى الأيام الخوالي، حيث الشهرة والأضواء والأجواء الجميلة.

لحظات مثيرة، تراقصنا فيها وسط الطريق وهي في أحضاني، وانتهى بنا الأمر داخل المنزل.

وفي اليوم التالي، قرأت عبارة في الصحف اليومية، وبالخط العريض:
“مسلم يعانق حبيبته الصغيرة على الطريق العام”.
لم يعرفوا أنها طفلتي التي انتظرت لقاءها طويلًا.

يا له من عالم مخبول!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=199239
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 01 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15