مدير كمرك أحد المنافذ الحدودية تسلم رشوة نصف مليون دولار من تاجر مخدرات تقدر قيمتها عند بيعها 5 مليون دولار، ورشوة لكل مفرزة شرطة عشر مليون دولار وعددها 5 مفارز على الطريق. كم صافي ربح التاجر وأتباعه إذا كان ربح البيع عدا الرشوة 50% من قيمة البيع؟
مجموع قيمة الرشوة = رشوة مدير الكمرك + عدد مفارز الشرطة × رشوة كل مفرة = 0.5+5×0.1 = 1 مليون دولار. فيصبح صافي ربح التاجر وأتباعه = نصف قيمة البيع - الرشوة = 0.5×5-1= 1.5 مليون دولار.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن الفساد "لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الأنبياء 22) ثم ذكر سبحانه الدلالة على توحيده وأنه لا يجوز أن يكون معه إله سواه فقال "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا" ومعناه: لو كان في السماء والأرض آلهة سوى الله لفسدتا وما استقامتا وفسد من فيهما ولم ينتظم أمرهم وهذا هو دليل التمانع الذي بنى عليه المتكلمون مسألة التوحيد وتقرير ذلك أنه لوكان مع الله سبحانه إله آخر لكانا قديمين والقدم من أخص الصفات فالاشتراك فيه يوجب التماثل فيجب أن يكونا قادرين عالمين حيين ومن حق كل قادرين أن يصح كون أحدهما مريدا لضد ما يريده الآخر من إماتة وإحياء أوتحريك وتسكين أوإفقار وإغناء ونحوذلك فإذا فرضنا ذلك فلا يخلو إما أن يحصل مرادهما وذلك محال وإما أن لا يحصل مرادهما فينتقض كونهما قادرين وإما أن يقع مراد أحدهما ولا يقع مراد الآخر فينتقض كون من لم يقع مراده من غير وجه منع معقول قادرا فإذا لا يجوز أن يكون الإله إلا واحدا ولو قيل إنهما لا يتمانعان لأن ما يريده أحدهما يكون حكمة فيريده الآخر بعينه والجواب أن كلامنا في صحة التمانع لا في وقوع التمانع وصحة التمانع يكفي في الدلالة لأنه يدل على أنه لا بد من أن يكون أحدهما متناهي المقدور فلا يجوز أن يكون إلها. ثم نزه سبحانه نفسه عن أن يكون معه إله فقال "سبحان الله رب العرش عما يصفون" وإنما خص العرش لأنه أعظم المخلوقات ومن قدر على أعظم المخلوقات كان قادرا على ما دونه.
وعن التبيان للشيخ الطوسي: قوله عز من قائل "لَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللّهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللّهِ رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفُونَ" (الانبياء 22) نزه تعالي نفسه عن ان يکون معه إله يحق له العبادة، بأن قال "فَسُبحانَ اللّهِ رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفُونَ" (الانبياء 22) و انما أضافه الي العرش، لأنه أعظم المخلوقات. و من قدر علي أعظم المخلوقات کان قادراً علي ما دونه. کل بناء: عرش، عرش يعِرش و يعرُش عرشاً: إذا بني. و العرش البيت، و جمعه عروش لارتفاع أبنيته. و العرش: السرير، لارتفاعه علي غيره. و عرش الرجل: قوام أمره و عرش البيت: سقفه، لارتفاعه. و التعريش جعل الخشب تحت الكرم ليمتد عليه. تقول: عرشته تعريشاً. و عرشته أعرشه عرشاً. و ذلك، لارتفاعه في امتداده علي الخشب ألذي تعمده. و التعريش رفع الحمار رأسه شاحيا فاه علي عانته، عرش بعانته تعريشاً. و العريش ظلة من شجر أو نحوه، لارتفاعه علي ما يستره. و عرش البئر طيّها بالخشب بعد طيها بالحجارة. و العرشان من الفرس: آخر شعر العرف لارتفاع العرف علي العنق. وثل عرشه: إذا قتله. و أصل الباب: الارتفاع. و قال الحسن: الكرسي هو العرش. و قيل: هو سرير دون العرش و قد روي ذلك عن أبي عبد اللّه عليه السلام. يقال: عروش مكة أي بناؤها.
الفساد هو الابتعاد عن الصواب، وعكسه الصلاح هو الاقتراب من الصواب. وصيغة فعل الفساد ذكرت في القرآن في عدد من الآيات. وجاء في القرآن الكريم بصيغتي الفعل والاسم. والمفسد عكس المصلح. وهذا يدل على خطورة الفساد وضرورة مكافحته لانه اساس البلاء والفتنة. ومن الآيات التي جاء فيها الفساد بصيغة الفعل "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" (البقرة 11)، و "لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ" (المؤمنون 71)، و "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا" (الانبياء 22)، و "وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا" (البقرة 205)، و "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا" (النمل 34). وأكثر الأفعال في القرآن الكريم هي عن فساد الأرض.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه: "لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الانبياء 22) هذه الإدّعاءات غير الصحيحة وهذه الأرباب المصنوعة والآلهة المظنونة ليست إلاّ أوهاماً، وساحة كبرياء ذاته المقدّسة لا تتلوّث بهذه النسب المغلوطة. وبعد أن ثبت بالإستدلال الذي ورد في الآية توحيد مدبّر ومدير هذا العالم. دعوة الأنبياء إلى اللّه الواحد الأحد: و هو دليل آخر على وحدانية اللّه، إذ لو كان هناك خالقان كلّ واحد منهما واجب الوجود في العالم، لاستلزم أن يكون كلّ واحد منهما منبعا للفيض. فلا يمكن لوجود ذي كمال مطلق أن يبخل في الإفاضة لأنّ عدم الفيض نقص بالنسبة للوجود الكامل. و حكمته تستوجب أن يشمل الجميع بفيضه. و هذا الفيض له نوعان: فيض تكويني في عالم الخلقة، و فيض تشريعي في عالم الهداية. من هنا لو كان هناك آلهة متعددة لوجب أن يأتي مبعوثون منهم جميعا، ليواصلوا فيضهم التشريعي إلى النّاس. أمير المؤمنين علي عليه السّلام يقول لابنه الحسن عليه السّلام و هو يوصيه: (و اعلم يا بني أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، و لرأيت آثار ملكه و سلطانه، و لعرفت أفعاله و صفاته، و لكنّه إله واحد كما وصف نفسه). قوله تعالى "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ" (النور 35) عن الإمام الصادق عليه السّلام المشكاة بفاطمة عليها السّلام و المصباح بالحسن عليه السّلام و الزجاجة بالحسين عليه السّلام. و كما أشرنا سابقا فإنّ للآيات مفهوما واسعا، و كلّ حديث من هذه الأحاديث بيان لمصداق بارز من مصاديقها دون الإخلال بعموميتها. و بهذا لا نجد تناقضا في الأحاديث السابقة. يقول الامام علي عليه السّلام في حديثه التاريخي خلال وصاياه لولده الحسن المجتبى (اي بني اني و ان لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في اعمالهم، و فكّرت في اخبارهم، و سرت في آثارهم، حتى عدت كأحدهم، بل كأنّي بما انتهى الي من أمورهم قد عمرت من اوّلهم الى آخرهم)
|