• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أثر التقنيات الحديثة على اللغة العربية .
                          • الكاتب : ا . د . صباح علي سليمان .

أثر التقنيات الحديثة على اللغة العربية

 عرفت مجتمعات العالم وسائل التواصل على مر السنين فمنها النار، والدخان ، والاشهار بين الناس، والطباعة ،والنظام البريدي ،والتلغراف الذي اخترعه صمويل مورس التلغراف الإلكتروني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، والهاتف ،و موجات الراديو ،و التلفاز ،والانترنيت بكافة وسائله .
     وتعدُّ المهارات اللغوية من الأمور المهمة في الدرس اللغوي، وللعامة أيضاً وخاصة الخطابة ،ويكون عن طريق طرائق متعددة ، وهي :التحدث أمام المرآة أو تسجيل أنفسهم ، أو استكشاف الموارد والدورات عبر الإنترنت التي تقدم إرشادات حول الإسقاط الصوتي ،ولغة الجسد ، وبنية الكلام. ويمكنهم أيضاً التركيز على تحسين أسلوب توصيلهم، وإتقان تقنيات الإقناع، وتكييف اتصالاتهم مع جماهير مختلفة. وكذلك يمكن للمتعلمين في المستوى المتوسط الاستفادة من دورات التحدث أمام الجمهور المتقدمة، مثل مهارات العرض المتقدمة، أو استراتيجيات الاتصال الفعّالة للقادة، زيادة عن التفكير في الحصول على درجات أو شهادات متقدمة في مجال الاتصال أو القيادة. وتشمل الموارد الموصى بها للمتعلمين المتقدمين كتبًا مثل 'Talk Like TED' لكارمين جالو والدورات المتقدمة التي تقدمها مؤسسات مشهورة مثل كلية هارفارد للأعمال ،أو كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد. ومن منظور الذكاء الاصطناعي أيضا يعتبر استخدام اللغة  مظهراً من مظاهر السلوك الذكي من قبل عامل نشط ، ويكون التركيز في المناهج القائمة على الذكاء الاصطناعي للغة والتواصل على البنية التحتية الحاسوبية اللازمة لدمج الأداء اللغوي في النظرية العامة لذكاء العوامل التي تشملها، على سبيل المثال، تعميم التعلم استناداً على خبرة خاصة، والقدرة على تخطيط وتسيس الألفاظ المنتجة بقصد، وتصميم الألفاظ التي من شأنها تلبية مجموعة معينة من الأهداف. زيادة عن استخدام اللغوية العصبية، على مدار الاربعين سنة 40 الماضية، وهي بُنية تحتية حسابية مثيرة للإعجاب تتكون من موارد وتقنيات وأدوات لتحليل بنية الصوت (علم الأصوات)، هيكلة الكلمة (الصرف)، البنية النحوية (النحو) ،وبناء المعنى (علم المعاني).
 إلَّا أنَّ وسائل التواصل لها أضرار على المهارات اللغوية؛ إذ يرصد المتخصصون في مجال علم النفس والتربية الدينية بعض السلوكيات الخاطئة التي يكرسها استخدام الواتس آب. ومن هذه المظاهر: انشغال الإنسان بهذا الوسائل حتى عند أدائه الفرائض الدينية ما يؤدي إلى التقصير فيها، والتحدث عن الآخرين بدون علمهم ما يؤدي إلى الغيبة والنميمة، وتصوير الآخرين ونشر صورهم من دون علمهم، وتبادل مقاطع فيديو وصور غير لائقة مع الآخرين، وتكوين صداقات مع الجنس الآخر، واستخدام ألفاظ بذيئة عند التحدث مع الآخرين، والتخلي عن بعض القيم كالصدق والأمانة ، متناسين العائلة وما فيها من روابط وحتى مشاكل، إلى حدّ بدأت المحاكم الشرعية ترصد ارتفاعاً في حالات الطلاق، والسّبب في ذلك الواتس آب والفيسبوك وانعدام العلاقات الحميمة بين الزوج والزوجة والعلاقات الودية بينهم وبين الأولاد.
ولذلك، يجب أنْ ندرك خطورة فلسفة هذه التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما الواتس آب، التي تقوم على خلق العالم الافتراضي بين الناس، علماً أنَّ الغاية منه تقريب المسافات بين الأهل والأبناء في أميركا،ثم انتشرت في العالم .وهو سلاح ذو حدين ؛ فالحد الإيجابي هو المنفعة الفكرية والعلمية للناس ، وانفتاح الفكر الديني الإسلامي على كلّ العالم، وتقديم الإسلام إلى أكبر عدد من المسلمين وحتى غير المسلمين.
وكل هذه الأمور تنعكس على جانب المهارات اللغوية لدى المتعلم ، وهو ما لمسه القرّاء الشباب الذين يميلون إلى حمل الكتب الورقية والمطالعة منها، فالقدرة على تذوّق النص الأدبي من خلال الكتاب الورقي قد تسهّل على القارئ إنشاء علاقة ودودة بينه وبين كتابه بتخيّله لشخصيات العمل الروائي أو القصصي، وقدرته على تصوّر هيئة المكان والأصوات المصاحبة للأحداث وغير ذلك من الأمور التي تساعد على مداعبة الخيال ونسج الأحداث بشكلٍ مسلٍ وممتع.
وكذلك لفتت الباحثة عواطف إلى أنّ احتمالية فقدان المعلومات عن طريق نسيانها حين يحصل عليها الطالب بواسطة الهاتف أو الإنترنت دون تعب أو جهد في الحصول عليها من منبعها الأصلي.ولهذا تجد طلبة  قسم اللغة العربية يفتقرون إلى القدرة على التعبير عن أنفسهم، ولا يستطيعون التعريف عن أنفسهم باستخدام جمل فصيحة ومفهومة، بل كان من العسير على الكثير منهم أنْ يشرح عن ذاته التي عاش معها في مدة زمنية.
وبهذا لا يمكن إهمال هذه القضية ؛ لأنّ المهارات اللغوية الأولى هي التي تساعد على بناء جيل مثقف وواع أيا كان المجال الذي سيختاره بالمستقبل حتى وإنْ لم يكن مجال اللغة أو الأدب.
ويمكن تحديد تحديات استخدام اللغة العربية الفصحى في ظل التكنولوجيا في النقاط الاتية: 
1. التأثيرات اللغوية: قد يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمراسلات الإلكترونية إلى تغيير في اللغة العربية الفصحى، حيث يميل الكثيرون إلى استخدام اختصارات ورموز تعتبر غير قياسية من الناحية اللغوية. وهذا يشكل تحديًا للحفاظ على اللغة العربية الفصحى واستخدامها بشكل صحيح وفعّال.
 2. القلّة في المحتوى العربي الفصيح: يشهد الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي انتشارًا هائلًا للهجات المحلية واللغة الإنجليزية والمحتوى غير العربي. وهذا يعني أنّ الأفراد الناطقين بالعربية الفصحى قد يجدون صعوبة في الوصول إلى مصادر موثوقة ومحتوى غني باللغة العربية الفصحى.
 3. التحديات التقنية: قد يعاني بعض المستخدمين من صعوبات في إدخال وكتابة العربية الفصحى على الأجهزة الإلكترونية ؛ بسبب قيود التقنية، مثل نظام الكتابة وصعوبة الحصول على لوحة مفاتيح عربية. وهذا يعيق تطوير واستخدام التطبيقات والمنصات الرقمية باللغة العربية الفصحى.
 أمَّا الفرص المتاحة لاستخدام اللغة العربية الفصحى في ظل التكنولوجيا فهي :
 1. تطوير المحتوى العربي: يمكن استخدام التكنولوجيا لتشجيع إنتاج المحتوى العربي الفصيح وتوفير منصات رقمية تحتوي على محتوى ثري باللغة العربية الفصحى. ويمكن للكتاب والصحفيين والمدونين العرب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لنشر المحتوى العربي الفصحى والتعبير عن آرائهم وأفكارهم بشكل فعال.
 2. تعزيز التواصل العربي العالمي: توفر التكنولوجيا فرصة للتواصل والتفاعل مع الناطقين بالعربية في جميع أنحاء العالم. ويمكن للأفراد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة للتواصل باللغة العربية الفصحى وتبادل المعرفة والثقافة العربية.
 3. تطوير أدوات التكنولوجيا العربية: يمكن للمطورين العرب استغلال التكنولوجيا لتطوير أدوات وتطبيقات تدعم اللغة العربية الفصحى بشكل فعّال. ويمكن تطوير تطبيقات التعلم الإلكتروني والترجمة الآلية وأدوات الكتابة والتحرير؛لتسهيل استخدام اللغة العربية الفصحى وتعزيز تواجدها في العالم الرقمي.
 4. التعليم الإلكتروني بالعربية الفصحى: يمكن استخدام التكنولوجيا في تعزيز التعليم باللغة العربية الفصحى. ويمكن استخدام منصات التعلم عبر الإنترنت والتطبيقات التعليمية الرقمية لتوفير موارد تعليمية غنية باللغة العربية الفصحى وتعزيز مهارات القراءة والكتابة والتحدث لدى الطلاب.
 ولمواجهة تحديات استخدام اللغة العربية الفصحى في ظل التكنولوجيا واستغلال الفرص المتاحة، يجب على المجتمع العربي تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على اللغة العربية الفصحى وتطويرها في عصر الرقمي،ويجب أيضًا تعزيز البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باللغة العربية الفصحى لتلبية احتياجات المستخدمين الناطقين بها.
 (ينظر: مكتبة المهارات الخاصة بـRoleCatcher - النمو لجميع المستويات-(مقال )، و تقنيات التواصل الحديثة.. عندما يتقن الواقع لغة الوهم!،فاطمة خشّاب درويش ، والفرق بين وسائل الاتصال قديماً وحديثاً - وسام الرشدان، وتقنيات اللغة والاتصالات(مقال)، وويكيبيديا، وكيف تؤثر التكنولوجيا على الأداء اللغوي لدى الجيل الجديد؟- رؤى لؤي ، وتأثير التكنولوجيا على استخدام اللغة العربية الفصحى: التحديات والفرص- د. ميادة نجيب المقطري) .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=198964
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 12 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15