كانت قبل الاسلام الجاهلية الاولى, حيث كانوا يهدون النساء لأصنام الكعبة, بعد طوافهن راقصات عاريات حولها, ليلتقفهن فيما بعد سدنتها المشركين.

مملكة ال سعود الوهابية, واستمراراً في نهجها الذي وجدت لأجله, وهو تدمير الاسلام وتراثه, اذ بنيت قبل مئتي عام, على هدم قبور المسلمين, وتفجير الاثار الاسلامية والدينية, من مساجد وقباب تراثية, تعود للنبي واله والصحابة المنتجبين, لينفر ويبتعد اكثر الناس, عن الدين الاسلامي المحمدي الاصيل, والتحاقهم بإسلام "محمد عبد الوهاب" مؤسس معتقد التكفير والارهاب في الجزيرة العربية, ليتم تصديره للعالم, على اساس انه الدين الرسمي للمسلمين.

الاسبوع الحالي قامت السعودية, بما يسمى موسم الرياض الترفيهي, بقيادة الحاكم الشاب الطموح محمد بن سلمان, بافتتاح برنامج العهر بحفلات صاخبة, محتضنة لأكثر من 100 الف حاضرين, بين رجل وامرئة, بوضع مجسم يشابه الى حد كبير "الكعبة المشرفة" وحولها تطوف الراقصات العاريات, بوسط مجون الاف المشجعين, مع نقل الحدث مباشر, للملايين من سكان الارض المسلمين وغيرهم, مع صمت رهيب قد اطبق على افواه دعاة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

تمتاز السعودية عن باقي دول الجزيرة العربية, بوجود قبلة المسلمين وتحتضن في المدينة المنورة مرقد خاتم الانبياء, النبي محمد "صلى الله عليه واله" لذلك يقع على عاتقها مهمة تزوير الاسلام, ومن هذا المنطلق, أسست السعودية في 21 5-2017 مركز "اعتدال" في الرياض الذي يعني بمكافحة التطرف(حسب ادعائهم) وقد دشنه الملك سلمان, بحضور ترامب ورؤساء دول عربية, والمقصود بالتطرف, هو كل فكر يخالف دين المملكة الجديد "التطبيع"

إن وضع تمثال "الكعبة المشرفة" بهذه الكيفية هو لتنميط المجتمع, ثم تكييفه على الصورة التي تريد ارسالها السعودية مستقبلاً, وتطبيعه عليها بتكرار الحالة لعدة مرات, عبر مشاهد الرقص والسخرية, فتسقط هيبة الأماكن المقدسة تدريجياً, وهذا ما تعمل عليه, قنوات فضائية عراقية, مطبعة مع السعودية, مثل دجلة والشرقية وutv واخريات, ببث مسلسلات لتتفيه وتسفيه, بعض الاسماء المقدسة, او شخصيات تراثية ومحترمة في المجتمع, كما في مسلسل "عالم الست وهيبة.

تنميط البشر وترك صور ذهنية سيئة او عادية للمقدس في ذاكرته, لا يأتي بسهولة, وقد يحتاج من العمل لسنوات طويلة, او لإمكانات اعلامية هائلة, مع اثارة كبيرة لغرائز المجتمع, وهو عين ما حدث في موسم الرياض الترفيهي, في جلب فرق رقص وغانيات وممثلين باهضي الكلفة, لذا تجد السعودية استعانت ب"هوليود" على هذا الامر, المدينة الامريكية الاشهر بعالم الفن والتمثيل, مع تداخل مركز "اعتدال" الذي يقرأ ويعالج مشاكل المخالفين, لثقافة دين الجزيرة العربية الجديد.

إن مسلسل استخدام تصميم "الكعبة المشرفة" هو ليس الموسم الاول او الثاني للرياض, في نفس الحدث وليس الاخير, بل سيستمر لأكثر من ذلك, بعد صمت المسلمون في الاساءة الى مقدساتهم, وتهاونهم مع دماء المسلمين, من نساء واطفال فلسطين ولبنان, إن السعودية تلهث جاهدة بالعودة بمجتمع الجزيرة للجاهلية الاولى, وهو سعي الغانيات حاملات الطبول والدفوف عاريات, بوسط الحجيج او المعتمرين, بدون ان يعترضهن احد على ذلك, فالحدث طبع بالأذهان مسبقاً, وليس الامر بجديد.

إن العرب كما نسوا القدس, التي كانت اولى قبلتيهم تحت الرصاص, سينسون الكعبة قبلتهم تحت اصوات المزامير, وانغام الدفوف وسحر الغجريات.