• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التملق ليس من الايمان .
                          • الكاتب : افياء الحسيني .

التملق ليس من الايمان

 يقال أن زلزالاً  وقع في مصر في زمن المماليك ، فقال الشاعر  للأمير

( ما زلزلت مصر من كيد أريد بها 
               لكنها رقصت من عدلكم طرباً )
مما دفعني أن أبحث بعمق في وجدان هذه الفئة الغريبة من الناس ، فوجدت أن التملق قديم قدم البشرية وموجود في كل المجتمعات على مر العصور، والغريب أني وجدت في كتاب ( المقدمة ) لأبن خلدون يقول ( إن التملق  أساس الحياة السعيدة والأداة الفضلى  لتحصيل الجاه  والمال) ، بالمقابل هناك قول لأمير المؤمنين (عليه السلام) « إياك  والملق  فإنه ليس من خلائق الإيمان » يدل على إن كثرة الثناء ملق ؛ لكونه يعطي أكثر من الاستحقاق ،وأما التقصير عن أهل الاستحقاق فهو  عي إداري أو حسد شخصي ، وعلم النفس يذهب إلى إن التملق أخطر الأمراض الإجتماعية وخاصة عندما يتحول من التملق الفردي الى التملق الجمعي ؛ لتتكون لدينا عصابات من المتملقين والمتملقات في كل دائرة ، والمعروف إن المتملق شخص انتهازي مكشوف ويتقبل الإهانة ، وله القابلية على الزيغ والروغان ، التملق داء ليس له دواء سوى العمل على فضح المتملق واحباط مكره ، في موضوع للكاتب الليبي محمود المعلول بين فيه إن التملق هو السبب الرئيسي بموت العدالة والمساواة بين الناس ومنع وصول الحقوق إلى أصحابها ، ،ولا يمكن للمتملق أن يحتفظ بدينه . الايمان والتزلف لايلتقيان ، والتزلف يضيع الكرامة والمبادىء ، فهو يقلب الحقائق بما يوافق هوى المسؤول ، وأسباب استفحال القلق سوء إدارة ، حين تكون الإدارة نزيهة لاتحتاج  التملق والمديح الاهوج ، الأحنف بن القيس وهو ينصح أحد المتملقين : إمسك فان ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها ، والشهيد سعيد بن جبير( رضوان الله عليهم )يسمي حاشية العرش بأعوان الظلمة ،يقال أن أحد الوزراء أفرط في مديح لوحة رسمها الملك  قال أنها تسوى ألف دينار من الذهب قال له الملك بعتك اللوحة بنصف ثمنها و استقطع المبلغ من الوزير ، والمعروف اغن أي إدارة تقرب  المتملقين؛ لتكون  منهم حاشية، عمل لا يتفق مع  المروءة والاخلاق لأنه أخلال في العلاقات  الإجتماعية ، وعلى كل ملوك الوظيفة أن يدركوا  إن المتملق لا يحفظ وداً ، ولا  يؤتمن عهداً ، وأي عمل إداري تسيطر عليه  المجاملات لا يمكن  أن ينجز بقيمة فاعلة ،ومن الطريف أن جامعة سودانية منحت الرئيس البشير شهادة ما جستير  ، سحبت الشهادة وأغلقت الجامعة لأن أي إدارة تقوم على التملق لاتستحق الحياة ، فلا يمكن أن تستمر الحياة الوظيفية بإدارات ميتة لا تعير اهتماماً لأصحاب الكفاءة وسعة الأفق بقدر اهتمامها بالمتملقين والمتملقات  وهذا سبب رئيسي للسرطان الإداري.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197903
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 11 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15