العلاقة بين كتاب المصابيح وبين الصحيفة السجادية المباركة علاقة مترابطة تشغل مهمتين
أولها تنشيط الذاكرة وترسيخ النصوص الفكرية والروحية
ثانيا وسيط معرفي ينقل محتوى الصحيفة إلى الناس بعد شرح فقراتها وتفسيرها لتوضيح مفهوم الرسالة
الكثير من الناس يقرأون الصحيفة السجادية دون أن تستوقفهم الدلالات، وكتاب المصابيح اشتغل في إفهام المتلقي على إدراك المضمون النصي للمعصوم عليه السلام، وتحليل النص يكون بلغة شمولية مستعملة متداولة اجتماعيا عند الناس غير غريبة ليتفاعل معها المتلقي
تتنوع العناوين الفرعية في كل جزء من الخطاب، وتلتقي حيث قصدية المضمون.
ينظر سماحة السيد أحمد الصافي نحو موضوع العلاقات الاجتماعية، والبحث في مرتكزات تأثيرها كالبحث عن الزوجة الصالحة والولد الصالح، المعنى الأهم في قصد قضية الجانب التربوي والتركيز على محصنات تربوية قبل انعقاد النطفة، تحصين روحية الولد بالدعاء، وهذا يكشف أهمية الصلاح في الجوهر التربوي الإسلامي، وحتى على مستوى المحيط الاجتماعي، كونه يؤثر تأثيرا مباشرا في المجتمع
الكثير من الناس باعوا بيوتهم لسوء خلق الجار، والإنسان الصالح يعمل لنشر الخير
نجد أن نص المعصوم له تركيبات دلالية تجعل العبارة لها أثر تقويمي وعظي، وهذا الأثر تحصيني، يحصن الإنسان نفسه فيمنعه من ارتياد الأماكن التي فيها التهتك والابتذال
أي فرض رقابة غير رقابة القانون الوضعي، رقابة من الداخل يشعر أن الله سبحانه تعالى يراقبه
نجد أن الخطاب الداخلي يعمل على إثارة القضايا القريبة عن نفسية المتلقي في كل زمن ومكان يثير المقاربات الدلالية فيوسع أثر التحصين من تحصين الذات والدعاء للنجاة إلى إشراك الناس في الدعاء، القضية تخدم الواقع النفسي، لأن التفكير بالآخرين مزية الانسان
والانسان الذي لا يفكر بالآخرين بعض الروايات تبعده عن الانتماء الإسلامي، الهوية الإسلامية محبة الناس وليس من شيمة أهل الدين حب الأنا
ولا بد للمؤمن النظر بأفق أوسع من أفق نفسه، يسعى الخطاب إلى تفاعل، والتأثير وهو جزء مهم من المسعى التواصلي، ودور كبير فيما يحدثه الخطاب في الذات والمجتمع، بعض المناهل التي يحصل فيها التوفيق مثل الحج ـــ الزيارة، العبادة ـــ الصوم ـــ الصلاة لا بد من أن يستثمرها الإنسان لإثبات قيمته الإنسانية
يرى سماحة السيد الصافي أن الوعي الإنساني للمؤمن ينعكس على صيغة الدعاء، يدعو للجميع بالمحبة والصلاح، توجهت عناية الخطاب إلى إنسانية الإنسان، إلى الجهد الاجتماعي في تكوينه الحياتي، الوحدة والعزلة عن المجتمع ترفع من شأن الأنا وتستصغر الناس، وهم في المقابل يستغرهم الناس
حدد لنا سماحة السيد الصافي مفهوم الأفق الضيق الذي يصل بالإنسان للأنانية ومحبة المال، هذه الأمور تنشأ محبة الإنسان لنفسه لتقوية أسس الأنا المتجاوزة
قمة الأثر أن يهتم الخطاب بما يعني الناس وبما تعني الهوية، والانتماء، محبة الناس تحتاج إلى رؤية، الإنسان يريد لنفسه الخير، وهذا الخير تقوى صلته بالناس الخير يعني مساعدة الاخرين وكسب رضا النفس، لكلمات المعصوم في الصحيفة السجادية أثر في دلالات الجملة ومفاهيمها مثلا..
يريد الإنسان ان يثقل ميزان حسناته في الآخرة، كيف نضع الحسنات في هذا الميزان؟
أن يضع الإنسان في الميزان أعماله في الدنيا وفي الآخرة، وهناك موازيين متنوعة عند الله سبحانه، ميزان الصلاة والصوم، ميزان لحسن الخلق، تشخيص تلك الموازين، ولا شك أن الخطاب توزع الى بؤر مضمونية، نفسية واجتماعية تركز على خطاب العقل، الله تعالى أعطى الإنسان عقلا وقال له (بك أثيب وبك اعاقب) ويبحث عن الاستقرار النفسي في الابتعاد عن الشيطان
الاستقرار هو الإيمان في كل ظرف ومزاج بعيدا عن الانفعالية، الراسخ في روحية المؤمن تعميم الخير للجميع وهذا خصوبة وعي وإدراك، ليشمل هذا الخير للأهل والناس، نحن ندرك أن بعض الأمور أصبحت لدينا معروفة ومفهومة، وهذا يعود إلى دور قادة فكر الأئمة عليهم السلام في تقويم الكثير من المبادئ
الإمام السجاد عليه السلام يؤكد على منزلة الجار
سماحة السيد أحمد الصافي يعمل على تطويع النص لبيان أهميته وأهمية محتواه، ويعمل على إيجاد المؤثر الحياتي القادر على التغيير الجاد عند الإمام السجاد عليه السلام، كالأهل، الأب والأم والإخوان، يقول عليه السلام (والبسهم منه جننا واقية) والجنة لغة بينها سماحة السيد الصافي بأنها درع واقية، والجنن الدروع الواقية، تصور لنا الدعاء بأن معركة كبيرة بين الإنسان والشيطان والاسلحة منها هي من عمل الطاعات، الإنسان بالطاعة يرد كيد الشيطان، لا بد للإنسان أن يدعو الله بأن يجعل أهله والأقارب والجيران في حرز حارز وحصن حافظ من شر هذا العدو اللعين.
|