• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البصيرة .. بين الدخان والغبار. .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

البصيرة .. بين الدخان والغبار.

قال الصهاينة: قتلنا فلاناً .. وصدقوا !!
وقالوا: فلان في المكان الفلاني .. وصدقوا !!
وقالوا: فلان يجلس مع فلان .. وصدقوا !!
وما زالت أخبارهم تصدق .. حتى ظن بعض أبنائنا أن الصهاينة لا يكذبون في شيء !!

هكذا يبدو المشهد اليوم لدى بعض شبابنا .. وكأننا صرنا نثق بأخبار الكيان .. أكثر مما يثق شعبهم التجميعي بهم !

لعلك أيها الشاب في سن العشرين بدأت تستسلم لهذه القناعة .. وتعتقد أن كل ما يقولونه صحيح .. ولكنك لم تكن متابعاً لمجريات حرب لبنان السابقة سنة 2006 كما تابعها الكاتب .. فتعال وأضحك معي على تقلبات هذه الدنيا .. وشر البلية ما يضحك !!

لقد كان الوضع عكس ما هو اليوم تماماً .. كان المستوطنون الصهاينة يجلسون حول الشاشات بانتظار خطاب السيد نصر الله .. ليعرفوا منه أخبار الجبهة .. لأنهم يصدقونه أكثر من قادتهم.. وكان ما يقوله يعتبر أمراً محسوماً بالنسبة لهم.

في حرب لبنان مع الصهاينة عام 2006 نشر الدكتور في جامعة بن غوريون الصهيونية أودي ليفل دراسة مفصلة .. سأذكر منها هذه المقتطفات لتفهم إلى أي مدى كان الوضع مقلوباً:

(( لقد وصلنا إلى وضع جنوني فعلاً. حالة سيكولوجية لا يمكن تصورها: بدل أن ينتظر الجمهور الإسرائيلي متحدثه القومي ليوضح له ما يحدث يومياً، حصل شيء لا سابق له: لقد أعطى الجمهور هذا الموقع إلى قائد العدو الذي كنا نقاتله، وجلس ينتظر بفارغ الصبر خطاباته...))
 وقال أودي ليفل:
(( طُلب إلى ست مجموعات نموذجية مشاهدة أشرطة مصورة عرضت الدعاية الإعلامية الإسرائيلية داخل إسرائيل وخارجها، والإجابة عن استمارة أسئلة تتعلق بمضمونها، وأظهرت نتائج الاستطلاع أن الأداء الإعلامي الإسرائيلي خلال الحرب كان مختلاً جداً"إلى درجة أن الجمهور اضطر في الكثير من الحالات إلى الاعتماد على خطابات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله))

وقبل أن أصل إلى زبدة هذا المقال .. دعنا نمر على موضوع الوصايا العشرة سريعاً .. أيها القارئ الكريم .. ثم نعود إلى مقصدنا. 
الوصايا العشرة في اليهودية .. هي الوصايا التي نزلت على موسى عليه السلام عندما أخرج بني إسرائيل من مصر ووصل إلى جبل سيناء.. وسفر الخروج في التوراة هو السفر الذي ذكر هذه الوصايا .. التي تعتبر محور الدين اليهودي .. ولم يُبقِ الصهاينة شيئاً منها إلا خالفوه!

والذي يأخذ فترة كافية في دراسة التكوين الأول للحركة الصهيونية يجد أنها لا تعترف بالتوراة ولا بهذه التعاليم .. وكثيراً ما كان زعماء الصهاينة الكبار والمؤسسون مثل بن غوريون وگولدا مائير يسخرون من النبي موسى عليه السلام .. ولا يستخدمون الدين إلا عندما يخاطبون عامة اليهود لتعبئتهم معنوياً.

والوصايا العشر هي: 

1. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ.... لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.

* وأشهد بالله أن الصهاينة اليوم يعبدون F35 من دون الله .. ويعتمدون عليها أكثر من الله.

2. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا.

* وهذه مثل سابقتها .. تنهى عن عبادة الأصنام .. ولكن أصنامهم اليوم أسلحتهم .. وقبلتهم شركة لوكهيد مارتن.

3. لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا.

* وهذا نتنياهو اليوم .. يستخدم اسم الرب لقتل الأطفال !!

4. اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.

* والمفروض أن يكون السبت يوماً مكرساً للعبادة والتوقف عن أي عمل آخر .. ولكن يبدو أن قتل النساء والأطفال بالغارات هو أفضل العبادات بنظرهم!

5. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ.

* ومن يدرس المجتمع اليهودي يدرك التفسخات العائلية .. ولكن لا بأس هذه ليست حكراً على اليهود.

6. لاَ تَقْتُلْ.

* لا تعليق.

7.  لاَ تَزْنِ.

*ولا أظنك تعلم أيها القارئ أن أباطرة الصناعة الإباحية في العالم اليوم هم من اليهود!

8. لاَ تَسْرِقْ.

* أيضاً لا تعليق .. لقد سرقوا بلداناً بأكلمها.

9. لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.

* وماذا عن غير قريبك ؟

10. لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ.

* ومرة أخرى نسأل .. ماذا عن غير قريبك ؟

ورغم عدم التزام معظم اليهود بهذه التعاليم ولكن لا بأس .. فالمسلمون كذلك أكثرهم يخالفون تعاليم كثيرة من القرآن .. ولكن ليس هذا هو السؤال ؟

السؤال .. هل لاحظت أمراً غائباً عن هذه الوصايا ؟ بالضبط .. لا يوجد فيها (لا تكذب) فالكذب عندهم جائز وطبيعي .. وقد تفننوا فيه كثيراً .. عبر التاريخ.

ومرة أخرى نعود إلى الكتاب الأفضل في شرح نفسية هؤلاء .. القرآن الكريم.

فإذا كانوا يكذبون على الله كما يقول القرآن .. فماذا تتوقع منهم حول أخبار المعركة؟

(مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلمَ عَنْ مَواضِعِهِ) .. ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ ) ..

(وإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ وَ يَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ).

خلاصة القول: لقد شاهد العالم كله كيف استطاع الصهاينة كسب جولة من الحرب من خلال اختراقهم لبيانات ومعلومات حزب الله .. وضربه بعدة ضربات موجعة ومتتالية .. وهذا أمر لا يخجل من الاعتراف به أحد في الحزب الصامد .. وهو كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام (ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين. يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون. فمرة لنا من عدونا. ومرة لعدونا منا..).

ولكن رغم الجراح .. يجب أن لا يسقط إيماننا بالحقيقة تحت وقع هذه الضربات .. ويجب أن لا تغيب بصيرتنا بين الدخان والغبار .. وننسى من هو الكاذب عبر التاريخ.

كانت الأخبار الصادقة من هؤلاء الكاذبين هي حصيلة سنوات من العمل والاختراق السيبراني والمادي .. قدموا من خلالها استعراضاً للقوة .. ورسموا صورة العين التي ترى كل شيء وكأنها عين الرب (كما يلمحون) .. ولكن البيانات انتهت واستطاع الحزب أن يتعافى ويقضي على بؤرة الاختراق .. وعاد يمتلك زمام المفاجأة من جديد.. ورجع العدو إلى القتال الأعمى .. لذا كثف ضرباته على المدنيين .. بعد أن كان يصطاد القادة فقط




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197638
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 11 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15