تجربة الحكم في العراق الجديد افرزت نموذجاً مؤسفاً في ادارة السلطة وكرست لدى المواطن العراقي قناعات خطيرة ربما خففت كثيراً عن كابوس النظام البائد بسبب مقارنات قهرية يلجأ اليها المواطنون وهو ما يجعل مصداقية هؤلاء على المحك وربما تهتز الثقة والاندفاع والاقدام الجماهيري باتجاه بناء الدولة والحضور الفاعل في الميدان السياسي عندما يجد بعض السياسيين يتكالبون على السلطة الى حد تصبح الفواصل بينهم وبين ازلام النظام السابق من حيث التمسك بالسلطة قصيرة جداً.
ما نخشاه على المسيرة الجديدة والمعادلة الجديدة هو اختزالها بشخوص معدودين يقدمون مصالح الحزب على مصالح الشعب والوطن بل لا يجدون فرقاً بين مصالح حزبهم وشعبهم وهنا تكمن الخطورة عندما يتوهم الاخرون بانهم هم الاصلح والاصح وغيرهم هم المخطئون والمقصرون كما كان يتوهم ازلام النظام السابق.
عندما يصل بعض السياسيين الى السلطة نتيجة الممارسة الديمقراطية وبتصويت ممثلي الشعب من اعضاء مجلس النواب فعليهم الا يتصوروا انهم وصلوا بانقلاب او استحقاق ابدي يغلق الابواب امام الاخرين لتداول السلطة سلمياً ووفق التوافقات والاتفاقات السياسية القائمة في البلاد.
ان هؤلاء الذين اوصلهم الشعب الى موقع الحكم والقرار عليهم ان يتذكروا دوماً بانهم لم يصلوا الى هذه المواقع لولا تصويت الشعب فعليهم ان يضعوا الشعب امام اعينهم وان يبتعدوا عن الثراء الفاحش وحيازة الاراضي والقصور وتسجيلها باسمائهم بغير وجه حق.
ان هذه الحكومة هي ليست نهاية المطاف بل هي الخطوة الاولى باتجاه بناء الدولة فلا نفرط باستحقاقات الدولة من اجل امتيازات السلطة الزائلة المتغيرة باستمرار.
|