الجزع :- حالة نفسية غالبا ما تصيب الظالمين من الناس وهم الطغاة والبغاة والمنافقين والمشركين والكفرة وكل إنسان سيء الصيت والخلق وسيء السجية ويتعامل مع الناس بعدوانية وبكراهية واستغلال وكذلك يتهاون في عبادة الله ويستخف بها ويسخر منها 0
فيصيب هذا الظالم الجزع خوفا من العقاب الذي ينتظره في الأخرة بما اقترفت يداه من آثام اثناء الإحتضار الذي هو الخطوة الأولى على طريق الموت وهو اشد الخوف والرعب من المصير المشؤوم الذي ينتظره في نياران الآخرة والذي يفتح الله له شاشته وابوابه لكي يرى ويشاهد بأم عينيه المصير المهول الذي ينظره تحت عذاب اليم ومتواصل عند الله لا يخفَّف عنه ما دامت السموات والأرض 0
لذلك فالجازع من الناس من الرجال والنساء نتيجة لخوفه من مصيره هذا في مقابل عدم وجود احد ينصره عليه وينقذه منه لم يعد امامه سوى اللجوء الى الصراخ والعويل والحركات الهستيرية الحادة وقد يصاحب ذلك ان يبول الجزعان على نفسه ويسلح في ثيابه 0
ومن الذين اصابهم اشد الجزع اثناء الإحتضار هي عائشة بنت ابي بكر وهي على فراش الموت حيث اخذت تصرخ وتتحرك وتطوِّح بيديها وتركض برجليها كالدجاجة المذبوحة وبالت وسلحت على نفسها فسألها الحضورعن سبب جزعها فقالت لهم :- ( إعترض في حلقي يوم الجمل )0
وهذا دليل على بطلان حربها (حرب الجمل) التي قادتها ضد الإمام علي عليه السلام متهمة إياه بالتحريض على قتل عثمان بن عفان علما بأن في مقدمة الأسباب والعوامل التي ادت الى مقتله تحريضها هي المسلمين على قتله عندما ذهبت إليه بعدما آلت إليه الحكومة وطالبته بحصتها في إرث رسول الله (ص) 0
فقال لها عثمان :- أنت احد رواة حديث ( نحن معاشر الأنبياء لا نورِّث ما تركناه صدقة ) ثم واصل ردَّه عليها ، فإذا كان هذا الحديث صحيحا فليس لك عندي شيءٌ ، وإن كان غير صحيح لماذا حرمت فاطمة من نصيبها في إرث أبيها ، فغضبت عليه وخرجت من عنده واخذت تصيح بالناس وهي في الشارع :- (اقتلوا نعثلا فإن نعثلا قد كفر-- نعثل ذكر الضبع—وهو موصوف بالغدر) 0
وقد قال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة عن الذين حاربوا الإمام علي في يوم الجمل بقيادة عائشة وعن الذين حاربوه في حرب صفين بقيادة معاوية : - أن الإمام علي خليفة المسلمين وهو اقرب الى الحق وعليه فذه حكم من النواصب ببطلان دعوة عائشة وبطلان دعوة معاوية في قتالهما للإمام علي وهذا من مصاديق قول النبي (ص) : - (علي مع الحق والحق مع علي ) ودعوته له (ص) :- (اللهم أدر الحق معه حيثما دار )
|