• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل للدمعة مذهب أو دين ما ؟؟؟ .
                          • الكاتب : محمد علي البحراني .

هل للدمعة مذهب أو دين ما ؟؟؟

تميزت ثورة البحرين عن غيرها من ثورات الربيع العربي بكثرة المظاهر المأساوية التي أبرزت الوجه البشع للنظام . ولعل البعض اطلق على هذه الثورة بثورة العدسة بسبب كثرة ما التقطته عدسات المصورين من فضائح يندي لها جبين الإنسانية و لهذا كان ومازال العدو الأول لهذا النظام هو سلاح الكاميرا فتجده يسارع بمعاقبة من يملك الكاميرا أسرع ممن يرمي قوات المرتزقة الأجنبية بالملوتوف . وكان هذا واضحا في قتله للمصور إسماعيل الذي جل جرمه أنه كان يملك سلاح الكاميرا و أخيرا الفتاة زهرة الشيخ التي اعتقلت و عذبت و عريت لأنها صورت رجال المرتزقة الأجنبية خلال اعتصام سلمي .

 

في الحقيقة ان إبداع الثورة البحرينية في عرض مآسيها جعل الآخرين يسرقون مأساة ثورة البحرين و ينسبونها لثوراتهم فلأكثر من مرة و في أكثر من صحيفة وضعت صورة الشهيد أحمد الفرحان على أنها صورة لأحد ثوار سوريا والبعض استعطف الناس بهذه الصورة ليجمع تبرعات لأهل سوريا كما يقول ! . هنا قد تذرف الدموع و تتصاعد اللعنات بحق النظام السوري المجرم الوحشي الذي قتل هذا الشاب بكل وحشية .

 

و السؤال الماثل هنا ماذا لو علم هؤلاء ان هذه الصورة لأحد ثوار البحرين هل ستذرف الدموع أيضا و تتصاعد اللعنات أم ستجف الدموع و تيبس القلوب و تختفي اللعنات ... لماذا ؟؟ لأن المقتول لربما من غير جنس البشر أنه شيعي !!

 

نعم هكذا تذبح و توأد الإنسانية على مذبح الطائفية الحقيرة !! لذلك كنت دائما ما أقول أن الطائفية هذه لا دين لا مذهب لا احساس و لا عقل لديها هي صنيعة الشيطان الشيطان وحده .

 

في البحرين كان هذا المشهد ماثلا كأجلى ما يكون بل ان تسجيل موقف انساني من فريق المولاة كان يحسب في حساب المكرمات التي لا بد ان تشكروا الملك عليها وذكروا في ذلك ان الملك البحريني في أول الثورة كان قد أطل على الناس لتعزية أول شهيدين في الثورة المباركة حينها كان يحاول ان يستمر في كذبته التي طالت لسنوات بقوله أنه أب للشعب وان كل الشعب هم أبنائه ولكنه توقف حتى عن الاستمرار في هذه الكذبة لمعرفته بفشله في الاستمرار فيها .

 

بعد ذلك صار"  طبالة " الملك يمنون على الثوار حتى في موقف الملك الهزيل هذا فيقولون ان الملك قدم تعازيه للشهداء في أول الثورة فلم يلق ردا ايجابيا !! أي بمعنى آخر ان الملك كان تكرم عليكم بالتعزية ثم لم تردوا له هذا الجميل فقرر الاستمرار في القتل من دون مكرمة تقديم التعزية .

 

في الحقيقة ان المسألة تكمن في نوعية العقول و القلوب التي تصفق و تطرب للممارسات القذرة وهذا يطرح ألف علامة استفهام في نوعية القلوب التي هي بين جوانح هؤلاء .

 

عندما تتحجر قلوب هؤلاء فتصبح قاسية كالحجارة أو هي أشد قسوة منها فتلك علامة على غضب الله على هؤلاء لذا اوجه دعوة لكل هؤلاء بأن يراجعوا مقادير الإنسانية في ذواتهم ليكتشفوا أنفسهم من جديد .

 

الإنسان السوي ينفطر قلبه لأي مشهد فظيع سواء كان في الحرين أو في سوريا أو في بورما أو في فلسطين أو في أي بقعة من بقاع الأرض وشعب البحرين أثبت على مدى التاريخ أن دمعته ليست طائفية فهو تحرك لفلسطين و قدم شهيدا من أجل قضيتها كما تحرك للبنان و غيرها من بقاع الأرض . لإنسانية هي كلمة أعم من الطائفة أو المذهب أو الدين أنها مشاعر لا تختفي إلا عند الوحوش وما أكثرهم في هذا الزما




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19603
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15