لا يمكن التفريق بين العاشر والأربعين فهما في منتصف النهار واشتداد حرارة الشمس، وكلاهما متعلّق بالنحور والرؤوس والأجسام، لم يقف مطر السماء دماً حتى عاد الرأس إلى البدن.
      أيّ شكوى تبثّها عند قبره الشريف؟ لعلّها الحاجة إلى المقانع والأزر، وربما دخولها مجلس الطلقاء ومبيتهنّ بالخربة أو تجمع الكلّ بصرخة ودمعة وحيرة وحسرة، ولكن هل سألها عن عزيزته؟ فالحنون لا ينسى صغيرته..
     بعد أربعين يوماً عادت وعاد رأسه المقدّس إلى الجسم الشريف الذي لم يحمل إلى حفرته إلّا بحصيرة، هل مرّت بمكان مذبحه الشريف؟ يا لها من مصيبة جسيمة، ونازلة فظيعة.
وسلهم عن رؤوس الآل هل نشفت
دماؤها أم لها التقطير كالمطر

وسل أراس حسينٌ غاب رونقه
أم نوره مخجلٌ للشمسٍ والقمر

وسل عن اللؤلؤ المنظوم في فمه
لعله بعد قرع غير منتشر

وسلهم عن جبين كان منتجعاً
من الرسول بتقبيل الرسول حري

واستحكِ عن شعرات في كريمته
فديت طلعة ذاك الشيب في الشعر

هل الطرواة في الوجه الوجيه بقت
أم غيرتها ليالي السود بالغير

"..وَقَلْبِي لِقَلبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لأَمْرِكُمْ مُتَّبعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يأْذَنَ الله لَكُمْ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْواحِكُمْ وَأَجسادِكُمْ [ وَأَجْسَامِكُمْ ] وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ"