• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وادي البكاء (مورة).  .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

وادي البكاء (مورة). 

 وادي البكاء أو وادي النحيب الذي تغطيه كثرة السهام (مورة). بحثت في هذا الموضوع كثيرا وتوصلت إلى حقائق صادمة تطعن بكل التفاسير التي وردت في تفسير هذا النص. وعندما جمعت مواد الموضوع بعد جهد وبحث. قلت سأرى رأي بعض الآباء اليوم حول تفسير نص مزمور النبي داود الذي يقول فيه :  (طوبى لأناس عزهم بك. عابرين في وادي البكاء، يُصيّرونهُ ينبوعا. ببركات يُغطون مورة ، يذهبون من قوة إلى قوة).(1) فسألت عن أفضل قس لدينا في التفسير. فوصفوا لي الأب ميخائيل عطا القوشي الأستاذ في معهد التثقيف المسيحي الملحق بكلية بابل للاهوت.(2) 
التقيته في أربيل في عين كاوة ،عرضت عليه الموضوع وسألته : (أين وادي البكاء) المذكور في نص مزامير داود؟
  فقال متبجحا : على الخبير وقعت.  باختصار يقع هذا الوادي في ما نراه اليوم الحائط المبكى في القدس . فصدمني قوله هذا . فقال لي : مالك مصدومة، هل فاجأتك. قلت له : لا . كنت اعتقد كما وصفوك لي المفسر الأوحد للكتاب المقدس اليوم. فقال: وهل غير ذلك. 
فقلت له : هل صحيح أنك لا تعرف أن مكان البكاء المذكور (بوكيم). يقع بالقرب من شكيم. وأنت تقول أن وادي البكاء هو (الحائط المبكى).؟! هل تعلم كم المسافة بين شكيم وبين الحائط المبكى؟ هل تدري يا جناب الأب أن المفسرين اختلفوا في مكان (بوكيم). وأعطيك بعض الأمثلة على ذلك. 
يقول في الموسوعة الكنسية : (وادي البكاء، وهو أحد الطرق المؤدية لأورشليم، وكان جافًا جدًا؛ حتى أن من يسير فيه كان يتعرض للموت عطشًا).(3) الموسوعة هنا تقول هو أحد الطرق. أين في أي مكان لا تذكر. 
أما القمص تادرس يعقوب فيقول : جاء في سفر القضاة 2 : 4.عندما جاء الملاك وبشر بالتوبة للشعب، قائلًا: (أنتم تتركون الرب، فسيترككم الرب ، بكى الإسرائيليون بصوتٍ عالٍ عند سماعهم التهديد، ودُعي ذلك الموضع وادي البكاء (بوكيم) ، ثم يقول : في ظلمة هذا العالم خلال الخطأ طُردنا من الفردوس مع آدم في وادي الدموع المنخفض).(4) القمص هنا لم يُعين لنا مكان البكاء هذا ، ثم يقول بأن البكاء كان بسبب  الطرد من الفردوس. ثم يقول بأن اسمه (وادي الدموع المنخفض). هاي امنين جابها ما أدري. 

ولذلك تجد القواميس التي وصفت هذا الوادي قالت عنه : (وادي بكا ، وادي الجفاف، وادي النحيب، وادي بكاء الدموع، وادي السهام، أو رامي السهام). ثم أنت تقول بأنه (الحائط المبكى). والذي لم يقله أي أحد من المفسرين على طول التاريخ. فهل يا ترى من فسر هذا النص قال بقولك؟ أم أنك تُريد أن تضيف تفسيرا آخر.  
طبعا لا ، لأن المفسرين اختلفوا في مكان (بواكيم). فقد حدد بعض المفسرين هذا المكان بأنه في (شكيم) كما في سفر التكوين : (واجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون في الأرض).(5) 
ولكن في سفر التثنية يقول بأن وادي البكاء في جبل عيبال نحو الأردن (هما في عبر الأردن ، وراء طريق غروب الشمس في العربة بجانب بلوطات مورة).(6) وكل هذه الأمكنة التي ذكرها الكتاب المقدس تبعد مئآت الكيلومترات عن (الحائط المبكى). فكيف عرفت أن المكان هو الحائط المبكى.(7) 
وأما مورة يا جناب الأب فقد ذكرت القواميس أنها تعني : السهام أو رامي السهام ، وتعني يرمي او يقذف او يسقط مطر. وهو يعني نزول السهام كالمطر. 
فقال الأب : وماذا تقولين أنت؟ 
فقلت : أنا أقول أن هذا المكان يقع في مكانين ، الأول أن كل من فسّر هذا النص ذكر أن وادي مورة هو وادي البلسان وهو من أودية مكة أو بكة أو وادي البكاء كما تصفه التوراة. 
وهناك قول آخر يقول بأن وادي البكاء يقع شرقا في العراق على الفرات حيث المكان الذي فيه العويل لا ينقطع. والدليل أن المكانين كلاهما تعرضا لحروب وقتال ورمي سهام كالمطر. مكة لا تزال سهام الأعداء موجهة نحوها بما تُمثله من ثقل ديني في حياة مليار ونصف المليار مسلم. وكربلاء التي تتعرض لهجمات مستمرة من قبل عدو مشترك بعضه غربي مسيحي يهودي والبعض الآخر من قبل مسلمين منشقين. 
تأمل في كلامي طويلا ثم قال. وما هو الدليل على كلامك هذا؟. 
فقلت له : أنت اعطني الدليل لأنك أنكرت، والبيّنة على من أنكر، فهل تستطيع اليوم ان تدلني على مكان لا يجف فيه البكاء وتعرض لرشقات السهام كالمطر. والذاهبين لهذا المكان يزدادون قوة يوما بعد يوم.  في القوة العددية ، أو في القوة العسكرية.  
 بان عليه الانزعاج جدا ثم استدار قائلا : سأراجع وأبحث في المكان ثم التقي بك. 
بعد ما شفته. ولكني مُنعت من دخول مكتبة المعهد. 
المصادر: 
1- سفر مزامير داود 48 : 5 ــ 7.
2- كلّية للدراسات العليا تُعنى بتزويد الرهبان والراهبات والإكليريكيّين والعلمانيّين العاملين في جميع الكنائس بمعارف العلوم الدينية المتقدمة وبثقافة لاهوتيّة رفيعة، يُحسَب للبطريرك الكلداني روفائيل الأول بيدوايد تأسيسه معهدًا للتثقيف المسيحي، ملحقًا بكلية بابل للّاهوت).
3- تفسير الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: تفسير سفر المزامير مزمور 84 .
4- تفسير الكتاب المقدس ، القمص تادرس يعقوب ملطي . سلسلة من تفسير وتأملات الآباء الأولين تفسير مزمور 84.السكنى في بيت الرب.
5- سفر التكوين 12 : 6.
6- سفر التثنية 11 : 30.
7- لا يوجد حائط مبكى ، كان يُسمى الحائط الغربي ، او حائط الرحمة أو مربط البراق وعلى عهد الدولة العثمانية أصبح الحائط مصلى يهوديا في بداية القرن السادس عشر، قبل القرن السادس عشر، كان اليهود يؤدون صلواتهم وطقوس الحداد على خراب هيكل النبي سليمان في أماكن مختلفة حول الحرم القدسي، وكانوا شراذم قليلة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195922
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 08 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15