مسلسل جرائم إخفاء المعلومات أو طمسها أو تحريفها قائم إلى هذا اليوم فهناك نصوص بالرجوع إلى أصولها تتضح لربما بعض معالم الجريمة التي قام بها بعض أحبار اليهود وقسم كبير من المترجمين وكهنة المعابد.
أولا : منطقة (افراتة) فإن نص ميخا الذي يؤكد أن اسم بيت لحم الأصلي والحقيقي هو (افراتة) يقول هذا النص (الآن تتجيشين يا بنت الجيوش. قد أقام علينا مترسة. يضربون السبط بقضيب على خده. أما أنت يا بيت لحم افراتة، وأنت صغيرة ، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، مُنذ أيام الأزل).(2) والسبط كما هو معروف في الإسلام هو لقب من القاب القديس الامام الحسين. فقد ورد في الحديث عن النبي أنه قال: (حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً، الحسين سبط من الأسباط).(3)
طبعا النص يختلف بين الطبعة العربية والنسخة الآرامية . في النسخة الآرامية كتبوا (السبط) وفي الترجمة العربية قلبوها إلى (قاضي إسرائيل). ومع ذلك ذهبنا معهم وسألناهم : من هو هذا القاضي المقروع بالقضيب على خده؟ فلم يُجيبوا وسكتوا سكوت الموتى.(4)
قالوا : أن هذا النص يتعلق بولادة يسوع في بيت لحم .. وأن قوله : قرعهُ بالقضيب على خده يعني وضعوا اكليل الشوك على رأسه. وهذا كذب واضح فاضح حيث ان يسوع المسيح لم يقرع أحدٌ خده بالقضيب ولم تتجيش الجيوش ضده، ولم يقطعوا رأسه .ولا يوجد أحد في المسيحية قرعوا خده بالقضيب أو جيّشوا الجيوش ضده في منطقة اسمها (افراته).
.لقد افتعل النسّاخ ثلاثة تأويلات فاضحة في نبوءة ميخا التي تتألف من سطر واحد فقط، وحذفوا عبارة أساسية في النص العبري الأصلي، وهي عبارة (أفراتة) واستبدلوها بعبارة (ارض يهوذا) . وكذلك قاموا بترجمة مغلوطة جدا وهي إبعاد الإسم الحقيقي لهذا المقروع بالقضيب على خده فأبدلوا كلمة (سبط ) بكلمة قاضي وإن كان ذلك في عرفهم صحيح لأن أسباط إسرائيل هم القضاة .(5) ولكن لا يجوز إطلاقا التلاعب بالمعنى لإخفاء حقيقة خطيرة مفادها أن الأرض التي ولد عليها يسوع هي ارض تتجيش فيها الجيوش في افراته أو الفرات وهناك يقتلون السبط ويقرعون خده بالقضيب . ثم يخرج من هذه الأرض شخص قائم يكون قاهرا لإسرائيل متسلطا عليها وهذا الشخص ليس طارئا بل ( ومخارجه منذ القديم ، مُنذ أيام الأزل).(6) أي ان الرب خلق هذا القائم للأخذ بثأر خاص.
لقد تأثر يسوع جدا عندما سمع بمقتل حفيد نبي سيأتي بعده ، ولذلك طلب من الرب ان تعبر عنه كأس الموت، أن يعفيه من الصلب، لكي يبقى فيأتي مواسيا وناصرا لحفيد هذا المقتول فيأتي معه ليأخذ بثأر المقتول من الأمم التي وقفت تساند قاتله. (سيكون أصل يسوع والقائم ليسودا على الأمم ، عليه سيكون رجاء الأمم).(7)
المصادر:
1- تقول الرواية : (لما جيء برأس الحسين عليه السلام أمر [أي: عبيد الله بن زياد] فوُضع بين يديه في طست من ذهب، وجعل يضرب بقضيب في يده على ثناياه).
2- سفر ميخا 5 : 2 .
3- رواه السنّة والشيعة. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.ومن الشيعة رواه : بحار الأنوار، المجلسي ج43 ص : 271.
4- احتار المفسر في كيفية تفسير هذا النص بعد تغيير كلمة (سبط) إلى (قاضي إسرائيل) فقالوا : (ضربوا قَاضِيَ إِسْرَائِيلَ بِقَضِيبٍ عَلَى خَدِّهِ = وقد يقصد بقاضي إسرائيل ملكها أو قضاتها أو رؤساءها).شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري ميخا 5 - تفسير سفر ميخا. الاضطراب واضح في تفسيرهم.
5- كلمة سبط واسباط وردت أكثر من 221 مرة ولم تصفهم بالقضاة إلا في زمن متأخر لا يعلم أحد من قام بتغييرها يقول في سفر التكوين 49: 28
(هؤلاء هم أسباط إسرائيل الاثنا عشر). ولم يكن أحدٌ منهم قُرع بالقضيب على خده.
6- شارل بيرّو في كتابه أحداث طفولة يسوع، دفاتر الإنجيل، العدد 18، منشورات سَيرف، 1976، ص 31، العمود الأول، المقطع الأخير.
7- الرسالة إلى أهل رومية 15 : 12. وفي هذا النص تأكيد على وراثة الأرض لهذين الشخصين (يسوع والقائم). وعليه سيكون رجاء الأمم . أي على القائم.
|